النبي موسئ امه ارضعته من قام بارضاع النبي محمد

: اللجنة العلمية

بالنّسبةِ لإرضاعِ حليمةَ السّعديّةِ للنّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه) فهوَ مِمّا لا شكَّ فيهِ لتظافُرِ الرّواياتِ بهذا الخصوصِ، نعَم الخِلافُ واردٌ في المُدّةِ التي أرضعَتهُ فيهِ ثُويبةُ، هَل كانَت سبعةَ أيّامٍ أو أكثر وهَل كانَت هيَ أوّلُ امرأةٍ تُرضعُه أو أنّها أرضعَتهُ بعدَ أُمّهِ؟  

أمّا بالنّسبةِ لمُقايسةِ هذا الموضوعِ معَ موضوعِ تحريمِ المراضعِ على مُوسى (عليهِ السّلام) فليسَ في الأمرِ ما يستدعِي المُقايسةَ والمُفاضلةَ حتّى يتمَّ إنكارُ الأوّلِ بالحادثِ الثّاني، فالأمرانِ مُستقلّانِ عَن بعضِهِما تمامَ الإستقلالِ.

فأُمُّ موسى (عليهِ السّلام) لشِدّةِ تعلّقِها بولدِها وعِلمِها بوصولِه إلى بيتِ عدوّهِ فرعونَ الذي أخذَ على عاتقِه إبادةَ أطفالِ بني إسرائيلَ كادَت أن تُظهِرَ المَستورَ لولا أن ربطَ اللهُ على قلبِها، ولكَي تطمئنَّ عليهِ فقَد وعدَها المَولى تباركَ وتعالى بأنّهُ سيردُّه إليها، فجعلَهُ لا يرتضعُ مِن باقي النّساءِ بأن حرّمَ المراضعَ عليهِ حُرمةً تكوينيّةً. 

قالَ العلّامةُ الطّباطبائيّ : 

وقولُه: "كَي تقرَّ عينُها ولا تحزنَ ولتعلمَ" إلخ، تعليلٌ للرّدِّ والمُرادُ بالعِلمِ هوَ اليقينُ بالمُشاهدةِ فإنّها كانَت تعلمُ مِن قبلُ أنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ وكانَت مُؤمِنةً وإنّما أُريدَ بالرّدِّ أن تُوقِنَ بالمُشاهدةِ أنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ. 

الميزانُ 16 / 6