لَاحِظُوا كَمْ يَكْذِبُوْنَ عَلَى الشِّيْعَةِ!!

أَبُو دُجَانَةَ /: مِنْ نَتَائِجِ نَظَرِيَّةِ الإِمَامَةِ وَالعِصْمَةِ:   1- تَكْفِيْرُ 95‎%‎ مِنَ المُسْلِمِيْنَ.  2- شَتْمُ وَسَبُّ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ. 3- الطَّعْنُ فِي عِرْضِ زَوْجَاتِ رَسُوْلِ اللهِ.  4- إِنْكَارُ الفُتُوْحَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ وَبِنَاءِ المَسَاجِدِ وَمَعَاهِدِ تَحْفِيْظِ القُرْآَنِ الكَرِيْمِ وَانْتِشَارِ الإِسْلَامِ فِي بِقَاعِ العَالَمِ وَإعْتِبَارِهَا غَزْوَاً وَنَهْبَاً.  5- إِنْكَارُ اليَرْمُوْكِ وَالقَادِسِيَّةِ وَفَتْحِ القَسْطَنْطِيْنِيَّةِ الَّتِي إسْتَعْصَتْ عَلَى جَمِيْعِ إِمْبَرَاطُوْرِيَّاتِ العَالَمِ وَتَحْوِيْلِهَا لِمَعْقِلٍ لِلْإِسْلَامِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ مَعْقِلَاً لِلصَّلِيْبِيِّيْنَ.  6- شَتْمُ وَسَبُّ قَادَةِ المُسْلِمِيْنَ وَرِجَالَاتِ الدَّوْلَةِ الإِسْلَامِيَّةِ مِنْ طَارِقٍ بنِ زِيَادٍ إِلَى خَالِدٍ بنِ الوَلِيْدِ إِلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وَالقَعْقَاعِ وووووو وَإعْتِبَارِهِمْ كُفَّارَاً مُرْتَدِّيْنَ عَنِ الإِسْلَامِ.  7- تَحَالُفُ جُيُوشِ الشِّيْعَةِ مَعْ جُيُوشِ الصَّلِيْبِيِّيْنَ ضِدَّ جُيُوْشِ المُسْلِمِيْنَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ وَفَلَسْطِيْنَ. 8- عَلِيٌّ بنُ أَبِي طَالِبٍ رَبُّهُمْ وَعَرْشُ اللهِ حِذَاءٌ فِي قَدَمِ الحُسَيْنِ وَمَنْ زَارَ الحُسَيْنَ كَأَنَّمَا زَارَ اللهَ فِي عَرْشِهِ. 9- البَاذِنْجَانُ أَوَّلُ المَخْلُوْقَاتِ الَّتِي أَقَرَّتْ بِوِلَايَةِ عَلِيٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. والبُرْصُ وَالنَّعَامَةُ أَنْكَرُوا الوِلَايَةَ فَأَصْبَحُوا خُبَثَاءَ. 10- عَلِيٌّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَقُوْلُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُوْنُ وَلَهُ وِلَايَةٌ تَكْوِيْنِيَّةٌ وَيُحَرِّكُ ذَرَّاتِ الكَوْنِ وَيَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُوْنُ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ. 11- القُرْآَنُ الكَرِيْمُ هَبَطَ عَلَى عَلِيٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَبْلَ أَنْ يَهْبِطَ الوَحْيُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ، لِأَنَّ عَلِيَّاً وُلِدَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَقْرَأُ القُرْآَنَ الكَرِيْمَ وَمِنْ سُوْرَةِ المُؤْمِنِيْنَ. 12- مُصْحَفُ فَاطِمَةَ وَهُبُوْطُ الوَحْيِ عَلَيْهَا، وَمُصْحَفُ عَلِيٍّ الَّذِي عَرَضَهُ عَلَى الصَّحَابَةِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ فَرَفَضَهُ الصَّحَابَةُ وَقَالَ لَهُم لَنْ تَرَوْنَهُ بَعْدَ اليَوْمِ وَأَخْفَاهُ وَأَوْرَثَهُ أَوْلَادَهُ وَالآَنَ هُوَ مَعِ المَهْدِيِّ فِي السِّرْدَابِ.

: اللجنة العلمية

الأَخُ أَبُو دُجَانَةَ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ 

كُلُّ مَا ذَكَرْتَهُ فِي نِقَاطِكَ الإِثْنَيْ عَشَرَ هِيَ كَذِبٌ وَاضِحٌ، وَنَأْسَفُ حَقّاً لِمَنْ يَعِيْشُ فِي عَصْرِ العِلْمِ وَالنُّوْرِ وَالاِنْتَرْنِتْ وَإنْتِشَارِ الكُتُبِ وَالمَكْتَبَاتِ وَسُرْعَةِ الحُصُوْلِ عَلَى المَعْلُوْمَاتِ فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ وَبِهَذِهِ السُّرْعَةِ الهَائِلَةِ المَوْجُوْدَةِ اليَوْمَ أَنْ يَكُوْنَ ضَحِيَّةً لِهَذِهِ الأَكَاذِيْبِ. 

فَمِثْلُ هَذِهِ الأَكَاذِيْبِ يُمْكِنُ أَنْ تَنْطَلِيَ عَلَى السُّذَّجِ مِنَ النَّاسِ المَحْرُوْمِيْنَ مِنَ العِلْمِ وَالاِتِّصَالِ بِمَصَادِرِ المَعْرِفَةِ كَأَيَّامِ إبْنِ تَيْمِيَّةَ وَأَمْثَالِهِ الَّذِيْ مَلَأَ الدُّنْيَا كَذِبَاً وَاِفْتِرَاءَاً عَلَى الشِّيْعَةِ، وَالَّتِي بِحَمْدِ اللهِ تَمَّ كَشْفُهَا كُلُّهَا، وَإِلَيْكَ نَزْرَاً يَسِيْرَاً مِنْهَا حَتَّى تَعْرِفَ وَيَعْرِفَ الجَمِيْعُ مَدَى كَذِبِ "شَيْخِ الإِسْلَامِ" عَلَى الشِّيْعَةِ، مَعْ عِلْمِنَا بِأَنَّ كُلَّ مَا ذَكَرْتَهُ مِنْ أَكَاذِيْبِكَ جِئْتَ بِهِ مِنْ هَذَا الزَّنْبِيْلِ الَّذِي لَمْ يَفْتَأْ أَنْ يَكُوْنَ مَشْرَبَاً لِكُلِّ شَاذٍّ وَغَرِيْبٍ عَنِ الإِسْلَامِ:

1-  قاَلَ فِي "مِنْهَاجِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ" فِي ج1 ص 24، مَا نَصُّهُ:

(اليَهُوْدُ تُبْغِضُ جِبْرِيْلَ وَيَقُوْلُوْنَ هُوَ عَدُوُّنَا مِنَ المَلَائِكَةِ وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ يَقُوْلُوْنَ غَلِطَ جِبْرِيْلُ بِالوَحْيِ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). إنْتَهَى.

