سلسلة سؤال وجواب حول التوحيد (9)

إشكالان والجواب عليهما

: اللجنة العلمية

الإشكال الأول:

إذا كانت حقيقة العبودية، أنْ نكون عبيداً لله سبحانه فقط دون غيره، فلماذا يسمى الفرد (عبد الحسن) أو (عبد الحسين) أو (عبد الزهراء) وغير ذلك؟

جوابه: إنّ كلمة عبد فيما ذكر، لا يَعني بها العبادة المتقومة بأمرين كما تقدم، وإنّما المقصود بها، المتذلل والمطيع، ولا نقصد بها، أنّ المتذَلل له والمخضوع له خالقاً، بمعنى انتفاء الأمر الثاني المتوقف عليه صدق العبادة. 

الإشكال الثاني:

بناءً على وجوب الإعتقاد بالتوحيد في العبادة، فلا يجوز السجود إلا لله تعالى، لكن كيف يُفسّر سجود الملائكة لآدم (عليه السلام) كما في قوله تعالى: ((وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا))(1) وكذلك سجود إخوة يوسف وأبوه وأمه له كما في قوله تعالى: ((ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سُجّداً))(2) ؟

الجواب: وقد اُجيب عن هذا الإشكال بعدة أجوبة، نذكر أهمها:

إنّ السجود الذي هو عبادة, ولا بد أنْ يقع لله سبحانه هو ما كانَ متضمناً, بأنّ المسجود له خالقاً ومُدبراً وهو المستَحق للعبادة دون غيره, فإذا وقع نفس هذا السجود لغير الله سبحانه فهو المحرّم والداخل في الشرك العبادي, ولكن ما أمر به الله سبحانه وتعالى للملائكة, وسجود إخوة يوسف وأبيه وأمه, ليس كذلك بل الملائكة لا يعتقدون أنّ آدم إلهاً أو رباً, وكذلك إخوة يوسف, بل إنّ هذا النوع من السجود, يُسمى سجود التعظيم  والإحترام, وليس فيه أدنى إشكال, وقد روى أبو بصير, قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): سجدت الملائكة لآدم (عليه السلام) ووضعوا جباهم على الأرض؟ قال ((نعم تكرمة من الله تعالى))(3) , وفي رواية عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام): قال: ((إنّ السجود من الملائكة لآدم لم يكن لآدم وإنّما كان ذلك طاعة لله ومحبة منهم لآدم))(4) .

نعم، هذا السجود كان في الشرائع السابقة، وأمّا في دين الإسلام فلا يجوز سواء أكان بالمعنى الأول أو الثاني.

ما هي حقيقة ومشروعية التوسل؟

إنّ هذا النظام قائم على الأسباب والمسببات، فبعضها يُؤثر في بعض، ونعتقد أنّ هناك مجموعة من البشر الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) لهم قدرة فوق القوانين الطبيعية، بحيث يستطيعون التأثير فيها من تغيير وتبديل، فمَن أصابه مرض معين   قد يعجز الطب عن علاجه، ولكن ممكن عن طريق التوسل بالمعصومين (عليهم السلام) أنْ يشفى هذا المريض من مرضه، وغير ذلك ولكن كل ذلك بإذن الله تعالى، بمعنى، أنّ المعصوم (عليه السلام) ليس له حول ولا قوة إلا بأمر الله سبحانه وإرادته.

ما هي الأدلة على التوحيد في العبادة؟

أمّا الأدلة العقلية:

الدليل الأول:

عبادة غير الله تعالى شرك............................................................................(1)

والشرك أمرٌ باطل..............................................................................(2)

إذاً عبادة غير الله تعالى أمر باطل.......................................................(النتيجة).

الدليل الثاني:

العبادة شكرٌ وطاعة للخالق على نحو الإستقلال.........................(1)

والشكر والطاعة على نحو الإستقلال منحصر بالله تعالى ........(2)

إذاً العبادة منحصرةٌ في الله تعالى...........................................(النتيجة).

أما الأدلة النقلية:

1- قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ))(5) .

2- قال تعالى: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ))(6) .

3-قال تعالى: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطاغوت))(7) وغيرها من الآيات الشريفة.

________________________

(1) سورة البقرة: 34.

(2) سورة يوسف: 100.

(3) بحار الأنوار, للمجلسي, ج11, ص39.

(4) المصدر نفسه.

(5) الذاريات: 56.

(6) الإسراء: 23.

(7) النحل: 36.