الحَاجَةُ لِلأَنْبِيَاءِ.

لِمَاذَا لَمْ يُلْهِمْ اللهُ النَّاسَ كُلَّهُمْ بِدُونِ اتِّخَاذِ رُسُلٍ وَأَنْبِيَاءَ؟

: اللجنة العلمية

      إِنَّ مِنْ الثَّوَابِتِ فِي الحِكْمَةِ أَنَّ الإِنْسَانَ ابْنُ الحِسِّ، فَلِذَا تَجِدُ أَنَّ الجَانِبَ القَصَصِيَّ يُؤَثِّرُ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ الجَانِبِ البُرْهَانِيِّ. وَبِمَا أَنَّ الخَالِقَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَأْنُهُ لَيْسَ مِنْ سِنْخٍ المَادِّيَّاتِ، اقْتَضَى هَذَا أَنْ تَكُونَ هُنَاكَ وَاسِطَةٌ بَيْنَ الخَالِقِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَأْنُهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَهُمْ الأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ، فَإِنَّهُمْ بِمَا يَتَمَتَّعُونَ بِهِ مِنْ فِطْرَةٍ سَلِيمَةٍ وَوِجْدَانٍ صَافٍ وَتَقْوَى عَالِيَةٍ أَهَّلَتْهُمْ أَنْ يَكُونُوا هُمْ الوُسَطَاءَ، فَلِذَا كَانَ مَعْنَى النُّبُوَّةِ السَّفَارَةَ.

     وَالنَّتِيجَةُ: أنَّ مِنْ غَيْرِ المُمْكِنِ أَنْ لَا تَكُونَ بَيْنَ الخَالِقِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَأْنُهُ وَبَيْنَ النَّاسِ وَاسِطَةٌ لِعَدَمِ وُجُودِ السِّنْخِيَّةِ بَيْنَ الخَالِقِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَأْنُهُ وَبَيْنَ النَّاسِ.