2- وَقَالَ فِي الجُزْءِ نَفْسِهِ وَالصَّفْحَةِ ذَاتِهَا: (اليَهُوْدُ لَا يَرْوَنَ عَلَى النِّسَاءِ عِدَّةً وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ). إنْتَهَى.

3- وَقَالَ فِي ج2 ص 501 مِنَ المِنْهَاجِ نَفْسِهِ: (أَشْهَرُ النَّاسِ بِالرِّدَّةِ خُصُوْمُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَأَتْبَاعِهِ،

كَمُسَيْلَمَةَ الكَذَّابِ وَأَتْبَاعِهِ وَغَيْرِهِمْ، وَهَؤُلَاءِ تَتَوَلَّاهُمُ الرَّافِضَةُ). اِنْتَهَى. 

4- وَقَالَ فِي ج4 ص 138 مِنَ المِنْهَاجِ نَفْسِهِ: (وَمِنْ تَعَصُّبِهِمْ: أَنَّهُمْ لَا يَذْكُرُوْنَ إسْمَ العَشَرَةِ، بَلْ يَقُوْلُوْنَ: تِسْعَةُ وَوَاحِدٌ. وَإِذَا بَنَوا أَعْمِدَةً أَوْ غَيْرِهَا لَا يَجْعَلُوْنَهَا عَشَرَةً، وَهُمْ يَتَحَرَّوْنَ ذَلِكَ فِي كَثِيْرٍ مِنْ أُمُوْرِهِمْ). اِنْتَهَى.

5- وَجَاءَ فِي المِنْهَاجِ نَفْسِهِ ج5 ص 175 قَوْلُهُ: (الرَّافِضَةُ لَا يُصَلُّوْنَ لَا جُمْعَةً، وَلَا جَمَاعَةً، لَا وَرَاءَ أَصْحَابِهِمْ وَلَا غَيْرِهِمْ، وَلَا يُصَلُّوْنَ إِلَّا خَلْفَ المَعْصُوْمِ). إنْتَهَى.

هَذِهِ الفِرْيَاتُ الخَمْسُ: 

1- الرَّافِضَةُ قَالَتْ: غَلِطَ جِبْرِيْلُ بِالوَحْيِ.

2- الرَّافِضَةُ لَا عُدَّةَ عِنْدَهَا لِلنِّسَاءِ.

3- الرَّافِضَةُ تُوَالِي مُسَيْلَمَةَ الكَذَّابَ.

4- الرَّافِضَةُ لَا تَذْكُرُ إسْمَ العَشَرَةِ وَلَا يَبْنُوْنَ أَعْمِدَةً عَشَرَةً.

5- الرَّافِضَةُ لَا يُصَلُّوْنَ جُمُعَةً وَلَا جَمَاعَةً وَلَا يُصَلُّوْنَ إِلَّا خَلْفَ المَعْصُوْمِ.

نُرِيْدُ مِنْ أَتْبَاعِ إبْنِ تَيْمِيَّةَ أَنْ يُثْبِتُوْهَا لَنَا مِنْ كُتُبِ الشِّيْعَةِ الإِمَامِيَّةِ (الرَّافِضَةِ) وَمَصَادِرِهِمُ المُعْتَبَرَةِ وَإِلَّا كَانَ شَيْخُهُمْ مِمَّنْ يَفْتَرِي الكَذِبَ عَلَى الآَخَرِيْنَ، {وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا} النِّسَاء :50 !!

وَالآَنَ لِنَأْتِي إِلَى الكِذْبَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا صَاحِبُ السُؤَالِ فِي سُؤَالِهِ وَاحِدَةً وَاحِدَةً: 

1- (تَكْفِيْرُ 95‎ %‎مِنَ المُسْلِمِيْنَ).

الجَوَابُ: هَذَا الكَلَامُ كَذِبٌ مَحْضٌ وَجَهْلٌ فَظِيْعٌ، فَهَا هِيَ رَسَائِلُ مَرَاجِعِ الطَّائِفَةِ الشِّيْعِيَّةِ (وَنَعْنِي بِهِمُ الإِمَامِيَّةَ) تَمْلَأُ شَرْقَ الدُّنْيَا وَغَرْبَهَا، تَصْدَحُ بِإِسْلَامِ المُخَالِفِ لَهُمْ، أَيْ إِسْلَام غَيْرِ الإِمَامِيِّ، فَلِمَاذَا هَذَا الكَذِبُ المَفْضُوْحُ أَمَامَ العَالَمِيْنَ، وَلِمَاذَا لَا يَتَخَلَّصُ الجَاهِلُوْنَ مِنْ جَهْلِهِمْ بِالاِطِّلَاعِ عَلَى حَقَائِقِ الأُمُوْرِ وَهِيَ مُيَسَّرَةٌ أَمَامَهُمْ؟!!

2- (شَتْمُ وَسَبُّ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ).

