هلْ قولهُ تعالى: { وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ } ، يُستفادُ منهُ أنّ هناكَ قتلاً للنّبيّينَ بحقّ ؟!!

السّلامُ عليكم نقرأ في القرآنِ يقتلونَ النّبيّينَ بغيرِ حقٍّ فهلْ هنالكَ حالةٌ يكونُ فيها ( أستغفرُ الله ) قتلُ النّبيّينَ حق ؟

: الشيخ مقداد الربيعي

عليكُمُ السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُهذا التّعبيرُ الواردُ في القرآن الكريم { بِغَيْرِ حَقٍّ } هو توكيدٌ - بالجارِ والمجرورِ - هدفهُ بيانُ بشاعةِ الفعلِ لا أكثر ، ولا يوجدُ مفهومٌ لهُ - بالمعنى الأصولي للمفهومِ - يُستفادُ منهُ أنّ هناكَ  قتلاً للأنبياءِ بحقٍّ ، وهو على وزانِ قولكَ : كتبتهُ بيدي ، ورأيتهُ بعيني ، فكلمةُ ( بيَدي ) و ( بعَيني ) وردَتا هنا للتّوكيد لا أكثر ، وإلا فالكتابةُ لا تكونُ إلّا باليدِ والرؤيةُ لا تكونُ إلّا بالعين . مع ملاحظةٍ أخرى أنّه وردَ في القرآنِ الكريمِ تارةً التّعبيرُ قتلُ الأنبياءِ  بغيرِ حقٍّ ، وأخرى بغيرِ الحقِّ ، كما في قولهِ تعالى : {  وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ } آل عمران : 21 ،  { وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ } البقرة : 61، فهل ثمّةَ فرقٌ بينَ التّعبيرينِ ؟!الجوابُ : التّعبيرُ بغيرِ الحقِّ ، يُستفادُ منهُ حصولُ مُشادّةٍ أو نزاعٍ بينَ الأنبياءِ وقومِهم إنتهتْ إلى قتلِ الأنبياءِ ، وأنّ هذهِ المُشادّةَ أو النّزاعَ لا يَستوجبُ القتلَ  فهو قتلٌ بغيرِ استحقاقٍ وخلافِ الضّوابطِ الموجِبةِ  للقتلِ ؛ فكلمةُ ( الحقّ ) هنا معرفةٌ وهيَ تعني الحقَّ الذي يَدعو للقتلِ ، لأنَّ هناكَ أموراً  يَستحقُّ بها القتلَ مثلَ قتلِ النّفس بالنّفس.أمّا التّعبير بغيرِ حقٍّ فيُستفادُ منهُ أنَّ هؤلاءِ الأنبياءِ تمّ قتلهُم منْ غيرِ سببٍ يُذكرُ حتّى ، فلا توجدُ مشادّةٌ ولا نزاعٌ إستوجبَ قتلهُم أصلاً ، فكلمةُ ( حقٍّ )  نكرةٌ تعني أنّهُ  لا حقَّ يدعو إلى القتلِ ولا إلى غيرهِ . ودُمتُم سالمِين.