لا حاجةَ إلى (النصِّ الدّيني) في زمنٍ فهمَ فيهِ غاندي الحُسين (ع)

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا وجودَ لأيّ رابطٍ بينَ فهمِ غاندي للإمامِ الحُسينِ (عليه السّلام) - إذا ثبتَ هذا الإدّعاءُ - وبينَ الحاجةِ إلى النصِّ الدّيني، فلو فرضنا ان غاندي قد فهمَ الإمامَ الحُسين (عليه السّلام) فإنَّ ذلكَ لا علاقةَ لهُ بحاجةِ الإنسانِ للنصِّ الدّيني؛ بل حتّى لو فهمَ جميعُ البشرِ الإمامَ الحُسينَ (عليهِ السّلام) فإنَّ ذلكَ لا يُغنيهم عَن حاجتِهم للنصِّ الدّيني، إذ كيفَ يكونُ ذلكَ والإمامُ الحسينُ (عليهِ السّلام) بنفسِه لم يستغنِ عَن آياتِ اللهِ ونصوصِه المُقدّسة؟

 

كما لم يتّضِح لنا حقيقةُ فهمِ غاندي للإمامِ الحُسينِ (عليه السّلام) حتّى ظنَّ أنَّ فهمَه يُغني عنِ الحاجةِ إلى النصِّ الدّيني؟ فهل يقصدُ ما قالَه غاندي بعبارتِه المشهورةِ (تعلّمتُ منَ الحُسينِ أن أكونَ مظلوماً فأنتصر)؟ فإذا كانَ هذا هوَ مستوى فهمِ غاندي للإمامِ الحُسينِ بحسبِ المُستشكلِ، فإنَّ ذلكَ يدلُّ على أنَّ المُستشكلَ ينقصُه الكثيرُ جدّاً كي يفهمَ الإمامَ الحُسينَ (عليه السّلام)، فكلُّ ما يقصدُه غاندي هوَ التّأكيدُ على أنَّ منطقَ الحقِّ أقوى مِن منطقِ القوّة، وهو مبدأٌ عامٌّ لا علاقةَ له بطبيعةِ الحقِّ وماهيّتِه، أي أنَّ غاندي لم يفهم الحقَّ كما يفهمُه الإمامُ الحسينُ (ع) ولم يناضِل مِن أجلِ الأهدافِ التي ناضلَ مِن أجلِها الإمامُ الحُسين (ع) وإنّما كانَ همُّه الصّبرُ على مقاومةِ الإحتلالِ البريطاني للهندِ حتّى لو كانَت قُدراتُه متواضعةً في قبالِ بريطانيا العُظمى، وقد إستلهمَ ذلكَ مِن ثورةِ الحُسينِ (ع) التي إنتصرَ فيها الدمُّ على السّيف، وعليهِ مَن أرادَ أن يفهمَ الحسينَ (عليه السّلام) لابدَّ لهُ أن يفهمَه مِن خلالِ النصِّ الدّيني لأنَّ الحُسينَ ليسَ إلّا تجسيداً لذلكَ النّصِّ، وعاشوراءُ بكلِّ تفاصيلها الداميةِ ليسَت إلّا صوراً حيّةً لكلِّ القيمِ التي جاءَ مِن أجلِها الإسلامُ، ومنَ المؤكّدِ أنَّ غاندي لم يفهَم الإسلامَ ولم يتبنَّ عقائدَه ولم يلتزِم بأحكامِه فكيفَ بعدَ ذلكَ يكونُ فاهماً للإمامِ الحُسين (ع)؟ ومِن هُنا كانَ منَ المُحالِ على غاندي أن يفهمَ الحقَّ الذي كان يُمثّله الإمامُ الحُسين، وعليهِ فإنَّ الطريقَ إلى معرفةِ الإمامِ الحُسين هيَ نصوصُ الوحي وآياتُه، فكلُّ فعلٍ مِن أفعالِه وكلُّ موقفٍ مِن مواقفِه ليسَ إلّا تجسيداً لآياتِ الكتابِ ونصوصِه، فكلُّ مَن لا يفهمُ الإسلامَ لا يمكنُه فهمُ الإمامِ الحُسين (عليهِ السّلام).