الجَوَابُ: هَذَا الكَلَامُ كَذِبٌ أَيْضَاً، فَالإِمَامِيَّةٌ تَتَنَزَّهُ عَنِ السَّبِّ وَالشَّتْمِ؛ لِأَنَّهُ مُحَرَّمٌ عِنْدَهُمْ، وَكُتُبُ عُلَمَائِهِمْ صَرِيْحَةٌ فِي هَذَا الجَانِبِ، وَهُمْ عَلَى خُطَى إِمَامِهِمْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الَّذِيْ كَانَ يَقُوْلُ لِأَصْحَابِهِ أَيَّامَ حَرْبِ صِفِّيْنَ حَيْنَ سَمِعَهُمْ يَسُبُّوْنَ أَهْلَ الشَّامِ: (إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُوْنُوا سَبَّابِيْنَ، وَلَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ وَذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي القَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي العُذْرِ، وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ. اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ، وَاِهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ الحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ وَيَرْعَوِيَ عنِ الغَيِّ وَالعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ). [نَهْجُ البَلَاغَةِ 2: 186].

3- (الطَّعْنُ فِي عِرْضِ زَوْجَاتِ رَسُوْلِ اللهِ).

الجَوَابُ: هَذِهِ الدَّعوى رَدَّهَا عُلَمَاءُ أَهْلِ السُّنَّةِ قَبْلَ الشِّيْعَةِ، يَقُوْلُ الآَلُوْسِيُّ -وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مُفَسِّرِي أَهْلِ السُّنَّةُ -فِي تَفْسِيْرِهِ (رُوْحُ المَعَانِي 18 : 122): (وَنُسِبَ لِلشِّيْعَةِ قَذْفُ عَائِشَةَ بِمَا بَرَّأَهَا اللهُ تَعَالَى مِنْهُ وَهُمْ يُنْكِرُوْنَ ذَلِكَ أَشَدَّ الإِنْكَارِ، وَلَيْس بِكُتُبِهِمْ المُعَوَّلِ عَلَيْهَا عِنْدَهُمْ عَيْنٌ مِنْهُ وَلَا أَثَرٌ أَصْلَاً، وَكَذَلِكَ يُنْكِرُوْنَ مَا نُسِبَ إِلَيْهِمْ مِنَ القَوْلِ بِوُقُوْعِ ذَلِكَ مِنْهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَلَيْسَ لَهُ أَيْضَاً فِيْ كُتُبِهِمْ عَيْنٌ وَلَا أَثَرٌ).إنْتَهَى. 

وَلَوْ رَاجَعَ المُنْصِفُ هُنَا لَوَجَدَ أَنَّ الطَّعْنَ فِي عِرْضِ زَوْجَاتِ رَسُوْلِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ) نَسَبُوْهُ فِي كُتُبِهِمْ لِرَسُوْلِ اللهِ وَلِأَبِي بَكْرٍ وَلَا دَخْلَ لِلشِّيْعَةِ فِي المَوْضُوْعِ: يَرْوِي البُخَارِيُّ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ لَهَا فِي حَادِثَةِ الإِفْكِ: (إِنْ كُنْتِ بَرِيْئَةً فَسُيَبَرِّئُكِ اللهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوْبِي إِلَيْهِ). [صَحِيْحُ البُخَارِيِّ : 1160 ، كِتَابُ التَّفْسِيْرِ، بَابُ (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ..)].

فَهَذَا النَّصُّ مِنَ البُخَارِيِّ -وَهُوَ أَصَحُّ كِتَابٍ حَدِيْثِيٍّ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ -صَرِيْحٌ فِي شَكِّ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ) فِي عِفَّةِ عَائِشَةَ وَطَعْنِهِ فِيْهَا، وَإِلَّا لَا مُوْجِبَ لِقَوْلِهِ: (إِنْ كُنْتِ بَرِيْئَةً.. وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ)؟؟!!

وَيَرْوُيِ الطَّبَرَانِيُّ فِي المُعْجَمِ الكَبِيْرِ 23: 118 أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ) وَهُوَ يَقُوْلُ لَهُ: (يَا رَسُوْلَ اللهِ مَا تَنْتَظِرُ بِهَذِهِ [يَقْصِدُ عَائِشَةَ] الَّتِي خَانَتْكَ وَفَضَحَتْنِي).

وَفِي سَنَدِهِ خَصِيْفٌ وَقَدْ وَثَّقَهُ إبنُ مُعِيْنٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالعِجْلِيّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَالدَّارْقِطْنِيّ وَالسَّاجِيِّ وَإبْنُ سَعْدٍ وَيَعْقُوبُ بنُ سُفْيَانَ وَغَيرُهُم، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيْحِ كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ 9: 230. 

وَهَذَا النَّصُّ صَرِيْحٌ أَيْضَاً فِي طَعْنِ أَبِي بَكْرٍ بِإبْنَتِهِ عَائِشَةَ وَاِتِّهَامِهَا بِالخِيَانَةِ!!! وَهُوَ قَذْفٌ وَاضِحٌ لَهَا، وَاللهُ تَعَالَى يَقُوْلُ فِي حَقِّ القَاذِفِ: (إِنَّ الَّذِيْنَ يَرْمُوْنَ المُحْصَنَاتِ الغَافِلَاتِ المُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيْمٌ). [سُوْرَةُ النُّوْرِ : 23]. 

4- (إِنْكَارُ الفُتُوْحَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ وَبِنَاءِ المَسَاجِدِ وَمَعَاهِدِ تَحْفِيْظِ القُرْآَنِ الكَرِيْمِ وَاِنْتِشَارِ الإِسْلَامِ فِي بِقَاعِ العَالَمِ وَاِعْتِبَارِهَا غَزْوَاً وَنَهْبَاً).

الجَوَابُ: مَوْقِفُ الشِّيْعَةِ مِنَ الفُتُوْحَاتِ هُوَ مَوْقِفٌ شَرْعِيٌّ يَسْتَنِدُ إِلَى مَرْوِيَّاتِهِمْ وَإِجْمَاعِ فُقَهَائِهِمُ الَّذِي يَقُوْلُ بِأَنَّ الجِهَادَ الاِبْتِدَائِيَّ مَشْرُوْطٌ فِيْهِ إِذْنُ الإِمَامِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَوْ إِذْنُ نَائِبِهِ الخَاصُّ، فَلَا يَجُوْزُ الجِهَادُ مِنْ دُوْنِ إِذْنِهِ حَتَّى مَعْ وُجُوْدِ الفَقِيْهِ الجَامِعِ لِلشَّـرَائِطِ، أَمَّا الجِهَادُ الدِّفَاعِيُّ فَلَا يُشْتَرَطُ فِيْهِ إِذْنٌ مِنَ الإِمَامِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. [انْظُرْ: مَسَالِكُ الأَفْهَامِ، لِلشَّهِيْدِ الثَّانِي ، ج 3، ص 7 - 8].

