لماذا لم يسترجع الإمام علي عليه السلام فدك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حياكم الله وايدكم بنصره وجزاكم كل الخير.. كنت قد أنهيت مذاكرة بحث حول موضوع فدك ومظلومية الزهراء عليها السلام وفتح الله عز وجل على فيه الكثير ولكن حينما تطرقت لمسألة أو شبهة الوهابيه حول لماذا لم يسترجع الإمام علي عليه السلام فدك وجدت اربع روايات بخصوص ذلك في كتاب علل الشرائع ولكن زعم الوهابيه ضعفها كلها وقالوا بأن علمائنا يضعفون بعض رجالها منهم موسى بن عمران النخعي وكذلك احمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي وكذلك احمد بن سعيد الهمداني.. ولكني تتبعت الروايه التى بها القمي وجدته موثوق واحد الشيوخ ولكن اريد الاستفاده والاستزاده اكثر من حضراتكم. واسف للاطاله.

: اللجنة العلمية

عليكُم السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،  بالنّسبةِ لتوثيقِ الرّواةِ فهوَ على قِسمين : 1 ـ توثيقٌ خاصٌّ : وهوَ أن يُذكرَ اسمُ الرّاوي وتُذكرَ ترجمَتُه، ويُقالُ بأنَّ فُلاناً ثقةٌ أو ثقةُ عينٍ أو ثقةُ ثقةٍ إلخ.. 2 ـ التّوثيقُ العامُّ وهوَ أن يُذكرَ مجموعةٌ منَ الرّواةِ تحتَ عنوانٍ مُعيّنٍ ويتمُّ توثيقُ الجميعِ، كتوثيقِ مشايخِ الصّدوقِ الّذينَ ذكرَهُم مُترضّيّاً أو توثيقِ مشايخِ النّجاشيّ، أو كونِ الرّاوي مِن رواةِ أحاديثِ كاملِ الزّياراتِ إلخ.. إذا عرفتَ هذا نقولُ أنَّ كُلَّ مَن ذُكرَ ضعفُهم، فهوَ إلى الوهمِ أقربُ كونُه مِمَّن لَم يعرِف مباني أعلامِ الشّيعةِ في الجرحِ والتّعديلِ، وإليكَ توثيقَ جميعِ مَن ذكرتَ : 1 ـ  مُوسى بن عمرانَ النّخعي : موثّقٌ بالتّوثيقِ العامِّ فهوَ مِن رواةِ كاملِ الزّياراتِ وهُناكَ مبنىً ـ كما أسلَفنا ـ هوَ توثيقُ رواةِ ذلكَ الكتابِ فيكونُ بناءً على التّوثيقِ العامِّ ثقة.  2 ـ أحمد بن عليٍّ بنِ إبراهيمَ بنِ هاشمٍ : ثقةٌ لكونِه مِن مشايخِ الصّدوقِ وقَد ذكرَهُ مُترضّيّاً وكذلكَ مِن رواةِ تفسيرِ أبيهِ عليٍّ بنِ إبراهيمَ بنِ هاشمٍ القُمّيّ . 3 ـ أحمد بن سعيدٍ الهمدانيّ وثّقهُ الشّيخُ الطّوسيّ ومدحَهُ الشّيخُ النّجاشيّ (رضيَ اللهُ عنهُما)، وإليكَ القولانِ : أ ـ قالَ الشّيخُ الطّوسيّ : أحمدُ بنُ مُحمّدٍ بنِ سعيدٍ بنِ عبدِ الرّحمانِ بنِ زيادٍ بنِ عُبيدِ اللهِ بنِ زيادٍ بنِ عجلانٍ ، مَولى عبدِ الرّحمانِ بنِ سعيدٍ بنِ قيسٍ السّبيعيّ الهمدانيّ ، المَعروفِ بابنِ عُقدةَ ، الحافظِ ، أخبرَنا بنسبِه : أحمدُ بنُ عبدونَ ، عَن مُحمّدٍ بنِ أحمدَ بنِ الجُنيدِ ، وأمرُه في الثّقةِ والجلالةِ وعِظمِ الحِفظِ ، أشهرُ مِن أن يُذكرَ. الفِهرستُ للطّوسيّ ص : 28   ب ـ قالَ الشّيخُ النّجاشيّ :  أحمدُ بنُ مُحمّدٍ بنِ سعيدٍ بنِ عبدِ الرّحمنِ بنِ زيادٍ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيادٍ بنِ عجلانٍ مَولى عبدِ الرّحمنِ بنِ سعيدٍ بنِ قيسٍ السّبيعيّ الهمدانيّ. هذا رجلٌ جليلٌ في أصحابِ الحديثِ، مشهورٌ بالحفظِ، والحكاياتُ تختلِفُ عنهُ في الحفظِ وعظّمَهُ، وكانَ كُوفيّاً زيديّاً جاروديّاً على ذلكَ حتّى ماتَ، وذكرَهُ أصحابُنا لاِختلاطِه بهِم ومُداخلتِه إيّاهُم وعِظمِ محلِّه وثقتِه وأمانتِه. رجالُ النّجاشيّ ص : 94 .  على أنّنا إذا غضضنا النّظرَ عنِ الجميعِ فإليكَ روايةً صحيحةَ الإسنادِ واضحةَ الدّلالةِ تُبيّنُ السّببَ الرّئيسيَّ في عدمِ إرجاعِ أميرِ المُؤمنينَ (عليهِ السّلام) أرضَ فدكٍ بعدَ تسلُّمِه الخلافةَ : ففي خبرٍ طويلٍ رواهُ الكُلينيُّ في روضةِ الكافي عَن عليٍّ بنِ إبراهيمَ عَن أبيهِ عَن حمّادٍ بنِ عيسى عَن إبراهيمَ بنِ عُثمانَ عَن سُليمٍ بنِ قيسٍ الهلاليّ قالَ خطبَ أميرُ المُؤمنينَ (عليهِ السّلام) فحمدَ اللهَ وأثنى عليهِ ثُمَّ صلّى على النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه) ثُمَّ قالَ ألا إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكُم  ... إلى أن يقولَ : أرأيتُم لَو أمرتُ بمقامِ إبراهيمَ (عليه السّلام) فردَدتُه إلى الموضعِ الذي وضعَهُ فيهِ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وردَدتُ فدكاً إلى ورثةِ فاطمةَ عليها السّلامُ وردَدتُ صاعَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه كما كانَ .. إذاً لتفرّقوا عنِّي. الكافِي 8 / 58