كَيْفَ نَتَصَوَّرُ أَنَّ اللهَ (عَزَّ وَجَلَّ) يُعَذِّبُ هَكَذَا؟!!

يَا حُسَيْنُ/: هَلْ اللهُ يُعَذِّبُنَا بِهَذِهِ الطُّرُقِ العَنِيفَةِ.. ذَكَرَتْ بَعْضُ الرِّوَايَاتِ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يُعَذِّبُ الإِنْسَانَ بِأَشَدِّ أَنْوَاعِ العَذَابِ، فَقَلْعُ العُيُونِ وَدُخُولُ النَّارِ فِي جَوْفِهِ وَالحَيَّاتُ وَالعَقَارِبُ الضَّخْمَةُ تَبْتَلِعُهُ وَغَيْرُهَا مِنْ أَنْوَاعِ العَذَابِ العَنِيفِ. كَيْفَ نَتَصَوَّرُ بِأَنَّ رَبًّا رَحِيمًا وَدُودًا وَهُوَ الَّذِي لَا يَقْبَلُ التَّمْثِيلَ بِالكَلْبِ العَقُورِ أنْ يُعَذَّبَ هَكَذَا؟ نَعَمْ، هُوَ بِالمُقَابِلِ يُعْطِي الجَنَّةَ وَالنَّعِيمَ، وَلَكِنْ لَا أَسْتَطِيعُ تَصَوُّرَ هَذِهِ العَذَابَاتِ تَأتِي مِنْ رَبِّي الرَّحِيمِ؟؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     أَخِي الكَرِيمُ، كَمَا يَتَّصِفُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، يَتَّصِفُ كَذَلِكَ بِأَنَّهُ شَدِيدُ العِقَابِ، وَلَيْسَ عِقَابُهُ لِعِبَادِهِ الكَافِرِينَ والعَاصِينَ وَالمُجْرِمِينَ هُوَ لِلتَّشَفِّي أَوْ التَّشهِّي، وَإِنَّمَا هُوَ حُكْمٌ إِلَهِيٌّ تَفْرِضُهُ العَدَالَةُ الإِلَهِيَّةُ بِالإقْتِصَاصِ مِنْ المُجْرِمِينَ الَّذِينَ انْتَهَكُوا حُقُوقَ الآخَرِينَ، فَأَنْتَ الإِنْسَانُ المُحْتَرَمُ الرَّاقِي مَثَلًا لَوْ اعْتَدَى عَلَيْكَ شَخْصٌ مَا فِي بَيْتِكَ وَذَبَحَ ابْنَكَ أَمَامَكَ أَوْ خَنَقَ زَوْجَتَكَ أَوْ قَلَعَ عَيْنَ ابْنَتِكَ وَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَيْهِ أَوْ انْتَهَكَ حُرُمَاتِكَ مَاذَا سَتَكُونُ عُقُوبَتُكَ لَهُ جَزَاءً عَلَى فِعْلِهِ؟!!

     قَانُونُ العُقَلَاءِ وَالشَّرْعُ يَقُولُ: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) النَّحْلُ: 126.

     وَهَذَا هُوَ تَمَامُ العَدْلِ فِي أَخْذِ الحُقُوقِ لِأَهْلِهَا، فَعُقُوبَةُ المُجْرِمِينَ بِمَا يَسْتَحِقُّونَ مِنْ العَذَابِ هُوَ مُقْتَضَى العَدْلِ الإِلَهِيِّ الَّذِي يَقُولُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} الزَّلْزَلَةُ 7 وَ8.

 

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.