وَلَمْ يَثْبُتْ عِنْدَنَا بِأَنَّ هَذِهِ المَعَارِكَ الَّتِي يُسَمِّيْهَا المُؤَرِّخُوْنَ بِالفُتُوْحَاتِ كَانَتْ بِإِذْنِ الأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)، وَمِنْ هُنَا يَتَوَقَّفُ الشِّيْعَةُ فِي القَوْلِ بِمَشْرُوْعِيَّتِهَا، فَالمَوْقِفُ إِذَنْ هُوَ مَوْقِفٌ شَرْعِيٌّ يَسْتَنِدُ إِلَى مَرْوِيَّاتٍ صَحِيْحَةٍ عِنْدَهُمْ، وَلَيْسَ مَوْقِفَاً تَعَصُّبِيَّاً أَو مِزَاجِيَّاً أَو مَا شَابَهَ ذَلِكَ.

5- (إِنْكَارُ اليَرْمُوْكِ وَالقَادِسِيَّةِ وَفَتْحِ القَسْطِنْطِيْنِيَّةِ الَّتِي إسْتَعْصَتْ عَلَى جَمِيْعِ إِمْبَرَاطُوْرِيَّاتِ العَالَمِ وَتَحْوِيلِهَا لِمَعْقِلٍ لِلْإِسْلَامِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ مَعْقِلَاً لِلصَّلِيْبِيِّيْنَ). 

الجَوَابُ: تَقَدَّمَ الجَوَابُ عَلَى هَذِهِ الدَّعْوَى بِشَكْلٍ عِلْمِيٍّ فِي النُّقْطَةِ الرَّابِعَةِ.

6- (شَتْمُ وَسَبُّ قَادَةِ المُسْلِمِيْنَ وَرِجَالَاتِ الدَّوْلَةِ الإِسْلَامِيَّةِ مِنْ طَارِقٍ بنِ زِيَادٍ إِلَى خَالِدٍ بنِ الوَلِيْدِ إِلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وَالقَعْقَاعِ وووووو وَإعْتِبَارِهِمْ كُفَّارَاً مُرْتَدِّيْنَ عَنِ الإِسْلَامِ). 

الجَوَابُ: تَقَدَّمَ الجَوَابُ عَلَى هَذِهِ الفِرْيَةِ بِشَكْلٍ عِلْمِيٍّ فِي النُّقْطَةِ الثَّانِيَةِ. 

7- (تَحَالُفُ جُيُوْشِ الشِّيْعَةِ مَعْ جُيُوْشِ الصَّلِيْبِيِّيْنَ ضِدَّ جُيُوْشِ المُسْلِمِيْنَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ وَفَلَسْطِيْنَ).

الجَوَابُ: هَذِهِ الفِرْيَةِ فَنَّدَهَا بِشَكْلٍ وَاضِحٍ وَصَرِيْحٍ الدُّكْتُوْرُ مُحَمَّدُ المُخْتَارُ الشَّنْقِيْطِيُّ فِي كِتَابِهِ: "أَثَرُ الحُرُوْبِ الصَّلِيْبِيَّةِ عَلَى العَلَاقَاتِ السُّنِّيَّةِ الشِّيْعِيَّةِ"، فَقَدْ تَتَبَّعَ التَّفَاصِيْلَ فِي هَذَا الجَانِبِ وَأَثْبَتَ أَنَّ مِنَ الشِّيْعَةِ مَنْ قَاتَلَ الصَّلِيْبِيِّيْنَ وَأَنَّ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَنْ تَحَالَفَ مَعَهُمْ ضِدَّ المُسْلِمِيْنَ، وَكَلَامُهُ مَنْشُوْرٌ وَمُذَاعٌ عَلَى المَوَاقِعِ يُمْكِنُ لِلجَمِيْعِ الرُّجُوْعُ إِلَيْهِ. 

8- (عَلِيٌّ بنُ أَبِي طَالِبٍ رَبُّهُمْ وَعَرْشُ اللهِ حِذَاءٌ فِي قَدَمِ الحُسَيْنِ وَمَنْ زَارَ الحُسَيْنَ كَأَنَّمَا زَارَ اللهَ فِي عَرْشِهِ). 

الجَوَابُ: كُنَّا نَتَوَقَّعُ اِنْتِهَاءَ عَصْرِ تَرْوِيْجِ هَذِهِ الفِرْيَةِ السَّاذَجَةِ مَعْ زَمَانِ حِكَايَاتِ العَجَائِزِ أَيَّامَ إبْنِ تَيْمِيَّةَ، لَكِنْ يَبْدُو أَنَّ البَعْضَ مَا زَالَ يَعِيْشُ أَجْوَاءَ ذَلِكَ الزَّمَانِ المُظْلِمِ، فَالشِّيْعَةُ الإِمَامِيَّةُ عَقِيْدَتُهُمْ فِي أَئِمَّتِهِمْ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) هِيَ كَالشَّمْسِ فِي رَابِعَةِ النَّهَارِ يَعْرِفُهَا القَاصِي وَالدَّانِي، فَهُمْ يَقُوْلُوْنَ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ أَنَّهُمْ بَشَرٌ مَرْبُوْبُوْنَ، وَفِي هَذَا المَعنَى وَردَتْ رِوَايَاتٌ كَثِيرةٌ عن أهلِ البَيتِ (عَلَيْهِمُ السَّلامُ) أنفُسِهِم وبأسَانِيدَ مُعتبَرَةٍ، نَذكُرُ مِنْها: 

 ما رَوَاه الصَّدُوقُ في "الخِصَالِ" مِن حَدِيثِ الأربعْمِائةِ، وهو حَدِيثٌ مَعرُوفٌ مُعتبَرٌ، قَالَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ (عليْهِ السَّلامُ): (إيَّاكُم والغُلوَّ فِينَا. قُولُوا: إنَّا عَبِيدٌ مَربُوبُونَ، وقُولُوا في فَضلِنَا ما شِئْتُم).

