ما صحة الخبر المنسوب للامام الصادق ع: " المرجع الغير منصب من الله ان أخطأ في حكمه كذب على الله ورسوله وان اصاب لم يؤجر " وهذا قول الامام الصادق

: السيد رعد المرسومي

السلام عليكم ورحمة الله : هذا الكلامُ لا أصلَ لهُ عَن أحدِ العُلماءِ فضلاً عَن نسبتِه إلى الإمامِ الصّادقِ عليه السّلام أو إلى بقيّةِ الأئمّةِ عليهم السّلام, والمشهورُ في هذا المقامِ هوَ حديثُ: (أنَّ المُجتهدَ إذا أصابَ لهُ أجرانِ وإن أخطأَ لهُ أجرٌ واحدٌ)، الواردُ في كتبِ العامّةِ، ومعناهُ: أنَّ المُجتهدَ إذا أتعبَ نفسَه في إستنباطِ الحُكمِ ووصلَ إلى النّتيجةِ الصّحيحةِ الواقعيّةِ, فإنَّ اللهَ سوفَ يثيبُه ويُعطيهِ أجرانِ: أجرٌ على الإجتهادِ، وأجرٌ على الإصابةِ، أمّا إذا سلكَ طريقاً إستنباطيّاً ووصلَ إلى نتيجةٍ خاطئةٍ فاللهُ يعطيهِ أجراً واحِداً ولا يعاقبُه على خطئِه. وقَد نقلَ هذا الحديثَ البُخاريّ في صحيحِه, رقمُ (7352) ، ومسلمٌ برقمِ (1716), وأحمدُ بنُ حنبلٍ في مُسندِه ( 4: 198 ) عَن عمرو بنِ العاصِ عنِ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه): بلفظِ (إذا حكمَ الحاكمُ فاجتهدَ فأصابَ، فلهُ أجرانِ وإذا حكمَ فاجتهدَ فأخطأَ فلهُ أجرٌ. وابنُ الجارودِ في المُنتقى (1/249), وابنُ بطّةَ في الإبانةِ الكُبرى (2/559) عَن أبي هُريرةَ عنِ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله): بلفظِ (إذا اجتهدَ الحاكمُ فأصابَ، فلهُ أجرانِ ...إلخ). 

هذا معَ التّنبيهِ على أنَّ هذا الحديثَ لَم يرِد في كُتبِنا المُعتبرةِ، وإنِ إشتُهرَ على الألسنِ, وذكرَهُ بعضُ الأُصوليّينَ المُتأخّرينَ في بيانِ حالِ المُخطّئةِ مُقابلَ المُصوّبَةِ، ويظهرُ أنَّ طائفةً منَ الأصحابِ تلقّوا مضمونَهُ بالقبولِ. 

وتجدرُ الإشارةُ هُنا إلى أنَّ المقصودَ بالمُجتهدِ أو الحاكمِ في كلماتِ الأعلامِ هوَ ذلكَ الذي لهُ الأهليّةُ الكاملةُ للإفتاءِ، والذي يثابُ على عملِه، وأمّا الذي يُفتي بغيرِ علمٍ وليسَ أهلاً لهُ، فقَد وردَ عنِ الإمامِ الباقرِ (عليه السّلام) قولُه: (مَن أفتى النّاسَ بغيرِ علمٍ ولا هُدى منَ اللهِ لعنَتهُ ملائكةُ الرّحمةِ وملائكةُ العذابِ ولحقَهُ وزرُ مَن عملَ بفُتياهُ).) ينظر: وسائلُ الشّيعةِ: 27 /220 حديثُ (1) كتابُ القضاءِ البابِ (7). ودمتُم سالِمينَ.