الشيعة يأخذون دينهم من الكتاب والسنة الصحيحة المتفق عليها

غياث/: من اين تأخذ دينك يارافضي ؟ إن قلت ماعندنا صحيح !! قلت لك طيب والحل ؟ إن قلت نعرض الروايات على الكتاب والسنة فما وافق اخذنا به وما خالف ضربناه عرض الحائط. قلت لك اعطني رواية واحدة فقط معروضة على القران الزمكم بها.

: اللجنة العلمية

الأخ غياث السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

إن أردت أن تعرف من أين يأخذ الشيعة ( الرافضة ) دينهم فاعلم أنهم يأخذونها من الكتاب والسنّة الصحيحة المتفق على صحّتها عند أهل السنّة  قبل الشيعة ، وإليك البيان :

 فالشيعة يأخذون بحديث الثقلين ( الكتاب والعترة ) المروي في سنن ومسانيد أهل السنة بالأسانيد الصحيحة ، هذا الحديث الذي تركه أهل السنّة وراء ظهورهم وتركوا السنّة الشريفة الصحيحة عندهم التي توجب عليهم الأخذ بالثقلين من بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث صحيح صريح يصححه علماء أهل السنّة أنفسهم قبل غيرهم .

فقد جاء عن  النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : {إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما}[ مختصر صحيح الجامع الصغير للسيوطي والألباني ، رقم الحديث 1726- 2458]  

وجاء في "صحيح سنن الترمذي" :حدثنا علي بن المنذر الكوفي، حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد، والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما). انتهى

قال الألباني معلقاً على الحديث: (صحيح: المشكاة: 6144، الروض النضير: 977-878، الصحيحة: 4: 356 – 357).[ صحيح سنن الترمذي 3: 543، برقم: 3788]

وقد صحح الحديث المذكور أيضا ابن حجر الهيتمي في كتابه "الصواعق المحرقة"،  فقال: (ومن ثمّ صحّ أنّه (صلى الله عليه وسلم) قال:إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي ).[الصواعق المحرقة 2: 428]

وقال في المصدر نفسه: (وفي رواية صحيحة: إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي.

زاد الطبراني: إني سألت لهما فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم...).[ الصواعق المحرقة 2: 439] 

ورواه بسند رجاله ثقات أيضاً يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه "المعرفة والتاريخ" ، قال: (حدّثنا يحيى قال: حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم):إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله عزّ وجل وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض). انتهى  [  المعرفة والتاريخ 1: 536]

وممن صحح الحديث المذكور بلفظ (أخذتم) : ابن حجر العسقلاني في كتاب "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" في باب فضائل الإمام علي عليه السلام عن علي قال: إنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) حضر الشجرة بخم، ثم خرج آخذاً بيد علي فقال: (ألستم تشهدون أنّ الله ربّكم؟) قالوا: بلى، قال: (فمن كان الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي )[ المطالب العالية 4: 65 ،برقم: 3972].. قال ابن حجر: وهذا إسناد صحيح. 

كما صححه البوصيري في "اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة " قال: وعن علي بن أبي طالب أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) حضر الشجرة بخم، ثم خرج آخذاً بيد علي فقال: (ألستم تشهدون أن الله ربكم؟) قالوا: بلى، قال: (ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأنّ الله ورسوله مولاكم؟) قالوا: بلى، قال: (فمن كان الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي)[ اتحاف الخيرة المهرة 9: 279]..قال البوصيري: رواه إسحاق بسند صحيح. 

وأيضا جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : : { إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله ، حبل ممدود ما بين الأرض والسماء، وعترتي أهل بيتي ، وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض }[ صحيح الجامع الصغير للألباني 1: 482، مسند أحمد بن حنبل ، برقم : 21654، تصحيح شعيب الأرنؤوط]

وهنا قد تسأل وتقول  :  ومن قال أن الشيعة يتبعون أهل البيت ( عليهم السلام ) ويأخذون دينهم عنهم ؟!!

نقول : خذ هذا الجواب من كبار علمائك متقدمين ومتأخرين :

1ـ قال الشهرستاني في كتابه "الملل والنحل":الشيعة هم الذين شايعوا عليّاً رضي الله عنه على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصّاً ووصيّة، إما جليّاً وإما خفيّاً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده. [ الملل والنحل 1: 146]

2ـ وقال ابن منظور في "لسان العرب"، والفيروزأبادي في "القاموس المحيط"، والزبيدي في "تاج العروس": وقد غلَب هذا الاسم (أي الشيعة) على مَن يتوالى عليّاً وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين، حتى صار لهم اسماً خاصاً، فإذا قيل: (فلان من الشيعة) عُرف أنه منهم . [ لسان العرب 8 :189. القاموس المحيط 3 :49. تاج العروس 21: 303]

3ـ وقال الزهري: والشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي (صلى الله عليه وسلم) ويوالونهم. [ لسان العرب 8: 189. تاج العروس 21: 303]

4ـ وقال ابن خلدون: اعلم أنّ الشيعة لغةً: الصَّحْب والأتْبَاع، ويُطلَق في عُرْف الفقهاء والمتكلِّمين من الخلَف والسلف على أَتْبَاع علي وبنيه رضي الله عنهم.[ مقدمة ابن خلدون:196]