ومِنْها ما رَوَاه الشَّيخُ صَاحِبُ "الوَسَائلِ" في كِتَابِه (إثبَاتُ الهُدَاةِ)، عن (خَرائِج الرَّاونْدِي)، عن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ، قَالَ: دَخلْتُ على أبِي عَبدِ اللهِ (عليْهِ السَّلامُ)، وعِندَه خَلقٌ، فجَلسْتُ نَاحِيةً وقُلتُ في نَفسِي: ما أغفَلَهُم عِندَ مَن يَتكَلَّمُونَ؟ فنَادَانِي: (إنَّا واللهِ عِبَادٌ مَخلُوقُونَ، لي ربٌّ أعبُدُه، إنْ لم أعبُدْه عذَّبَنِي بالنَّارِ). قُلتُ: لا أقُولُ فيكَ إلَّا قُولَك في نَفسِكَ. قَالَ: (اجْعلُونَا عَبِيداً مَربُوبِينَ، وقُولُوا فِينَا ما شِئتُم إلَّا النُّبوَّةَ). إنتَهى.

ومِنْها ما رَوَاه الصَّفَّارُ في "بَصائِرِ الدَّرجَاتِ"، عن الحَسنِ بنِ مُوسَى الخَشَّابِ، عن إسمَاعِيلَ بنِ مَهرَانَ، عن عُثمَانَ بنِ جَبلَةَ، عن كَامِلِ التَّمَّارِ، قَالَ: كُنتُ عِندَ أبِي عَبدِ اللهِ (عليْهِ السَّلامُ) ذَاتَ يَومٍ فقَالَ لي: (يا كَامِلُ، إجْعَلْ لنا ربّاً نَؤبُّ إليْه، وقُولُوا فِينَا ما شِئْتُم). اِنتَهى. 

أمَّا مَا تَجِدُوْنَهُ مِنْ بَعْضِ التَّعْبِيْرَاتِ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ بِأَنَّ مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَأَنَّمَا زَارَ اللهَ فِي عَرْشِهِ ، فَهِيَ تُحْمَلُ عَلَى المَجَازِ لِبَيَانِ المَنْزِلَةِ وَهِيَ أَشْبَهُ بِمَا وَرَدَ فِي مَرْوُيَّاتِ أَهْلِ السُّنَّةِ بِأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ): قَالَ: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ) .[ صَحِيْحُ مُسْلِمٍ 8: 13].

9- (البَاذِنْجَانُ أَوَّلُ المَخْلُوْقَاتِ الَّتِي أَقَرَّتْ بِوِلَايَةِ عَلِيٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، والبُرْصُ وَالنَّعَامَةُ أَنْكَرُوا الوِلَايَةَ فَأَصْبَحُوا خُبَثَاءَ). 

الجَوَابُ: بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ صِحَّةِ هَذِهِ المَرْوِيَّاتِ وَعَدَمِهَا فِيْ عَرْضِ الوِلَايَةِ عَلَى هَذِهِ المُسَمَّيَاتِ، فَقَدْ وَرَدَ فِي القُرْآَنِ الكَرِيْمِ قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب :72، فَهُنَا نَجِدُ فِي الآَيَةِ الكَرِيْمَةِ شَيْئَاً مَعْنَوِيَّاً (وَهُوَ الأَمَانَةُ) قَدْ عَرَضَهُ المَوْلَى سُبْحَانَهُ عَلَى الجَمَادَاتِ (وَهِيَ الجِبَالُ وَالسَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ)، كَمَا تُبَيِّنُ لَنَا الآَيَةُ الكَرِيْمَةُ حَالَةَ التَّفَاعُلِ مِنْ قِبَلِ هَذِهِ الجَمَادَاتِ إِزَاءَ هَذَا العَرْضِ؛ إِذْ قَالَتْ: (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) .. فَإِذَا كَانَ التَّشْنِيْعُ هُوَ عَلَى عَرْضِ الأُمُوْرِ المَعْنَوِيَّةِ عَلَى مَا لَا يَعْقِلْ فَهَذِهِ الآَيَةُ الكَرِيْمَةُ تُبَيِّنُ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ وَصَرِيْحٍ إِمْكَانَ ذَلِكَ بَلْ وُقُوْعَهُ.. هَذَا مِنْ حَيْثُ الكُبْرَى، أَمَّا مِنْ حَيْثُ الصُّغْرَى، فَإِذَا رَاجَعْتَ تَفَاسِيْرَ المُسْلِمْيِنَ تَجِدْهُمْ يَذْكُرُوْنَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ بِأَنَّ المُرَادَ مِنَ الأَمَانَةِ فِي الآَيَةِ المُتَقَدِّمَةِ هُوَ الطَّاعَةُ أَوِ الفَرَائِضُ [رَاجِعْ تَفْسِيْرَ الطَّبَرِيِّ وَغَيْرَهُ]، وَقَدْ وَرَدَتْ مِنْ طُرُقِ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) بِأَنَّ المُرَادَ بِهَا هوَ ولايتُهُم ( عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) [انْظُرْ: بَصَائِرُ الدَّرَجَاتِ، لِلصَّفَّارِ، ص 96]، وَلَا يَتَعَارَضُ مَا أَفَادَهُ المُفَسِّرُوْنَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ فِي تَفْسِيْرِ الآَيَةِ الكَرِيْمَةِ عَمَّا أَفَادَهُ أَئِمَّةُ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) فِي تَفْسِيْرِهَا، فَوِلَايَتُهُمْ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) مَفْرُوْضَةٌ وَطَاعَتُهُمْ وَاجِبَةٌ، تَتكَامَلُ بِهَا نُبُوَّةُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ لَدُنْ آَدَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَى آَخِرِ نَبِيٍّ، فَقَدْ وَرَدَ عَنْ حُذَيْفَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): "مَا تَكَامَلَتِ النُّبُوَّةُ لِنَبِيٍّ فِي الأظلَّةِ حَتَّى عُرِضَتْ عَلَيْهِ وِلَايَتِي وَوِلَايَةُ أَهَلِ بِيْتِي وَمُثِّلُوا لَهُ فَأَقَرُّوا بِطَاعَتِهِمْ وَوِلَايَتِهِمْ" [بِحَارُ الأَنْوَارِ: 26 : 281 ، وَبَصَائِرُ الدَّرَجَاتِ: 73 وَ 75 حِ 7 ].

