عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي الإِمَامِ الحُسَيْنِ (ع).

مُلَّا وسَامُ المَهدَوِي /: مَا هِيَ عَقِيدَةُ أَبْنَاءِ العَامَّةِ بِالإمَامِ الحُسَيْنِ (ع) أَعْنِي: السُّنَّةَ؟

: اللجنة العلمية

      الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

      أَغْلَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ يُصَرِّحُونَ بِمَحَبَّتِهِمْ لِلإِمَامِ الحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَيَتَرَضَّوْنَ عَلَيْهِ وَيَذُمُّونَ قَاتِلَهُ وَالآمِرَ بِقَتْلِهِ، سِوَى الشُّذَّاذِ مِنْهُمْ مِمَّنْ يُخَطِّئُونَهُ فِي خُرُوجِهِ عَلَى يَزِيدَ (عَلَيْهِ لعَائِنُ اللهِ)، وَقَدْ رَدَّهُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنْفُسُهُمْ.

      جَاءَ عَنْ الإِمَامِ الآجرِيِّ فِي كِتَابِهِ "الشَّرِيعَةِ": (عَلَى مَنْ قَتَلَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ، وَعَلَى مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ، وَعَلَى مَنْ سَبَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَوْ سَبَّ الحُسَيْنَ وَآذَى فَاطِمَةَ فِي وُلْدِهَا أَوْ آذَى أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَغَضَبُهُ لَا أَقَامَ اللهُ الكَرِيمُ لَهُ وَزْنًا، وَلَا نَالَتْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)). [كِتَابُ الشَّرِيعَةِ 5:2183].

 وَنَقَلَ ابْنُ مُفْلِحٍ الحَنْبَلِيُّ فِي "الفُرُوعِ" عَنْ ابْنِ الجَوزِي قَوْلَهُ: (وَقَالَ ابْنُ الجَوزِي "فِي السِرِّ المَصُونِ": مِنْ الإعْتِقَادَاتِ العَامَّةِ الَّتِي غَلَبَتْ عَلَى جَمَاعَةٍ مُنْتَسِبِينَ إِلَى السُّنَةِ أَنْ يَقُولُوا: إِنَّ يَزِيدَ كَانَ عَلَى الصَّوَابِ، وَإنَّ الحُسَيْنَ رَضِيَ اللّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَخْطَأَ فِي الخُرُوجِ عَلَيْهِ، وَلَوْ نَظَرُوا فِي السِّيَرِ لَعَلِمُوا كَيْفَ عُقِدَتْ لَهُ البَيْعَةُ وَأَلْزَمَ النَّاسَ بِهَا، وَلَقَدْ فَعَلَ فِي ذَلِكَ كُلَّ قَبِيحٍ، ثُمَّ لَوْ قَدَّرْنَا صِحَّةَ عَقْدِ البَيْعَةِ فَقَدْ بَدَتْ مِنْهُ بَوَادٍ كُلُّهَا تُوجِبُ فَسْخَ العَقْدِ، وَلَا يَمِيلُ إِلَى ذَلِكَ إِلَّا كُلُّ جَاهِلٍ عَامِيِّ المُذْهَبِ يَظُنُّ أَنَّهُ يُغِيظُ بِذَلِكَ الرَّافِضَةَ). انْتَهَى [كِتَابُ الفُرُوعِ - ابْنُ مُفْلِحٍ المَقْدِسِيِّ -10: 181].

  وَجَاءَ عَنْ الشَّوْكَانيِّ فِي "نَيْلِ الأوْطَارِ" قَوْلُهُ حَوْلَ الخُرُوجِ عَلَى يَزِيدَ: (لَا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أَنْ يَحُطَّ عَلَى مَنْ خَرَجَ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ العِتْرَةِ وَغَيْرِهِمْ عَلَى أَئِمَّةِ الجَوْرِ، فَإِنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ بِاجْتِهَادٍ مِنْهُمْ، وَهُمْ أتْقَى لِلهِ وَأَطْوَعُ لِسُّنَّةِ رَسُولِ اللهِ مِنْ جَمَاعَةِ مِمَّنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ... وَلَقَدْ أَفْرَطَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ كالكَرامِيَّةِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ فِي الجُمُودِ عَلَى أَحَادِيثِ البَابِ حَتَّى حَكَمُوا بِأَنَّ الحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ بَاغٍ عَلَى الخِمّيرِ السِّكِّيرِ الْهَاتِكِ لِحَرَمِ الشَّرِيعَةِ المُطَهِّرَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ (لَعَنَهُمْ اللهُ)، فَيَا لِلهِ العَجَبُ مِنْ مَقَالَاتٍ تَقْشَعِرُّ مِنْهَا الجُلُودُ وَيَتَصَدَّعُ مِنْ سَمَاعِهَا كُلُّ جُلْمُودٍ). انْتَهَى [نَيْلُ الأوْطَارِ 7: 361].

  وَجَاءَ عَنْ ابْنِ العِمَادِ الحَنْبَلِيِّ فِي "شَذَرَاتِ الذَّهَبِ "قَوْلُهُ: (وَالعُلَمَاءُ مُجْمِعُونَ عَلَى تَصْوِيبِ قِتَالِ عَلِيٍّ لِمُخَالِفِيهِ لِأَنَّهُ الإِمَامُ الحَقُّ. وَنُقِلَ الإتِّفَاقُ أَيْضًا عَلَى تَحْسِينِ خُرُوجِ الحُسَيْنِ عَلَى يَزِيدَ، وَخُرُوجِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَهْلِ الحَرَمَيْنِ عَلَى بَنِي أُمِّيَّةَ، وَخُرُوجِ ابْنِ الأَشْعَثِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَخِيَارِ المُسْلِمِينِ عَلَى الحَجَّاجِ، ثُمَّ الجُمْهُورُ رَأَوْا جَوَازَ الخُرُوجِ عَلَى مَنْ كَانَ مِثْلَ يَزِيدَ وَالحَجَّاجِ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَوَّزَ الخُرُوجَ عَلَى كُلِّ ظَالِمٍ). انْتَهَى [شَذَرَاتُ الذَّهَبِ1: 62]. 

   وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.