لماذا سنّ عمرُ بنُ الخطّابِ صلاةَ التّراويحِ جماعةً ؟!

Ëmĭ Łīýك/‌‏: السؤالٌ هو لماذا سنّ عمرُ بنُ الخطّابِ رضي الله عنه أداءَ صلاةِ التّراويحِ جماعةً؟

: اللجنة العلمية

الأخُ المحترمُ, السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ 

هذا الفعلُ من عمرَ بنِ الخطّابِ هو  واحدٌ  منْ مُخالفاتهِ المعروفةِ في الشّريعةِ ، فقد  عُرِفَ عنهُ مخالفتُهُ للكتابِ والسُـنّةِ النّبويّةِ معاً في مواردَ كثيرةٍ وإنصاتهِ لاجتهادِ نفسهِ، ونذكرُ هنا جملةً من تلكَ المواردِ على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ:

1- مخالفتَهُ القرآنَ والسُـنّةَ النّبويّةَ في منعِ سهمِ المؤلّفةِ قلوبُهُم. [ انظر: الجوهرةُ النيّرةُ في الفقهِ الحنفي 1 : 164 ، حاشـيةُ ردّ المختار 2 : 374].

2 ـ مخالفتَهُ القرآنَ والسُـنّةَ في منعِ مُتعةِ الحجّ وكذلكَ مُتعةِ النّساء. [ انظر: مسندُ أحمد 3 : 325، تفسيرُ الرّازي 5 : 167]

3 ـ مخالفتَهُ القرآنَ والسُـنّةَ النّبويّةَ في الطّلاق الثّلاث، فجعلهُ ثلاثاً، والسُـنّة جعلتهُ واحـدةً . [ انظر: صحيح مسلم 4 : 183 كتابُ الطّلاق، باب: طلاقِ الثّلاث]

4 ـ مخالفتَهُ القرآنَ والسُـنّةَ النّبويّةَ في فريضةِ التّيمّمِ فأسقطَ الصلاةَ عندَ فقدِ الماء. [  انظر: صحيحُ البخاري، كتاب التيمّم، بابُ: المتيمّم هل يَنْفخُ فيهما؟]

5 ـ مخالفتَهُ القرآنَ والسُـنّة النّبويّةَ في عدمِ التجسّسِ على المسلمينَ، فابتدَعهُ منْ نفسـهِ. [ انظر: الكاملُ في التاريخ ـ لابنِ الأثير ـ 3 : 24 حوادث سنة 23]

6- مخالفتَهُ القرآنَ والسُـنّةَ النّبويّةَ في عدمِ إقامةِ الحـدِّ على العامدِ القاتلِ في شأنِ خالدِ بن الوليد، وكانَ يتوعّـدهُ بذلك. [ راجع: تاريخُ ابنُ الأثير 2 : 367 حوادثُ سنة 11، وغيره]

7 ـ مخالفتَهُ السُـنّةَ النّبويّةَ في إسقاطِ فصلٍ من الأذانِ وإبدالهِ بفصلٍ منْ عـنده. [ انظر: الموطّـأ ـ لمالك ـ: 24، باب: ما جاءَ في النّداء للصّلاة]

8 ـ مخالفتَهُ السُـنّةَ النّبويّةَ في العطاءِ، فابتدعَ المفاضلةَ وخَلقَ الطّبقيّةَ في الإسلام ولم تَكنْ تُعرَفُ فيهِ منْ قبل. [  انظر: المُغني ـ لابنِ قُدامة ـ 7 : 309، كنزُ العمّال 4 : 577، تفسيرُ القُرطبي 8 : 238]

  فهذهِ جملةٌ من المواردِ التي خالفَ فيها عمرُ بنُ الخطّابِ الشّريعةَ المقدّسةَ بِشقّيها : الكتابِ الكريمِ والسنّةِ الشّريفةِ ، وأنصَتَ لاجتهادِ نفسهِ ، ومنَ المعلومِ - وبإجماعِ المسلمينَ - أنّ الاجتهادَ مقابلَ النصِّ الشّرعيّ لا يجوزُ مطلقاً .

ودُمتُم سالِمين.