لماذا استعمل النظم القراني لفظة الانسان مرة واخرى البشر

: اللجنة العلمية

السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه :

يمكنُ أن يكونَ الفرقُ بينَ لفظتي البشرِ والإنسانِ مِن جهةِ إستعمالِهما وورودِهما في القرآنِ العظيمِ وِفقاً لِـما يذهبُ إليه كثيرٌ مِن أهلِ العلمِ مِـمّنْ عرضَ لدراستِهما, فلاحظَ أنّ لفظةَ البشرِ تردُ في مواضعَ مُتعدّدةٍ تدلُّ على المدحِ فمنها: قولُه تعالى: ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا))، وقالَ تعالى :((وَقُلْنَ حاشا لله ما هذا بشراً)) [يوسف:31]  . وقالَ تعالى: ((مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُم تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُم تَدْرُسُونَ )) [آل عمران:79]، أو لتوكيدِ مبدأِ المساوةِ بينَ البشرِ, كما في قولِه تعالى: ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُم)) [الكهفُ:110]. وأمّا الإنسانُ فَيُصاحِبُ ورودَها في القرآنِ أشياءُ توجبُ الذّمَّ, وإليكَ عدّةَ آياتٍ تدلُّ على ذلكَ, فمنها: قالَ تعالى: (ويدعُ الإنسانُ بالشرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا) [الإسراءُ: 11]. وقالَ تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النّساء: 28]. وقالَ تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَو قَاعِدًا أَو قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [يونس:12]. وقالَ تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَات  عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) [هود:9, 10].وقالَ تعالى: (وَآتَاكُم مِن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) [إبراهيم: 34]. ودمتُم سالمينَ.