هل المجوس من اهل الكتاب؟

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) سورة الحج في الاية الكريمة وحسب فهمي البسيط قسمت الناس الى ثلاث فئات الذين امنوا ومجموعة من اهل الكتاب والذين اشركوا السؤال هل المجوس من اهل الكتاب؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وردَت كلمةُ (المجوس) مرّةً واحدةً في القرآنِ الكريمِ في قولِه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) وقَد أكّدت بعضُ رواياتِ الرّسولِ (صلّى الله عليه وآله) وأهلِ بيتِه الأطهارِ بأنَّ المَجوسَ لهُم نبيٌّ وكتابٌ، إلّا أنّهُم إنحرَفُوا عنهُ فرفعَه اللهُ عنهُم ومحى ما في صدورِهم ما كانَ منهُ، ففي الرّوايةِ عنِ الإمامِ عليٍّ (عليه السّلام) كما في تفسيرِ نورِ الثّقلين قالَ: (قد أنزلَ اللهُ إليهم كتاباً وبعثَ إليهم رسولاً). وقالَ الإمامُ الصّادقُ (عليهِ السّلام) كما في وسائلِ الشّيعةِ: (إنَّ المجوسَ كانَ لهُم نبيٌّ فقتلوهُ، وكتاباً فأحرقوهُ، أتاهُم نبيُّهم بكتابِهم في إثنَي عشرةَ جلدِ ثورٍ). ولأجلِ ذلكَ أفتى الفقهاءُ سُنّةً وشيعةً بأنّهُم مِن أهلِ الكتابِ وحكمُوا بأخذِ الجزيةِ منهُم، لحديثِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) في الموطّأ: (سُنُّوا بِهِم سُنَّةَ أَهْل الْكِتَابِ) وقد روى العلّامةُ الحلّيُّ في تذكرةِ الفُقهاءِ عَن أميرِ المُؤمنينَ عليٍّ (عليه السّلام) أنّهُ قالَ: (المجوسُ إنّما أُلحِقُوا باليهودِ والنّصارى في الجزيةِ والدّيّاتِ لأنّهُ كانَ لهُم فيما مضى كتابٌ). إلّا أنَّ الفقهاءَ حرّموا الزّواجَ مِن نسائِهم وأكلَ ذبائحِهم بخلافِ اليهودِ والنّصارى، وعليهِ طِبقاً لهذهِ الرّواياتِ وعملاً بفتاوى الفُقهاءِ يُمكنُنا أن نعتبرَ المجوسَ أهلَ كتاب، ولا يعني هذا أنَّ ما عندَ المجوسِ اليومَ مِن عقائدَ وأفكارٍ مصدرُها كتابٌ منَ اللهِ، وإنّما تحملُ الرّواياتُ التي جاءَت في حقِّ المجوسِ وجعلَتهُم أهلَ كتابٍ باعتبارِ ما كانَ وليسَ باعتبارِ ما هو كائنٌ اليومَ مِن إعتقاداتٍ شركيّةٍ وتشريعاتٍ باطلةٍ تدينُ بها المجوسيّةُ.