هَذِهِ الطَّاعَةُ وَالوِلَايَةُ الَّتِي صَدَحَ بِهَا رَسُوْلُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ) بِقَوْلِهِ: {إِنِّي تَارِكٌ فِيْكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآَخِرِ: كِتَابَ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُوْدٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُوْنِي فِيْهِمَا}. [مُخْتَصَرُ صَحِيْحِ الجَامِعِ الصَّغِيْرِ لِلسَّيُوْطِيِّ وَالأَلْبَانِيِّ، رَقَمُ الحَدِيْثِ 1726- 2458].

وَبِقَوْلِهِ: {إِنِّي تَارِكٌ فِيْكُمْ خَلِيْفَتِيْنِ: كِتَابَ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُوْدٌ مَا بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ}. [صَحِيْحُ الجَامِعِ الصَّغِيْرِ لِلْأَلْبَانِيِّ 1: 482، مُسْنَدُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، بِرَقَمِ : 21654، تَصْحِيْحُ شُعَيْبٍ الأَرْنَؤُوْطِ].

10- (عَلِيٌّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَقُوْلُ لِلشِّيْءِ كُنْ فَيَكُوْنُ وَلَهُ وِلَايَةٌ تَكْوِيْنِيَّةٌ وَيُحَرِّكُ ذَرَّاتِ الكَوْنِ وَيَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُوْنُ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ في الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ).

الجَوَابُ: هَذِهِ الشُّبْهَةُ (شُبْهَةُ الوِلَايَةِ التَّكْوِيْنِيَّةِ وَالعِلْمُ بِالغَيْبِ) رَدَدْنَا عَلَيْهَا بِمَقَالٍ مُسْتَقِلٍّ مُفَصَّلٍ، تَجِدُهُ عَلَى مَوْقِعِنَا، وَبَيَّنَّا فِيْهِ أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ يَقُوْلُوْنَ بِالوِلَايَةِ التَّكْوِيْنِيَّةِ وَالعِلْمِ بَالغَيْبِ لِرُمُوزِهِمْ أَبِيْ بَكْرٍ وَعُمَرَ قَبْلَ الشِّيْعَةِ، فَرَاجِعْ وَاِغْتَنِمْ الحَقَائِقَ مِنْ مَصَادِرِهَا. 

11- (القُرْآَنُ الكَرِيْمُ هَبَطَ عَلَى عَلِيٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَبْلَ أَنْ يَهْبِطَ الوَحْيُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ، لِأَنَّ عَلِيّاً وُلِدَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَقْرَأُ القُرْآَنَ الكَرِيْمَ وَمِنْ سُوْرَةِ المُؤْمِنِيْنَ).

الجَوَابُ: إِنْ كَانَ مَحَلُّ التَّشْنِيْعِ هُوَ نُزُوْلُ القُرْآَنِ عَلَى شَخْصٍ قَبْلَ نُزُوْلِهِ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ)، فَتَفَضَّلْ هَذَا صَاحِبُ كِتَابِ "نَفَحَاتٌ مِنْ عُلُوْمِ القُرْآَنِ" يَذْكُرُ فِي كِتَابِهِ مَا نَصُّهُ: 

(س: هَلْ نَزَلَ مِنَ القُرْآَنِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَنْزِلْ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ؟

ج: نَعَمْ؛ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدِهِ دُوْنَ غَيْرِهِ مَنَ الأَنْبِيَاءِ سُوْرَةُ الفَاتِحَةِ وَآَيَةُ الكُرْسِيِّ وَخَاتِمَةُ سُوْرَةِ البَقَرَةِ.

فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَكٌ فَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُوْرَيْنِ قَدْ أُوْتِيْتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: (فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيْمُ سُوْرَةِ البَقَرَةِ).

وَأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنِ إبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (السَّبْعُ الطِوَالُ لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ إِلَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنِ إبْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعَاً: «أُعْطِيَتْ أُمَّتِي شَيْئَاً لَمْ يُعْطَه أَحَدٌ مِنَ الأُمَمِ عِنَدَ المُصِيْبَةِ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» وَنَكْتَفِي بِهَذَا فِي هَذَا النَّوْعِ.

س: هَلْ نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِهِ -عَلَيْهِمُ جَمِيْعَاً الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- شَيْءٌ مِنَ القُرْآَنِ؟

ج: نَعَمْ؛ نَزَلَتْ سُوْرَةُ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا نَزَلَتْ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيْمَ وَمُوْسَى.

فَقَدْ أَخْرَجَ الحَاكِمُ عَنِ إبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّهَا فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيْمَ وَمُوْسَى» وَلَمَّا نَزَلَتْ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوى فَبَلَغَ وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى قَالَ: وَفِي أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى إِلَى قَوْلِهِ: هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى. فَقَدْ وَرَدَ أَنَّهَا جَاءَتْ أَيْضَاً فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيْمَ وَمُوْسَى مِثْلُهَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- مَا نَزَلَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَمُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ).

أَخْرَجَ الحَاكِمُ مِنْ طَرِيْقِ القَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَنْزَلَ اللهُ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ مِمَّا أَنْزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ وقَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: هُمْ فِيها خالِدُونَ وَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ الآية). اِنْتَهَى [نَفَحَاتٌ مِنْ عُلُوْمِ القُرْآَنِ، مُحَمَّدُ أَحْمَدُ معبد ، ج1ص 46].

