أَيُّهُمَا أَفْضَلُ القُرْآنُ الكَرِيمُ أَمْ أَهْلُ البَيْتِ (ع)؟!!

كَرِيمٌ:      السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.       أَيُّهُمَا أَفْضَلُ القُرْآنُ الكَرِيمُ أَمْ أَهْلُ البَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)؟!

: اللجنة العلمية

     الأَخُ كَرِيمٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     يُمْكِنُ القَوْلُ بِأَنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمَا، القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَالعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ، جَنْبَةَ الأَفْضَلِيَّةِ عَلَى بَعْضٍ، وَمِنْ هُنَا كَانَا عِدْلَيْنِ لَا يَسْتَغْنِي أَحَدُهُمَا عَنْ الآخَرِ. 

     تَوْضِيحُ ذَلِكَ:

     يَقُولُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الكْرِيمِ: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النَّحْلُ: 44، فَهُنَا نَجِدُ أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مُهِمَّتُهُ - وَمِنْهَا مُهِمَّةُ خُلَفَائِهِ مِنْ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) - هِيَ تِبْيَانُ القُرْآنِ وَتَوْضِيحُ آيَاتِهِ، وَالمُبَيَّنُ أَفْضَلُ مِنْ المُجْمَلِ; لِاعْتِمَادِ المُجْمَلِ عَلَيْهِ، وَلَوْلَا تَوْضِيحُ المُبَيَّنِ لَانْتَفَتْ الفَائِدَةُ مِنْ وُجُودِ المُجْمَلِ، وَلِاشْتِمَالِ المُبَيَّنِ عَلَى المُجْمَلِ وَزِيَادَةٍ، فَيَكُونُ أَهْلُ البَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ.

     هَذَا مِنْ جَانِبٍ، وَمِنْ جَانِبٍ آخَرَ تَكُونُ لِلقُرْآنِ الكَرِيمِ جَنْبَةٌ عُرْفِيَّةٌ مِنْ الأَفْضَلِيَّةِ عَلَى أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) بِلِحَاظِ كَوْنِهِ كَلَامَ اللهِ، وَمَحَلَّ تَقْدِيسِ المُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ، وَلِكَوْنِهِ الأَصْلَ الَّذِي تَرْجِعُ إِلَيْهِ عُلُومُ الإِسْلَامِ كُلُّهَا، فَكَانَ هُوَ الثِّقْلَ الأَكْبَرَ مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ، وَأَهْلُ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) الثِّقْلَ الأَصْغَرَ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.