ابْنُ تَيْمِيَّةَ مِمَّنْ يَنْصِبُ الْعِداءَ لِأَهْلِ الْبَيْتِ (ع).

محمَّد / الأردنّ / السَّلامُ عليكمْ: لديَّ سؤالٌ: ما الدَّليلُ على أنَّ ابنَ تيميّةَ يُعتبرُ ممّنْ ينصبُ العِداءَ لأهلِ البيتِ، وبخاصّةٍ للإمامِ عليٍّ (رض) معَ أنَّ لهُ رسالةً في محبّةِ أهلِ البيتِ كما يذكرُ بعضِ أهلِ العلمِ؟

: اللجنة العلمية

  الأخُ محمّد المحترمُ، السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

إنَّ كتاباتِ ابنِ تيميّةَ في مجالِ العقيدةِ هيَ التي تبيِّنُ حقيقةَ هذا الأمرِ، فمَنْ يطالعْ كتابَهُ المسمّى (منهاجَ السُّنّةِ) وغيرَهُ يرَ الانتقاصَ الواضحَ لأميرِ المؤمنينَ (ع)، والتَّجرُّؤَ عليْهِ وإنكارَ فضائلِهِ، وقدِ اعترفَ بذلكَ الحافظً ابنً حجرٍ العسقلانيُّ نفسُهُ حينَ ترجمَ للمحدِّثِ يوسفَ بنِ الحسنِ بنِ المطهَّرِ الحلّيِّ والدِ العلّامةِ الحلّيِّ في كتابِهِ (لسانِ الميزانِ)، في التَّرجمةِ الـ(2619)، إذْ قالَ عنِ ابنِ تيميّةَ: (لكنْ وجدتُهُ كثيرَ التحامُلِ إلى الغايةِ في ردِّ الأحاديثِ التي يُورِدُها ابنُ المطهَّرِ، وإنْ كانَ معظمُ ذلكَ منَ الموضوعاتِ والواهياتِ، لكنّهُ ردَّ في ردِّهِ كثيراً منَ الأحاديثِ الجِيادِ التي لمْ يستحضِرْ حالةَ التَّصنيفِ مَظانَّها، لأنّهُ كانَ لاتِّساعِهِ في الحفظِ يتّكلُ على ما في صدرِهِ، والإنسانُ عامدٌ للنِّسيانِ، وكمْ منْ مبالغةٍ لتوهينِ كلامِ الرّافضيِّ أدّتْهُ أحياناً إلى تنقيصِ عليٍّ (رض))، وذكرَ ابنُ حجرٍ أيضاً في كتابِهِ الآخرِ (الدُّرَرِ الكامنةِ في أعيانِ المائةِ الثّامنةِ 1/179) أنَّ ابنَ تيميّةَ قالَ في حقِّ عليٍّ (رض): أخطأَ في سبعةَ عشرَ شيئاً خالفَ فيها نصَّ الكتابِ، منْها اعتدادُ المتوفّى عنْها زوجُها أطولَ الأجلينِ، وقالَ رشيد رضا في كتابِهِ (رسائلِ السُّنَّةِ والشِّيعَةِ)، في الصَّفحةِ الـ(118): (ومنْهمْ مَنْ ينسُبُ ابنَ تيميّةَ إلى النِّفاقِ لقولِهِ في عليٍّ (رض): إنّهُ كانَ مخذولاً حَيْثُما توجَّهَ، وإنّهُ كانَ يحبُّ الرئاسةَ). أضفْ إلى ذلكَ أنَّ مَنْ ينظرُ بإنصافٍ في كتابِهِ (المنهاجِ)، ويدقّقُ في أحكامِهِ التي يحكمُ بِها على الأحاديثِ التي تُظهرُ فضائلَ أهلِ البيتِ فيسارعُ هوَ مِنْ تلقاءِ نفسِهِ إلى ردِّها بِدعوى أنَّها موضوعةٌ أوْ مكذوبةٌ لا يشكُّ في أنَّ الرَّجلَ كانَ ناصبيّاً.

وَدُمْتُمْ سالِمِينَ.