سلسلة سؤال وجواب حول التوحيد (10)

التوحيد في التشريع

: اللجنة العلمية

س1: ما عقيدتنا اتجاه التوحيد على مستوى التكوين والتشريع؟

ج: لابد أنْ نقرَ ونعترف بالتوحيد على مستوى التكوين والتشريع. 

س2: وهل توجد ملازمة بينهما؟

ج: نعم توجد ملازمة قطعية بينهما؛ إذ إثبات التوحيد على مستوى التكوين (الربوبية في التكوين), يثبت جزماً التوحيد على مستوى التشريع (الربوبية في التشريع), والتشريع والتقنين نوعان من التدبير, والحكومة والولاية على الأموال والنفوس, وبما أنّ التدبير والحاكمية منحصران بالله تعالى, فيثبت حق التشريع والتقنين بالله تعالى, ومعناه لا يحق لأي أحد التشريع والتقنين من دون إذنه, فكل شيء بيده سبحانه وتعالى, ومن ظنّ خلاف ذلك فقد زاغ عن الحق المبين, الذي بينه الله سبحانه وأهل البيت (عليهم السلام), والذي دلت عليه الأدلة العقلية, فلا متصرف ولا مُدبر في الوجود, إلا الله سبحانه وتعالى, ولذا من أعطى زمام التشريع والتقنين ومسائل الحلال والحرام, إلى الإنسان فقد إتخذه رباً لنفسه وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بما فعله اليهود والنصارى حيث إتخذوا الأحبار والرهبان أرباباً لأنفسهم من دون الله، أي وقعوا في الشرك الربوبي على مستوى التشريع. 

*قال تعالى: ((إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله))(1). 

*وقال أيضاً: ((ولا يتخذُ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله))(2).

إنْ قلت: لكن أليس دور الفقهاء والمجتهدون هو التشريع والتقنين؟

قلت: لا بل هم متخصصون في التوصل إلى معرفة تشريع الله تعالى من خلال الأدلة والمصادر.

الآيات الدالة على إنحصار الحكم الإلهي بالله تعالى:

*قوله تعالى: ((...وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ))(3).

* قوله تعالى: ((...وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))(4).

* قوله تعالى: ((...وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))(5).

___________________

(1) سورة التوبة: 31.

(2) سورة آل عمران: 64.  

(3) المائدة: 44.

(4) المائدة: 45.

(5) المائدة: 47.