ممكن مقارنه بين ابن سينا وملا صدرا عن برهان الصديقين

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يكمنُ الفرقُ بينَ العلَمينِ في تقريرِ بُرهانِ الصّدّيقينَ في ابتناءِ البُرهانِ عندَ صدرِ المُتألّهينَ على أصالةِ الوجودِ، وعدمِ إبتنائه على ذلكَ عندَ ابن سينا، فبناءً على تقريرِ ابنِ سينا، يتقرّرُ التّالي: أنَّ هُناكَ موجوداً (أي واقعيّةً)، وهذا الموجودُ إمّا مُمكنٌ او واجبٌ على الثّاني يثبتُ المطلوبُ وهوَ وجودُ واجبِ الوجودِ، وعلى الأوّلِ يتوقّفُ على موجودٍ قبلَه، لتوقّفِ المُمكنِ على غيرِه، فننقلُ الكلامَ إلى الموجودِ الآخرِ، فإن كانَ واجباً ثبتَ المطلوبُ، وإن كانَ مُمكِناً إحتاجَ إلى موجودٍ آخر يُوجِدُه، وهكذا فيلزمُ إمّا الدّورُ أو التّسلسلُ. 

فنُلاحظُ إبتناءَ تقريرِه للبُرهانِ على (الموجودِ) أي الواقعيّةُ، وهذهِ الواقعيّةُ غيرُ مُحدّدةٍ حقيقتُها وهَل هيَ وجودٌ أو ماهيّة. 

بينَما وفقَ تقريرِ صدرِ الدّينِ الشّيرازيّ: إنَّ هُناكَ وجوداً (لاحِظ أنّهُ قرّرَ أنَّ الموجودَ هوَ الوجودُ)، والوجودُ إمّا رابطٌ (فقيرٌ) او مُستقلٌّ (غنيّ)، فإن كانَ مُستقلّاً (غنيّاً) ثبتَ المطلوبُ وهوَ وجودُ واجبِ الوجودِ، وإن كانَ رابِطاً إفتقرَ الى وجودٍ آخر، وننقلُ الكلامَ إليهِ، فهوَ إمّا رابطٌ أو مُستقلٌّ، فإن كانَ مُستقِلّاً ثبُتَ المطلوبُ، وإن كانَ رابِطاً إفتقرَ إلى وجودٍ آخر... وهكذا فيلزمُ إمّا الدّورُ أو التّسلسلُ. 

فلاحِظ إبتناءَ البُرهانِ على أنَّ الواقعيّةَ الخارجيّةَ هيَ الوجود.