لِمَاذَا الأَشْيَاءُ إِمَّا مَاهِيَّةٌ وَإِمَّا وُجُودٌ؟

مُحَمَّدٌ /:لِمَاذَا الأَشْيَاءُ إِمَّا مَاهِيَّةٌ وَإِمَّا وُجُودٌ؟ لِمَاذَا لَا يَكُونُ قِسْمٌ – شَيْءٌ - ثَالِثٌ؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ مُحَمَّدٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

      الحُكَمَاءُ عِنْدَ النَّظَرِ إِلَى المَوْجُودَاتِ الخَارِجِيَّةِ لَاحَظَ العَقْلُ أَنَّ هُنَاكَ أَمْرَيْنِ لَا ثَالِثَ لَهُمَا:

     الأَوَّلُ: مَا كَانَ مُشْتَرَكًا بَيْنَ المَوْجُودَاتِ جَمِيعًا.

     الثَّانِي: مَا كَانَ يَخْتَصُّ بِمَوْجُودٍ دُونَ آخَرَ.

     وَأسْمَوْا الأَوَّلَ بِالوُجُودِ، فَهُوَ الحَقِيقَةُ الَّتِي تَصْدُقُ عَلَى كُلِّ ذَاتٍ ثَبَتَ لَهَا الوُجُودُ، سَوَاءٌ كَانَتْ تِلْكَ الذَّاتُ وَاجِبَةَ الوُجُودِ بِذَاتِهَا أَمْ مُمْكِنَةَ الوُجُودِ.

     وَأسْمَوْا الثَّانِيَ بِالمَاهِيَّةِ الَّتِي هِيَ مَفْهُومٌ عَقْلِيٌّ يَنْتَزِعُهُ العَقْلُ مِنْ المَوْجُودَاتِ المُمْكِنَةِ بِالذَّاتِ، وَإنَّ كُلَّ مَاهِيَّةٍ تَتَأَلَّفُ مِنْ جُزْئَيْنِ عَقْلِيَّيْنِ.

     وَالنَّتِيجَةُ: أَنَّهُ بِحَسَبِ التَّحْلِيلِ العَقْلِيِّ الأُمُورُ لَا تَخْلُوا: إِمَّا مُشْتَرِكَةٌ، وَهِيَ الوُجُودُ، وَإِمَّا مُخْتَصَّةٌ، وَهِيَ المَاهِيَّةُ، وَلَا ثَالِثَ فِي الْبَيْنِ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.