وَأَمَّا إِذَا كَانَ مَحَلُّ التَّشْنِيْعِ أَنْ يَتَكَلَّمَ طِفْلٌ صَغِيْرٌ فِيْ مَهْدِهِ بِالقُرْآَنِ، فَقَدْ ذَكَرَ القُرْآَنُ الكَرِيْمُ تَكَلُّمَ نَبِيِّ اللهِ عِيْسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَهُوَ فِي المَهْدِ.. فَإِذَنْ مِنْ حَيْثُ الكُبْرَى لَا مَجَالَ لِلتَّشْنِيْعِ مُطْلَقَاً، سَوَاءٌ لِلتَّكَلُّمِ بِالقُرْآَنِ قَبْلَ نُزُوْلِهِ أَوِ التَّكَلُّمِ فِي المَهْدِ، أَمَّا الصُّغْرَى، وَهِيَ تَكَلُّمُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِالقُرْآَنِ فِيْ مَهْدِهِ، فَلَا قِيْمَةَ لِلتَّشْنِيْعِ عَلَيْهَا بَعْدَ ثُبُوْتِ الكُبْرَى.

12- مُصْحَفُ فَاطِمَةَ وَهُبُوْطُ الوَحِيِّ عَلَيْهَا... وَمُصْحَفُ عَلِيٍّ الَّذِي عَرَضَهُ عَلَى الصَّحَابَةِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ فَرَفَضَهُ الصَّحَابَةُ وَقَالَ لَهُمْ لَنْ تَرَوْنَهُ بَعْدَ اليَوْمِ وَأَخْفَاهُ وَأَوْرَثَهُ أَوْلَادَهُ وَالآَنَ هُوَ مَعَ المَهْدِيِّ فِي السِّرْدَابِ).

الجَوَابُ: بِالنِّسْبَةِ لِمُصْحَفِ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) فَهَذَا المَوْضُوْعُ تَكَلَّمْنَا فِيْهِ كَثِيْرَاً حَتَّى حَفِظَتْهُ عَجَائِزُ أَهْلِ السُّنَّةِ قَبْلَ شَبَابِهِمْ، لَكِنَّ البَعْضَ لِإِفْلَاسِهِ المَذْهَبِيِّ يُحِبُّ تَكْرَارَ المُفْتَرَيَاتِ القَدِيْمَةِ لَعَلَّهُ يُفْلِحُ فِي إِعْطَاءِ جُرُعَاتِ الإِنْعَاشِ لِمَذْهَبِهِ الَّذِي يَكَادُ يَلْفِظُ أَنْفَاسَهُ الأَخِيْرَةَ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا بِفَضْلِ هَذَا الِانْفِتَاحِ الهَائِلِ عَلَى العُلُوْمِ وَمَعْرِفَةِ حَقَائِقِ الأُمُوْرِ. 

فَالرِّوَايَاتُ عِنْدَنَا وَاضِحَةٌ جِدَّاً جِدَّاً فِي المُرَادِ مِنْ مُصْحَفِ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ)، فَفِي خَبَرِ حَمَّادٍ بنِ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُوْلُ: تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمَائَةٍ وَذَلِكَ أَنِّي نَظَرْتُ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الحُزْنِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَأَرْسَلَ اللهُ إِلَيْهَا مَلَكَاً يُسْلِّي غَمَّهَا وَيُحَدِّثُهَا، فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِذَا أَحْسَسْتِ بِذَلِكَ وَسَمِعْتِ الصَّوْتَ قُولِي لِي فَأَعْلَمْتُهُ بِذَلِكَ فَجَعَلَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَكْتُبُ كُلَّمَا سَمِعَ حَتَّى أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفَاً قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَمَا أَنَّهُ لَيْسَ فِيْهِ شَيْءٌ مِنَ الحَلَالِ وَالحَرَامِ وَلَكِنْ فِيْهِ عِلْمُ مَا يَكُوْنُ. [الكَافِي 1: 240].

وَفِي صَحِيْحَةِ أَبِيْ عُبَيْدَةَ الحَذَّاءَ: فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ؟ قَالَ: [الإِمَامُ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ] إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِيْنَ يَوْمَاً وَكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيْدٌ عَلَى أَبِيْهَا وَكَانَ جَبْرَئِيْلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَأْتِيْهَا فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَى أَبِيْهَا، وَيُطَيِّبُ نَفْسَهَا، وَيُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيْهَا وَمَكَانِهِ، وَيُخْبِرُهَا بِمَا يَكُوْنُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا، وَكَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَكْتُبُ ذَلِكَ، فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ. [المَصْدَرُ السَّابِقُ].

فَكَمَا نَرَى -بِحَسَبِ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيْحَةِ عِنْدَنَا- أَنَّ مُصْحَفَ فَاطِمَةَ هُوَ كِتَابٌ تَارِيْخِيٌّ تُذْكَرُ فِيْهِ الحَوَادِثُ فَقَطْ وَلَا تُوْجَدُ فِيْهِ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ القُرْآَنِ الكَرِيْمِ، وَلَكِنَّ الجَاهِلِيْنَ فِي غَيِّهِمْ يَعْمَهُوْنَ. 

أَمَّا مَوْضُوْعُ مُصْحَفِ الإِمَامِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَهُوَ أَمْرٌ ذَكَرَهُ عُلَمَاءُ أَهْلِ السُّنَّةِ قَبْلَ الشِّيْعَةِ وَإِلَيْكَ البَيَانُ: 

جَاءَ فِي الطَّبَقَاتِ الكُبْرَى، لِمُحَمَّدٍ بنِ سَعْدٍ (ت 230 هـ.)  بِسَنَدِهِ عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ سِيْرِيْنَ: (نُبِّئْتُ أَنَّ عَلِيَّاً أَبْطَأَ عَنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ وَقَالَ... آَلَيْتُ بِيَمِيْنٍ أَنْ لَا أَرْتَدِيَ بِرِدَائِي إِلَّا إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى أَجْمَعَ القُرْآَنَ). اِنْتَهَى. [الطَّبَقَاتُ الكُبْرَى: ج 2، ص 338].

وَجَاءَ فِي كِتَابِ الفَضَائِلِ، لِمُحَمَّدٍ بنِ أَيُّوْبَ بنِ الضَّرِيْسِ (ت 294) عِكْرِمَةَ مَوْلَى إبنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: (فَحَدَّثْتُ نَفْسِي أَنْ لَا أَرْتَدِي رِدَائِي إِلَّا لِصَلَاةٍ حَتَّى أَجْمَعَ القُرْآَنَ). اِنْتَهَى. [عَنِ الإِتْقَانِ لِلسَّيُوْطِيِّ: ج 1، ص 58].

