أَنورٌ / النَّاصِرِيَّةُ: نُبَارِكُ لَكُم الْمَوْلِدَ الْأغَرَّ لِلْإمَامِ الْحُسَينِ (عَلَيْهِ السَّلامُ)..
عِنْدي سُؤَالَانِ: هَلْ ثَبَتَ فِي مَروِيَّاتِ أهْلِ السُّنَةِ أَنَّ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ هُوَ سَيِّدُ شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهُ ثَارُ اللهِ؟!!
الأخُ أَنُورٌ الْمُحْتَرَمُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
نُبَارِكُ لَكُم الْوِلَاَدَةَ الْمَيْمُونَةَ لِلْإمَامِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَكَوْنِهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سَيِّدَ شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّةِ فَهَذَا هُوَ الثَّابِتُ المُتَواتِرُ ، قَالَ الْأَلْبَانِيُّ فِي " السِّلْسلَةِ الصَّحِيحَةِ " عَنْ حَديثِ:( الحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّةِ):( وَرَدَ مِنْ حَديثِ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَحُذَيْفَةَ وَعَلِيٍّ وَاِبْنِ عُمَرَ وَاِبْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمْ وَهُوَ مُتَوَاتِرٌ عِندِي).اِنْتَهَى [ سِلْسلَةُ الْأَحَادِيثِ الصَّحيحَةِ2: 796]
وَقَدْ نَصَّ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ) عَلَى وُجُوبِ مَحَبَّتِهِ وَحُرْمَةِ التَّعَرُّضِ إِلَيْهِ، حِينَ قَالَ:( حُسينٌ منِّي وَأَنَا مِنْ حُسَينٍ أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَينا).
[الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ 3: 195، صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ]
قَالَ الْمَنَّاوِيُّ فِي " فَيْضِ الْقَدِيرِ": (( حُسَينٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ) قَالَ القاضي: كَأَنَّهُ بِنُورِ الْوَحْيِّ عَلِمَ مَا سَيَحْدُثُ بَيْنَ الْحُسَيْنِ وَبَيْنَ الْقَوْمِ فَخَصَّهُ بِالذِّكْرِ وَبَيَّنَ أَنَّهُمَا كَشَيْءٍ وَاحِدٍ فِي وُجُوبِ الْمَحَبَّةِ وَحُرْمَةِ التَّعَرُّضِ وَالْمُحَارَبَةِ وَأَكَّدَ ذَلِكَ بُقولِهِ (أَحَبَّ اللهِ مَنْ أَحَبَّ حُسَينا) فَإِنَّ مَحَبَّتَهُ مَحَبَّةُ الرَّسُولِ وَمَحَبَّةُ الرَّسُولِ مَحَبَّةُ اللهِ). اِنْتَهَى[ فَيْضُ الْقَدِيرِ 3: 513]
وَقَدْ جَاءَ الدَّليلُ بِلُزُومِ نُصْرَتِهِ لِمَنْ يُدْرِكُهُ، فَقَدْ ذَكَرَ الشَوكانيُّ فِي " دُرِّ السَّحَابَةِ فِي مَنَاقِبِ الْقَرَابَةِ وَالصَّحَابَةِ":( أَخَرَجَ الْبَغَوِيُّ وَاِبْنُ السَّكَنِ وَالْبَارُودِيُّ وَاِبْنُ مَنْدَه وَاِبْنُ عَساكِرَوالطَّبَرانيُّ فِي (الْكَبِيرِ) بِإِسْنَادٍ رِجالُهُ ثِقَاتٌ عَنْ أَمِّ سَلمَةَ: إِنَّ اِبْني هَذَا- يَعْنِي الْحُسَيْنَ- يُقْتَلُ بِأرْضٍ مِنْ أرْضِ الْعِرَاقِ، يُقَالُ لَهَا كَرْبَلَاء، فَمَنْ شَهِدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلَيَنْصُرُهُ). اِنْتَهَى [ دُرُّ السَّحابَةِ فِي مَنَاقِبِ الْقَرَابَةِ وَالصَّحَابَةِ: 294]
وَكَوْنُهُ ثَارُ اللهِ، وَاللهُ الْمُنْتَقِمُ لِقَتْلِهِ..
فَقَدْ رَوَى الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ: أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إنّي قَتَلَتُ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ ألْفًا وإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ اِبْنَتِكَ سَبْعِينَ ألْفًا وَسَبْعِينَ ألْفًا.
[ الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ 3: 196، صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ]
وَدُمْتُم سَالِمِينَ.