هل تزوج الإمام المهدي؟

هل ان الامام المهدي عجل الله فرجه متزوج .. وهل ان لديه اولاد؟

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم ورحمة الله

معَ أنّهُ لا مانعَ عقليَّ مِن وجودِ ذلكَ إلّا أنّهُ لا يمكنُ إثباتُه لمُجرّدِ الإمكانيّةِ العقليّةِ، فإنَّ تحصيلَ العلمِ في مثلِ هذهِ القضايا لا يتحقّقُ إلّا مِن خلالِ الأخبارِ المَوثوقةِ، ولا وجودَ لمثلِ هذهِ الأخبارِ التي تُؤكّدُه بشكلٍ يحصلُ معهُ الإطمئنانُ واليقينُ، وما يمكنُ الإستدلالُ بهِ في هذا الخصوصِ غيرُ ثابتٍ وغيرُ مُكتملِ الدّلالةِ، ولِذا نجدُ أنَّ العُلماءَ مِن أمثالِ المُفيدِ، والطّبرسيّ، لَم يرتَضوا ذلكَ، لعدمِ وجودِ الأدلّةِ الصّريحةِ التي يمكنُ الإستنادُ عليها في إثباتِ الزّوجةِ والذّرّيّةِ للإمامِ المهديّ المُنتظَر (عليه السّلام).  

أمّا الأخبارُ التي قَد يتمسّكُ البعضُ بدلالتِها على وجودِ الأولادِ للإمامِ المهديّ (عليه السّلام) فهيَ غيرُ كاملةِ الدّلالةِ، مثلَ روايةِ الشّيخِ الطّوسيّ في كتابِ الغيبةِ، حيثُ جاءَ فيها عنِ الإمامِ الصّادقِ (عليه السّلام): (لا يطّلعُ على موضعِه أحدٌ مِن ولدهِ ولا غيرِه، إلّا المولى الذي يلي أمرَه) (الغيبةُ ص 102) و قد يُفهمُ مِن لفظةِ ولدِه أنَّ للإمامِ (عليهِ السّلام) أولادٌ، إلّا أنّهُ لا يصحُّ الإستدلالُ بها؛ وذلكَ لأنَّ الشّيخَ محمّداً بنَ إبراهيمَ بنِ جعفرٍ النّعماني، و الذي هوَ مِن عُلماءِ القرنِ الثّالثِ الهِجريّ، قد رَوى نفسَ هذهِ الرّوايةِ بعبارةٍ أُخرى لَم يأتِ فيها ذكرُ الولدِ وهيَ: (لا يطّلعُ على موضعِه أحدٌ مِن وليٍّ، ولا غيرِه) فمعَ وجودِ هذا الإختلافِ بينَ الرّوايتينِ معَ أنّهُما روايةٌ واحدةٌ فإنّها تسقطُ عَن صلاحيّةِ الإستدلالِ بخصوصِ محلِّ الشّاهدِ وهوَ وجودُ الأولادِ. (السّيّدُ الصّدرُ تاريخُ الغيبةِ الكُبرى ص 70)، ولَو سلّمنا بصحّةِ الرّوايةِ فإنّها لا تدلُّ على زمانِ وجودِ الأولادِ للإمامِ (عليه السّلام)، فقَد يكونُ المقصودُ أنّهُ سيولدُ لهُ (عليه السّلام) مِن غيرِ تحديدٍ لزمنٍ مُعيّنٍ. 

 كما يمكنُ الإستدلالُ بما جاءَ عنِ الإمامِ الرّضا (عليه السّلام) في الدّعاءِ للإمامِ المهديّ (عليه السّلام)، قوله: (اللّهمَّ أعطِه في نفسِه، وأهلِه وولدِه وذُرّيّتِه، وجميعِ رعيّتِه ما تقرُّ بهِ عينُه، وتسرُّ بهِ نفسُه، وتجمعُ لهُ مُلكَ المملكاتِ كلِّها، قريبِها وبعيدِها، وعزيزِها وذليلِها، حتّى يجري حكمُه على كلِّ حكمٍ، ويغلبَ بحقِّه على كلِّ باطلٍ ...) (جمالُ الأسبوعِ بكمالِ العملِ المَشروعِ ص510) إلّا أنّهُ لَو سلّمنا بهذهِ الرّوايةِ مِن حيثُ السّندِ فإنَّ غايةَ ما يدلُّ عليهِ هذا الدّعاءُ الذي صدرَ عنِ الإمامِ الرّضا (عليهِ السّلام) قبلَ ولادةِ الإمامِ المهديّ (عليه السّلام) بأكثرِ مِن نصفِ قرنٍ هوَ أنّهُ سيكونُ ثمّةَ مهديٌّ للأمّةِ، وأنّهُ سوفَ يُولَدُ لهُ أولادٌ، وليسَ فيهِ ما يدلُّ على زمانِ حدوثِ ذلكَ هَل في أوّلِ عُمرِه أم بعدَ ظهورِه الشّريفِ؟  

وهكذا إذا تتبّعنا ما يمكنُ الإستدلالُ بهِ لوجَدنا أنّهُ إمّا غيرُ ثابتٍ وإمّا أنّهُ لا يدلُّ على المَطلوبِ بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ، وعليهِ نحنُ لَسنا مُكلّفينَ إلّا بالإعتقادِ بولايتِه ووجودِه لا أكثرَ ولا أقل، ولا حاجةَ للخوضِ في مثلِ هذهِ الأمورِ وتكلّفِ علمِ ما لا يمكنُ تحصيلُه.