نُبوّةُ خالدِ بنِ سِنان.

حسَن النَّجّار: السّلامُ عليكمْ ورحْمةُ اللهِ وبَرَكاتُه .. هل يوجَدُ نبيٌّ بعْدَ نبيِّ اللهِ عِيسى عَليهِ وعَلى نبيِّنا أفضلُ الصلاةِ والسلامِ اسمُه خالدُ بنُ سنانِ العبْسيِّ ؟ وقبرُهُ في إيران ؟

: اللجنة العلمية

الأَخُ حسن الْمُحْتَرَمُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

المشهورُ والمعْروفُ أنّ خالدَ بنَ سنانٍ كان نبيّاً ؛ إذ وردتْ بعضُ الرواياتِ تشيرُ إلى نبوَّتِه .

قالَ الشيخُ الصَّدوقُ : ( قدْ كانَ بينَه - نبيُّنا (ص) - وبيْنَ عيسى عَليهما السّلامُ أنبياءُ وأئمّة مسْتورونَ خائِفونَ ، منهُمْ خالدُ بنُ سِنان العبْسيّ نبيٌّ لا يدفعُه دافعٌ ولا يُنكِرُه مُنكرٌ لتواطُئِ الأخبارِ بذلكَ عنِ الخاصِّ والعامِّ وشُهرتِه عندَهمْ ، وأنّ ابنتَه أدركتْ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وآلِه ودخلتْ عليه فقالَ النبيُّ : هذهِ ابنةُ نبيٍّ ضيّعَه قومُه خالدِ بنِ سِنان العبْسيّ ، وكانَ بينَ مبعثِه ومبعثِ نبيِّنا محمدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه خَمسونَ سَنةً ، وهُو خالدُ بنُ سِنان بنِ بُعيثِ بنِ مُريْطةَ بنِ مخزومِ بنِ مالكِ بنِ غالبِ بنِ قطيعةَ بنِ عبْسٍ، حدّثني بذلكَ جماعةٌ مِن أهلِ الفِقهِ والعِلمِ : حدّثنا محمدُ بنُ الحَسنِ بنِ أحمدَ بنِ الوليدِ رضِيَ اللهُ عنْه قالَ : حدّثنا سعدُ بنُ عبدِ اللهِ قالَ : حدّثنا محمدُ بنُ الوليدِ الخزّاز ، والسِّنديُّ بنُ محمدِ البزّازِ جميعاً ، عن محمدِ بنِ أبي عُميرٍ ، عن أبانَ بنِ عثمانَ الأحمر ، عن بشيرِ النبّالِ ، عن أبي جعفرِ الباقرِ وأبي عبدِ اللهِ الصادقِ عليهما السّلامُ قالا : جاءتِ ابنةُ خالدِ بنِ سنانَ العبسيّ إلى رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآلِه فقالَ لها : مرحباً يا ابنةَ أخي وصافَحَها وأدْناها وبسطَ لها رداءَه ، ثُم أجلسَها إلى جنْبه ، ثم قالَ : هذه ابنةُ نبيٍّ ضيّعة قومُه خالدُ بنُ سنان العبْسيّ وكانَ اسمُها مُحيّاة ابنةُ خالدِ بنِ سنان .) كمالُ الدّينِ وتمامُ النعمةِ ص660 .

ورَوى الكلينيُّ بسندِه عن بشيرِ النبّال ، عن أبي عبدِ اللهِ ( عليه السلامُ ) قالَ : بينَما رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليه وآلِه ) جالساً إذْ جاءتْه امرأةٌ فرحّب بها وأخذَ بيدِها وأقعدَها ثم قالَ : ابنةُ نبيٍّ ضيّعه قومُه ، خالدُ بنُ سِنان، دعاهُم فأبَوا أنْ يُؤمنوا، وكانتْ نارٌ يُقالُ لها : نارُ الحدَثانِ تأتيهِم كلّ سنَةٍ فتأكلُ بعضَهم، وكانتْ تخرجُ في وقتٍ معلومٍ، فقالَ لهم : إنْ رددْتُها عنكم تؤمِنون ؟ قالوا : نَعم ، قالَ : فجاءتْ فاستقبلَها بثوبِه فردّها ثم تبعَها حتى دخلتْ كهفَها ودخلَ معَها وجلسوا على بابِ الكهْفِ وهمْ يرَون ألا يخرجَ أبداً فخرجَ وهو يقولُ : هذا هذا، وكلّ هذا مِن ذا ، زعمتْ بنو عبْسٍ أنّي لا أخرجُ وجَبيني ينْدى ، ثم قالَ : تؤمنون بي ؟ قالوا : لا ، قالَ : فإني ميِّت يومَ كذا وكذا فإذا أنا مِت فادفنوني فإنها ستجيءُ عانةٌ من حمُر يقدُمها عيْرٌ أبترُ حتى يقفَ على قبريْ فانبِشوني وسَلوني عمّا شِئتم ، فلمّا ماتَ دفَنوه، وكانَ ذلكَ اليومُ إذ جاءتِ العانَة اجتمعُوا وجاؤوا يُريدونَ نبشَه فقالوا : ما آمنْتم به في حياتِه فكيف تؤمِنون به بعدَ مَوته ولئنْ نبشتُموه ليكونَ سبةً عليكمْ فاترُكوه فترَكوه .) الكافي ج8 ص342 . 

ومثلُه رَوى الصدوقُ بسندٍ آخرَ عن بشيرِ النباّل عنِ الصادقِ (ع) كما في قَصصِ الأنبياءِ للقُطبِ الرّاوَنديّ ص275 . 

- ولكنْ روى الطبرْسيُّ في الإحتجاجِ  قالَ الصادقُ (عليهِ السلامُ) في أسئلةِ الزنديقِ الذي سألَه عن مسائلَ ، فكانَ فيما سألَه : أخبرْني عن المجوسِ هل بُعثَ إليهم خالدُ بنُ سِنان ؟ 

قالَ عليه السلامُ : إنّ خالداً كانَ عربياً بدَوياً وما كان نبياً ، وإنّما ذلك شيءٌ يقولُه الناسُ . الاحتجاج للطبرْسيِّ ج2 ص91 .

علّق العلّامة المجلسيُّ على الحديثِ قائلاً : ( الأخبارُ الدالةُ على نبوّتِه أقوى وأكثر.) بحار الأنوار ج14 ص451 .

وعلّق السيدُ الجزائريّ : ( الأخبارُ الدالةُ على نبوّته كثيرةٌ ، ويمكنُ حملُه على ما هوَ معتقَدُ الزنديقِ؛ لأنّ مثلَه يرِدُ في الأجوبةِ كثيراً .) قَصصُ الأنبياءِ للسيدِ نعمةِ اللهِ الجزائريّ ص453 .

أما بالنسبةِ إلى مكانِ دفنِه :

فرواياتُنا تشيرُ إلى أنهْ كانَ عبْسياً من قبائلِ العربِ ، يعيشُ في مساكنِ بني عبسٍ التي تقعُ في اليمامةِ من أقاليمِ الجزيرةِ العربيةِ ، وقد تُوفّيَ بينَ أظهرِهم . 

لعلَّ الموجودَ في إيرانَ أو الجزائرِ شخصٌ آخرُ غيرُ خالدِ بنِ سنان النبيّ ، فيكونُ من تشابهِ الأسماءِ .

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.