أَحْمَدُ عَبَّاسٌ حَمْزَةُ الخَاقَانِي :السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
هَلْ يُقْبَحُ مِنْ الحَكِيمِ - بِوَجْهٍ أَعَمَّ - وَمِنْ البَارِي تَعَالَى - بِوَجْهٍ أَخَصَّ - إِجَابَةُ دَعْوَةِ كُلِّ دَاعٍ بِمَا يُرِيدُ؟.
وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
لَمَّا كَانَ مَوْجُودًا مِنْ المَوْجُودَاتِ حَكِيمًا، سَوَاءٌ الخَالِقُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَأْنُهُ أَمْ الإِنْسَانُ، فَإِنَّ اتِّصَافَهُ بِالحِكْمَةِ لَا يُخْرِجُهُ مِنْ دَائِرَةِ الرَّحْمَةِ وَالعَطْفِ عَلَى الآخَرِينَ، فَاسْتِجَابَةُ الدُّعَاءِ تَارَةً تَكُونُ اسْتِحْقَاقًا مَدْعُوَّةً الصَّالِحِينَ، وَأُخْرَى تَكُونُ امْتِنَانًا وَرَحْمَةً، وَهَذَا لَا يَضُرُّ بِحِكْمَتِهِ.
جَاءَ فِي دُعَاءِ رَجَبَ قَوْلُهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): "يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنًا مِنْهُ وَرَحْمَةً (لَاحِظْ التَّعْلِيلَ فِي إِعْطَاءِ الخَالِقِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَأْنُهُ لِمَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ (تَحَنُّنًا مِنْهُ وَرَحْمَةً).
الخُلَاصَةُ: لَا يَقْبَحُ مِنْ الحَكِيمِ أَنْ يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ النَّاسِ بِمَا فِيهِ صَلَاحُهُمْ، وَلَا يَضُرُّ ذَلِكَ بِحِكْمَتِهِ، فَالحِين لَا يَخْرُجُ عَنْ الرَّحْمَةِ وَالعَطْفِ.
ودمتم سالمين