هل صحيح أن "أبناء الزهراء ع" لايدخلون النار كرامة لها وان ارتكبوا ذنوب فأن الله يبتليهم بالدنيا أو يبعث من ينصحهم أو يشدد عليهم عذاب البرزخ وسكرات الموت ليخفف عنهم ويدخلهم الجنة بغير حساب؟

: اللجنة العلمية

ما دلَّت عليهِ الرّواياتُ هوَ أنَّ خصوصَ ما أنجبَتهُ الزّهراءُ (سلامُ اللهِ عليها) دونَ واسطةٍ هُم مَن لا تمسُّهم النّار، وهُم الحسنُ والحسينُ وزينبُ وأمُّ كلثوم (عليهم السّلام)، أمّا سِوى هؤلاءِ فشأنُهم شأنُ سائرِ النّاسِ، يُحاسبُه اللهُ على عملِه إن كانَ خيراً فخير وإن كانَ شرّاً فشر، وقَد جاءَت رواياتُ الأئمّةِ صريحةً في ذلكَ فعَن الصّدوقِ في معاني الأخبارِ عَن مُحمّدٍ بنِ مروان عَن أبي عبدِ اللهِ (عليه السّلام) قالَ: قلتُ لأبي عبدِ اللهِ (عليه السّلام) هَل قالَ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآله) أنَّ فاطمةَ أحصنَت فرجَها فحرّمَ اللهُ ذُرّيتَها على النّارِ، قالَ (عليه السّلام): نعَم ، عنى بذلكَ الحسنَ والحُسينَ وزينبَ وأمَّ كلثوم عليهم السّلام". ومنها أيضاً ما رواهُ الصّدوقُ عَن حمّادٍ بنِ عُثمان قالَ: قلتُ لأبي عبدِ اللهِ (عليه السّلام): ما معنى قولِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآله) إنَّ فاطمةَ أحصنَتْ فرجَها فحرّمَ اللهُ ذُرّيتَها على النّارِ، فقالَ (عليهِ السّلام): (المُعتَقونَ منَ النّارِ هُم ولدُ بطنِها الحسنُ والحسينُ وزينبُ وأمُّ كلثوم).وفي روايةٍ عنِ الإمامِ الرّضا (عليه السّلام) يتعرّضُ فيها بشكلٍ مُفصّلٍ لردِّ هذهِ الشّبهةِ عندَما حاولَ زيدٌ بنُ موسى التّفاخرَ بنسبِه لرسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآله)، فقَد روى الصّدوقُ بسندِه عنِ الحسنِ بنِ موسى الوشّاءِ البغداديّ قالَ: كنتُ في خُراسانَ معَ عليٍّ بنِ مُوسى الرّضا (عليه السّلام) في مجلسِه، وزيدٌ بنُ موسى حاضرٌ، وقَد أقبلَ على جماعةٍ يفتخرُ عليهم ويقولُ: نحنُ ونحنُ وأبو الحسنِ مقبِلٌ على قومٍ يُحدّثُهم فسمِعَ مقالةَ زيدٍ فالتفتَ إليهِ فقالَ: (يا زيدُ أغرّكَ قولُ بقاليّ الكوفةِ أنَّ فاطمةَ أحصنَتْ فرجَها فحرّمَ اللهُ ذُرّيتَها على النّارِ، واللهِ ما ذلكَ إلّا للحسنِ والحُسينِ وولدِ بطنِها خاصّةً. فأمّا أنْ يكونَ مُوسى بنُ جعفرٍ (عليه السّلام) يطيعُ اللهَ ويصومُ نهارَه ويقومُ ليلَه وتعصيهِ أنتَ ثمَّ تجيئانِ يومَ القيامةِ سواءٌ، لأَنتَ أعزُّ على اللهِ عزَّ وجلَّ منهُ؟ ثمَّ قالَ (عليه السّلام): إنَّ عليّاً بنَ الحُسينِ (عليه السّلام) كانَ يقولُ: لمُحسنِنا كِفلانِ منَ الأجرِ ولمُسيئنِا ضِعفانِ منَ العذابِ).