توجد عندنا هاهنا وثيقتان :
الأولى : وهي للشيخ ابن قيم الجوزية ، وهي ( إغاثة اللهفان ) ، ص 1097 من الجزء الأول ، حيث صرّح فيها بأنّ المسلمين المسلم:
السِلْم ( بالكسر ): السلام. والسلم ( يُفتح ويُكسر ): يعني الصلح. السلام: السلامة، والسلام: الاستسلام. وأسلمَ أمرَهُ إلى الله أي سَلَّمَ ، وأَسْلَمَ أي دخل في السَلْمِ، وهو الاستسلام ، وأسلم من الإسلام(1).
وأسلَمَ الرجل أي انقاد، وقيل: أسلَمَ : دخل في الإسلام الإسلام لغة:
للإسلام في اللغة عدة معانٍ منها:
1ـ اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه.
2ـ الانقياد والطاعة.
3ـ الصلح والسلام.
المزيد، وصار مسلماً وتسلَّم . يُقال : كان كافراً ثمّ تسلّم أي أسلم . والتسليم يعني: الرضا بما قدَّر الله وقضاه ، والانقياد لأوامره وترك الاعتراض(2).
المزيدينتظرون الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، كما تنتظر بقية الأمم مهديها حسب عقيدتهم .
الثانية : وهي للشيخ الألباني ، من كتابه ( سلسلة الأحاديث الصحيحة ) ، ص 43 ، المجلد الرابع ، يردّ بها على من يشنّع على عقيدة المهدي ويقول بأنّها عقيدة ثابتة ثبتت بالأحاديث المتواترة الصحيحة ، وأنّ المنكر لها على حدّ المنكر للإلوهية .. وتوجد هاهنا جملة دلالات :
1- أنّ موضوع الإمام المهدي ( عليه السلام ) هو موضوع عقائدي ، والعقائد لا تثبت إلا بالتواتر .
2- هذه العقيدة قد ثبتت بالتواتر فعلا والأحاديث الصحيحة عند أهل السنّة .
3- الإختلاف في التفاصيل ( من حيث الولادة أو أنه سيولد بعد ذلك وغير ذلك ) لا يوجب الإنكار لهذه العقيدة .
4- إنكار هذه العقيدة هو على حدّ الإنكار للإلوهية ، وهذا يلزم منه الكفر .
5- قول الشيعة بالانتظار للمهدي يطابق قول أهل السنة السنة لغة:
السنة هي: الطريقة , مرضية كانت أو غير مرضية , و العادة(1).
السنة : السيرة و الطريقة , و الجمع سنن(2).
السنة : الطريقة , و السنة السيرة حميدة كانت أو ذميمة , و الجمع سنن(3).
السنة : السيرة , حسنة كانت أو قبيحة(4).
السنة : الطريقة و السيرة , حميدة كانت أو ذميمة(5).
يقول أبن فارس : و السنة : مفرد سنن , و سنة الوجه طريقته , و سنة النبي ( ص ) طريقته التي كان يتحراها(6).
أما سنة الله تعالى في تطلق على ( حكمته ) نحو قوله تعالى : ( سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا )(7).
و السنة في المجمع و في الصناعة : هي طريقة النبي ( ص ) قولاً و فعلاً و تقريراً , أصالة أو نيابة(8).
المزيدفي الانتظار.
وفي ختام هذه الدلالات نشير إلى هذا الإشكال ونقول : الذين يشنعون على الشيعة لماذا لا يُظهر الله الإمام المهدي الذي تقولون به الآن مع حاجة الأمّة إليه ويجعلون ذلك مدعاة للإيمان بخرافة ، نقول لهم : لماذا لا يوجد الله المهدي الآن - حسب عقيدتكم وهي عقيدة ثابتة ومتواترة - مع حاجة الأمّة إليه؟!!
فما تجيبون به هو الجواب .
ودمتم سالمين.