5- وجاء عن ابن تيمية في "مسألة تعليق الطلاق" وهو يتحدث عن بعض الأحكام الشرعية في مسائل الطلاق وممن وافق الشافعي فيها، قال :(( ومن وافقه كابن حزم من السنة، وكالمفيد والطوسي والموسوي وغيرهم من شيوخ الشيعة ،وهم ينقلون ذلك عن فقهاء أهل البيت ( إلى أن يقول عن الشيعة )لكن جمهور ما ينقلونه عن الشريعة موافق لقول جمهور المسلمين ،فيه ما هو من مواقع الإجماع ، وفيه ما فيه نزاع بين أهل السنة ،فليس الغالب فيما ينقلونه عن هؤلاء الأئمة من مسائل الشرع الكذب، بل الغالب عليه الصدق)). انتهى [ مسألة تعليق الطلاق: 697، 698]

وقال في " منهاج السنّة النبوية " وهو يتحدث عن الشيعة من أين يأخذون أحكام دينهم : (( وأما شرعياتهم فعمدتهم فيها على ما ينقل عن بعض أهل البيت ، مثل أبي جعفر الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق وغيرهما )) [ منهاج السنة النبوية 5: 162]

6- وجاء عن ابن القيم الجوزية في كتابه "الصواعق المرسلة" : (( الوجه التاسع: إن فقهاء الإمامية من أولهم إلى آخرهم ينقلون عن أهل البيت أنه لا يقع الطلاق المحلوف به وهذا متواتر عندهم عن جعفر بن محمد وغيره من أهل البيت وهب أن مكابرا كذبهم كلهم وقال قد تواطئوا على الكذب عن أهل البيت ففي القوم فقهاء وأصحاب علم ونظر في اجتهاد وإن كانوا مخطئين مبتدعين في أمر الصحابة فلا يوجب ذلك الحكم عليهم كلهم بالكذب والجهل وقد روى أصحاب الصحيح عن جماعة من الشيعة وحملوا حديثهم واحتج به المسلمون...)). انتهى [ الصواعق المرسلة 1: 616 ، 617] 

7- وعن عامر عبد الله فالح ، من كتاب السلفية المعاصرين ، في كتابه "معجم ألفاظ العقيدة"الذي قال في مقدمته : ( اخترت أوثق الأقوال في كثير من المسائل لعلماء متقدمين ومتأخرين ومعاصرين ) ..قال معرفا بالشيعة : (( الشيعة : هم الذين شايعوا عليا على الخصوص ، وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصاية إما جليا وإما خفيا ، وقالوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده وإن خرجت فبظلم من غيره أو بتقية من عنده )). انتهى [ معجم ألفاظ العقيدة : 247]

فالشيعة إذن - بحسب تصريحات علماء أهل السنّة المتقدمين والمتأخرين - هم أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) يأخذون دينهم عنهم وأنهم صادقون في هذا النقل والإتباع كما شهد بذلك ابن تيمية وابن قيم الجوزية .

فهم إذن ممتثلون للكتاب الكريم الذي قال بشكل واضح وصريح : { وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} الحشر :7. والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد جاءنا بلزوم التمسك بالكتاب والعترة الطاهرة ونحن متبعون للكتاب والعترة الطاهرة بشهادة علماء أهل السنّة أنفسهم .

وفي مقابل ذلك نسأل : هل اتبّع أهل السنّة والجماعة أهل البيت ( عليهم السلام ) وامتثلوا لما جاءهم به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) من التمسك بالكتاب والعترة  أو  لا ؟!

نترك الجواب لابن تيمية هو الذي يخبرنا عن هذه الحقيقة .

 قال في "منهاج السنة" في معرض ردّه على العلامة الحلي : (( قال الرافضي: وفي الفقه الفقهاء يرجعون إليه[ أي إلى علي عليه السلام ]. 

والجواب :أنّ هذا كذب بيّن فليس في الأئمة الأربعة ولا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إليه في فقهه أما مالك فإن علمه عن أهل المدينة وأهل المدينة لا يكادون يأخذون بقول علي بل اخذوا فقههم عن الفقهاء السبعة عن زيد وعمر وابن عمر ونحوهم 

أما الشافعي فإنه تفقه أولا على المكيين أصحاب ابن جريج كسعيد بن سالم القداح ومسلم بن خالد الزنجي وابن جريج اخذ ذلك عن أصحاب ابن عباس كعطاء وغيره وابن عباس كان مجتهدا مستقلا وكان إذا أفتى بقول الصحابة أفتى بقول أبي بكر وعمر لا بقول علي وكان ينكر على علي أشياء  ثم أن الشافعي اخذ عن مالك ثم كتبَ كُتُب أهل العراق وأخذ مذاهب أهل الحديث واختار لنفسه .

وأما أبو حنيفة فشيخه الذي اختص به حماد بن أبي سليمان وحماد عن إبراهيم وإبراهيم عن علقمة وعلقمة عن ابن مسعود وقد اخذ أبو حنيفة عن عطاء وغيره وأما الإمام احمد فكان على مذهب أهل الحديث اخذ عن ابن عيينة وابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس وابن عمر واخذ عن هشام بن بشير وهشام عن أصحاب الحسن وإبراهيم النخعي واخذ عن عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وأمثالهما وجالس الشافعي واخذ عن أبي يوسف واختار لنفسه قولا وكذلك إسحاق بن راهويه وابو عبيد ونحوهم والاوزاعي والليث اكثر فقههما عن أهل المدينة وأمثالهم لا عن الكوفيين )). انتهى [ منهاج السنة  7 : 529-531]

فهذه شهادة صريحة وواضحة من ابن تيمية أن أهل السنة والجماعة بمذاهبهم الأربعة لا يرجعون إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) ولا يأخذون أحكام دينهم عنهم .. ومن خلال هذه البيانات الواضحة كلها -أخي الكريم  - ستعرف جيّدا من هو المتّبع للكتاب الكريم والسنّة الشريفة ومن هو المعرض عنهما .

ودمتم سالمين

 

المرفقات