وَجَاءَ فِي كِتَابِ المَصَاحِفِ، لِابْنِ أَبِي دَاوُدَ (ت 316) قَوْلُهُ: (لَمَّا تُوُفِيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْسَمَ عَلَى أَنْ لَا يَرْتَدِي بِرِدَاءٍ إِلَّا لِجُمُعَةٍ حَتَّى يَجْمَعَ القُرْآَنَ فِي مُصْحَفٍ فَفَعَلَ). إنْتَهَى. [كِتَابُ المَصَاحِفِ: ص 16]. 

وَجَاءَ فِي كِتَابِ مَفَاتِيْحُ الأَسْرَارِ وَمَصَابِيْحُ الأَنْوَارِ، لِعَبْدِ الكَرِيْمِ الشَّهْرَسْتَانِيُّ (ت 548 هـ.)، الَّذِي قَدْ ذَكَرَ هَذِهِ المَسْأَلَةَ بِتَفْصِيْلٍ أَكْثَرَ مِنْ بَيْنِ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ، حَيْثُ قَالَ: (وَهُوَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا فَرِغَ مِنْ تَجْهِيْزِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَتَغْسِيْلِهِ وَتَكْفِيْنِهِ وَالصَّلَوَةِ عَلَيْهِ وَدَفْنِهِ، آَلَى أَنْ لَا يَرْتَدِي بِرِدَاءٍ إِلَّا لِجُمُعَةٍ حَتَّى يَجْمَعَ القُرْآَنَ، إِذْ كَانَ مَأْمُوْرَاً بِذَلِكَ أَمْرَاً جَزْمَاً فَجَمَعَهُ كَمَا اُنْزِلَ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيْفٍ وَتَبْدِيْلٍ وَزِيَادَةٍ وَنُقْصَانٍ وَقَدْ كَانَ أَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ إِلَى مَوَاضِعِ التَّرْتِيْبِ وَالوَضْعِ وَالتَّقْدِيْمِ وَالتَّأْخِيْرِ... وَيُرْوَى أَنَّهُ لَمَّا فَرِغَ مِنْ جَمْعِهِ أَخْرَجَهُ هُوَ وَغُلَامُهُ قَنبَرٌ إِلَى النَّاسِ وَهُمْ فِي المَسْجِدِ... وَقَالَ لَهُمْ: هَذَا كِتَابُ اللهِ كَمَا أَنْزَلَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعْتُهُ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَقَالُوا: اِرْفَعْ مُصْحَفَكَ لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَا تَرَوْنَهُ بَعْدَ هَذَا أَبَدَاً إِنَّمَا كَانَ عَلَيَّ أَنْ اُخْبِرَكُمْ حِيْنَ جَمَعْتُهُ. فَرَجِعَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلَاً (يَا ربِّ إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآَنَ مَهْجُوْرَاً) وَتَرَكَهُمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ كَمَا تَرَكَ هَارُوْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَوْمَ أَخِيْهِ مُوْسَى بَعْدَ إِلْقَاءِ الحُجَّةِ عَلَيْهِمْ وَإعْتَذَرَ لِأَخِيْهِ بِقَوْلِهِ: (إِنِّي خَشِيْتُ أَنْ تَقُوْلَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيْلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) ...). اِنْتَهَى. [مَفَاتِيْحُ الأَسْرَارِ وَمَصَابِيْحُ الأَبْرَارِ: ج 1، ص 121].

فَمَوْضُوْعُ هَذَا المُصْحَفِ الَّذِي كَتَبَهُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِحَسَبِ التَّنْزِيْلِ مَعْلُوْمٌ لِلجَمِيْعِ وَتَذْكُرُهُ مَصَادِرُ أَهْلِ السُّنَّةِ قَبْلَ الشِّيْعَةِ، وَقَدْ سَمِعْنَا مِنَ الشَّهْرَسْتَانِيِّ رَفْضَ القَوْمِ لَهُ، فَرَجِعَ بِهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِبَيْتِهِ وَهُوَ مِمَّا يَتَوَارَثُهُ أَبْنَاؤهُ عَنْهُ، وَهَذَا المُصْحَفُ لِا يَخْتَلِفُ عَنِ القُرْآَنِ المَوْجُوْدِ الآَنَ سِوَى أَنَّهُ مَكْتُوْبٌ بِحَسَبِ نُزُوْلِ الآَيَاتِ لَا أَكْثَرْ  وَلَيْسَ بِحَسَبِ التَّرْتِيْبِ المُتَعَارَفِ فِي المُصْحَفِ اليَوْمَ، وَإِذَا ظَهَرَ الإِمَامُ المَهْدِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَظْهَرُ هَذَا الكِتَابُ مَعَهُ، وَهُوَ لَا تُوْجَدُ فِيْهِ زِيَادَةٌ وَلَا نَقِيْصَةٌ عَمَّا هُوَ مَوْجُوْدٌ مِنْ قُرْآَنِنَا المَوْجُوْدِ بَيْنَ أَيْدِيْنَا الَآنَ كَمَا أَوْضَحْنَاهُ.

فَهَذِهِ هِيَ فِرْيَاتُ القَوْمِ عَلَى مَذْهَبِ الشِّيْعَةِ الإِمَامِيَّةِ وَقَدْ تَمَّ رَدُّهَا كُلُّهَا بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى، وَتَبَيَّنَ لِلجَمِيْعِ دَرَجَةُ الإِفْلَاسِ الَّذِي يَعِيْشُهُ مُخَالِفُوا شِيْعَةِ الثَّقَلَيْنِ، حِيْنَ أَصْبَحَ الكَذِبُ وَالاِفْتِرَاءُ عَلَى الآَخَرِيْنَ سِلَاحَهُمْ الوَحِيْدَ لِنُصْرَةِ مَذَاهِبِهِمُ المُتَهَالِكَةِ المُهْتَرِئَةِ.

وَدُمْتُمْ سَالِمِيْنَ.