المَصاديقُ لَا يَتَعَرَّضُ إِلَى ذِكْرِهَا الْعُلَمَاءُ فِي فَتَاوَاهُمْ.

عَليُّ أكَبَر: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.. هَلْ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْحَيَاةِ مِنْ عَمَلٍ او عِبَادَةٍ او مُمَارَسَةٍ يَجِبُ انَّ يُفْتِيَ بِهَا أحَدُ الْمَرَاجِعِ بِحِلِّيَّتِهَا او حَرَامَهَا وَإنْ لَمْ يَتَكَلَّمِ الْمَرْجِعُ فَمَا حُكْمُ عَمَلِ او عِبَادَةِ او مُمَارَسَةِ تِلْكَ مِثَالٌ عَلَى مَا ذَكَرْتُ الرَّابُ اللَّا إِسْلَامِيُّ الَّذي نَرَاهُ هَذِهِ الأَيّام لَمْ نَسْمَعْ بِتَحْلِيلِهِ سِوَى مِنْ صَرْخِيِّهِمِ أَمّا بِالنِّسْبَةِ لِتَحْرِيمِهِ او الْعَكْسِ لَمْ يُفْتِ بِهِ أحَدٌ مِنَ الْمَرَاجِعِ سِوَى السَّيِّدِ الْحَائِرِيِّ دَامَ ظِلُّهُ حَيْثُ إنّي أرى مِنْ وِجهَةِ نَظَرَي الْقَاصِرَةِ هَذَا الْعَمَلَ لَا يَحْتَاجُ الى فَتْوَى لَأَنَّ الشَّارِعَ الحُسينِيَّ الأَصيلَ يَرْفُضُ هَذَا الأمرَ رَفْضاً قَطْعِيّاً وَأَتباعُ الصَّرَخِيِّ يُرِيدُونَ فَتْوَىً بِتَحْرِيمِهِ او الْعَكْسَ مِنْ مَرْجِعٍ. سُؤَالِي: إنْ رَفَضَ الشَّارِعُ عَمَلاً او عِبَادَةً او مُمَارَسَةً مُبْتَذَلَةً وَبِنِسْبَةِ 90 % مِنْهُمْ فَمَا دَوْرُ الْمُجْتَهِدِ؟ وَلَكُمْ جَزِيلُ الشُّكْرِ

: اللجنة العلمية

الأخُ عَليٌّ الْمُحْتَرَمُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

عَادَةً لَا يَتَعَرَّضُ الْفُقَهَاءُ إِلَى ذِكْرِ كُلِّ المَصاديقِ فِي فَتَاوَاهُمْ، بَلْ يَذْكُرُونَ الْأَحْكَامَ الْكُلِّيَّةَ لِلْمَوْضُوعَاتِ وَالْأَفْعَالِ وَبَعْضِ المَصاديقِ لَهَا، وَيَبْقَى عَلَى الْمُكَلَّفِ تَطْبِيقَ هَذِهِ الْأَحْكَامِ الْكُلِّيَّةِ عَلَى المَصاديقِ أَيْنَمَا وَجَدَهَا.

مِثَالُ ذَلِكَ: يُفْتِي الْفُقَهَاءُ مَثَلاً بِحُرْمَةِ اللُّعِبِ بِآلاتِ الْقِمَارِ، وَيَذكُرُونَ بَعْضَ المَصاديقِ لِهَذَا الْحُكْمِ كَالْطَّاوِلِيِّ والدّوملَة، فَإِذَا اِسْتَحْدَثَ النَّاسُ آلةً جَديدَةً لِلْقِمَارِ، وَأَصْبَحَ الْمُتَعَارَفُ بَيْنَهُمْ أَنَّهَا آلةٌ لِلْقِمَارِ فَهِي تَدْخُلُ فِي حُكْمِ الْحُرْمَةِ الْمَذْكُورِ حَتَّى وَإِنْ لَمْ يَذْكرْهَا الْفُقَهَاءُ بإِسْمهَا فِي فَتَاوَاهُمْ ؛ لِأَنَّ الْمَدَارَ هُوَ عَلَى اِنْطِبَاقِ الْمَفْهُومِ عَلَى الْمِصْدَاقِ، فَهَذِهِ الْآلةُ الْمُسْتَحْدَثَةُ قَدِ اِنْطَبَقَ عَلَيْهَا عُنْوَانُ آلةِ قِمَارٍ، فَتَدخُلُ فِي الْحُرْمَةِ حَسَبَ الْفَتْوَى الْمُتَقَدِّمَةِ.

وَهَكَذَا الْحَالُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِمَوْضُوعِ الرَّابِّ، فَقَدْ أَفْتَى الْفُقَهَاءُ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ وَصَرِيحٍ بِحُرْمَةِ الْغِنَاءِ، وَحُرْمَةِ اِسْتِخْدَامِ الآلاتِ والألحانِ اللَّهْوِيَّةِ، وَالرَّابُّ هُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْغِنَاءِ فَيَحرُمُ اِسْتِعْمَالُهُ مُطْلَقاً، سَوَاءً فِي الشَّعَائِرِ الْحُسَيْنِيَّةِ أَوْ غَيْرِهَا، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى فَتْوَىً جَديدَةٍ مِنَ الْفَقِيهِ، وَإِذَا أَفْتَى بَعْضُ الْفُقَهَاءِ بِحُرْمَتِهِ، فَهُوَ مِنْ بَابِ التَّأْكِيدِ لِلْفَتْوَى الْمَعْرُوفَةِ وَالْمُجْمَعِ عَلَيْهَا بِحُرْمَةِ الْغِنَاءِ بِكُلِّ أَلْوَانِهِ وَأَشْكَالِهِ.

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.