لِمَاذَا لَمْ يُحَرِّمْ الإِسْلَامُ تِجَارَةَ العَبِيدِ؟!!

كَرَّار عَبْدُ النَّبِيِّ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.. لِمَاذَا لَمْ يُحَرِّمْ الإسْلَامُ الإتِّجَارَ بِالعَبِيدِ وَاكْتَفَى فَقَطْ بِالحَثِّ عَلَى إعْتَاقِهِم؟ بَلْ إنَّ الرِّوَايَاتِ تَقُولُ حَتَّى الرَّسُولِ (ص) وَأَئِمَّةِ أَهْلِ البَيْتِ كَانَ لَدَيْهِمْ عَبِيدٌ وَإمَاءٌ؟!

: اللجنة العلمية

     السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ لِمُجْتَمَعَاتٍ كَانَتْ هَذِهِ التِّجَارَةُ سَائِدَةً فِيهَا وَرَائِجَةً جِدًّا، وَلَهَا تَدَاعِيَاتُهَا النَّفْسِيَّةُ وَالإِجْتِمَاعِيَّةُ فِي تِلْكَ المُجْتَمَعَاتِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ اليَسِيرِ تَحْرِيمُهَا أَوْ المَنْعُ مِنْهَا دُفْعَةً وَاحِدَةً، فَعَمِلَ الإِسْلَامُ عَلَى تَخْلِيصِ المُجْتَمِعِ مِنْهَا وِفْقَ آلِيَّاتٍ هَادِئَةٍ وَبَطِيئَةٍ، كَمَا عَمِلَ مَعَ مَوْضُوعِ تَحْرِيمِ الخَمْرِ حِينَ حَرَّمَهُ بِالتَدْرِيجِ وَلَيْسَ دُفْعَةً وَاحِدَةً، فَجَعَلَ عِتْقَ العَبِيدِ ضِمْنَ مَنْظُومَةِ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ فِي الكُفَّارَاتِ، وَكَذَلِكَ شَرَّعَ عِتْقَ الأَمَةِ مِنْ حِصَّةِ وَلَدِهَا إِذَا كَانَتْ أُمَّ وَلَدٍ، وَهَكَذَا، إِلَى أَنْ انْتَهَتْ هَذِهِ القَضِيَّةُ وَتَلَاشَتْ تَمَامًا ضِمْنَ المُجْتَمَعِ الإِسْلَامِيِّ، بَيْنَمَا لَمْ نَشْهَدْ تَخَلُّصَ العَالَمِ مِنْهَا إِلَّا قَبْلَ مِائَةِ سَنَةٍ فِي قَرَارٍ أَصْدَرَتْهُ الأُمَمُ المُتَّحِدَةُ.

      وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.