إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ قَتْلَ الشَّعَائِرِ بِهَذَا الرَّابِ الغِنَائِيِّ.

عَبَّاسٌ القَزْوِينِيُّ/ العِرَاقُ/: مَا هُوَ الهَدَفُ الَّذِي يَرْمِي إِلَيْهِ الصَّرْخِيُّ وَأَتْبَاعُهُ مِنْ إِدْخَالِ الرَّابِ الغِنَائِيِّ الأَمْرِيكِيِّ فِي الشَّعَائِرِ الحُسَيْنِيَّةِ؟

: اللجنة العلمية

     السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     عِنْدَمَا نَسْتَعْرِضُ سِيرَةَ المُنْحَرِفِينَ عَنْ الصِّرَاطِ القَوِيمِ عَبْرَ التَّأْرِيخِ نَجِدُهُمْ يَمِيلُونَ إِلَى طَرِيقَةِ التَّدْمِيرِ فِي المُجْتَمَعِ، فَكَمَا أَنَّ الشَّيْطَانَ الرَّجِيمَ بَعْدَ أَنْ يَئِسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَأَيْقَنَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ صَرَّحَ قَائِلًا لِرَبِّ العَالَمِينَ:{فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}، أَيْ بِمَا أَنَّنِي مَحْكُومٌ عَلَيَّ بِالضَّلَالِ وَلَا رَجَاءَ لِي مِنْ رَحْمَتِكَ يَا رَبِّ سَأُحَرِّفُ النَّاسَ جَمِيعًا عَنْ صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ فَلَا يَعْبُدُونَكَ، كَذَلِكَ حَالُ هَذِهِ الجَمَاعَةِ الضَّالَّةِ الَّتِي شَعَرَتْ بِأَنَّهَا مَنْبُوذَةٌ وَمَطْرُودَةٌ مِنْ النَّسِيجِ الشِّيعِيِّ فَهِيَ تُحَاوِلُ جَاهِدَةً اخْتِرَاقَ هَذَا النَّسِيجِ وَتَمْزِيقَهُ مِنْ خِلَالِ إِدْخَالِ بَعْضِ الأُمُورِ المُحَرَّمَةِ فِي شَعَائِرِهِ، وَالَّتِي تُعَدُّ أَحَدَ نِقَاطِ القُوَّةِ وَالمنْعَةِ فِيهِ.

     فَالرَّابُ هُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الغِنَاءِ، كَمَا شَهِدَتْ بِهِ المَوْسُوعَاتُ التَّعْرِيفِيَّةُ العَالَمِيَّةُ، حَيْثُ جَاءَ فِي مَوْسُوعَةِ ويكيبيديَا العَالَمِيَّةِ عَلَى شَبَكَةِ المَعْلُومَاتِ: الرَّابُ (بِالإِنْجلِيزِيَّةِ: Rap) (كَمَا يُعْرَفُ أَيْضًا بِاسْمِ الرايمينج أَوْ السبيتنج) هُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الغِنَاءِ وَأَحَدُ فُرُوعِ ثَقَافَةِ الهيب هوب الرَّئِيسِيَّةِ. الرَّابُ هُوَ التَّحَدُّثُ وَتَرْدِيدُ الأُغْنِيَةِ بِقَافِيَةٍ مُعَيَّنَةٍ، وَهُوَ أَيْضًا تَسْلِيمُ القَوَافِي وَالتَّلَاعُبُ بِالأَلْفَاظِ حَتَّى تَتَمَاشَى مَعَ القَافِيَةِ دُونَ الإِلْتِزَامِ بِلَحْنٍ مُعَيَّنٍ. انْتَشَرَ فِي الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ فِي بِدَايَةِ السَّبْعِينَاتِ فِي حَيِّ برونكس، وِلَايَةِ نيُويُورْك عَلَى أَيْدِي الأَمْرِيكِيِّينَ الأَفَارِقَةِ، كَمَا انْتَشَرَ عَالَمِيًّا مُنْذُ بِدَايَةِ التِّسْعِينَاتِ. انْتَهَى. 

      وَهُنَاكَ إِجْمَاعٌ مِنْ مَرَاجِعِ الطَّائِفَةِ بِحُرْمَةِ الغِنَاءِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَحُرْمَةِ إِدْخَالِهِ هُوَ وَالآلَاتِ اللَّهوِيَّةِ فِي الشَّعَائِرِ الحُسَيْنِيَّةِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، وَهَذِهِ المُخَالَفَةُ مِنْ هَذِهِ الجَمَاعَةِ بِإِدْخَالِ هَذَا الرَّابِ المُحَرَّمِ فِي هَذِهِ الشَّعَائِرِ هَدَفُهَا تَمْزِيقُ هَذِهِ الشَّعَائِرِ وَقَتْلُهَا بِطَرِيقَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ مُنَمَّقَةٍ يُمَرِّرُونَهَا عَلَى السُّذَّجِ مِنْ الشَّبَابِ وَالنَّاسِ، وَمِنْ هُنَا نَدْعُو المُؤْمِنِينَ جَمِيعًا إِلَى الإِنْتِبَاهِ إِلَى هَذِهِ الوَسَائِلِ الشَّيْطَانِيَّةِ فِي اسْتِهْدَافِ الشَّعَائِرِ الحُسَيْنِيَّةِ وَمُحَاوَلَةِ اخْتِرَاقِهَا بِطُرُقٍ مُلْتَوِيَةٍ، وَأَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ الوُقُوفَ مَعَ الحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) هُوَ فِي حِمَايَةِ شَعَائِرِهِ مِنْ تَحْرِيفِ الضَّالِّينَ وَانْتِحَالِ المُبْطِلِينَ، فَمَعْرَكَةُ الطَّفِّ مَعَ نَهْجِ الضَّلَالِ وَالإِنْحِرَافِ مَا زَالَتْ قَائِمَةً، وَإِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ.

      وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.