أليس قول يا محمد يا علي اكفياني فإنّكما كافيان خلاف القرآن الكريم، حيث أنّ الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه الكريم: (أليس الله بكاف عبده) وقال في آية أخرى: (ليس لهم من دون الله كاف ولا نصير)؟

تقرير الشبهة: إنّ التوسّل برسول الله (صلى الله عليه واله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) مخالف لكتاب الله تعالى لأنّ الله تعالى هو من ينبغي التوسل به.

: اللجنة العلمية

أولاً: إنّ مما لا شك فيه أنّ كل شيء هو بيد الله تبارك وتعالى، وأنّ الكافي الحقيقي هو الله سبحانه.

ثانياً: إنّ الوسيلة الى شيء لا تعني الغاء ذلك الشيء، فالتوسّل بالنبي وأهل بيته (عليهم السلام) كشفعاء الى الله تبارك وتعالى لا يعني نزع سلطان الله، وإزالته عن حاكميّته وملكه.

ثالثاً: إنّ الله تبارك وتعالى هو من أذن لنا بذلك، حيث قال: (يا أيّها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)(1)، وقد بيّن علماء المسلمين أنّ المراد منها هو التوسّل برسول الله (صلى الله عليه واله)، وقد ورد من طرقنا أنّ الوسيلة هي معرفة الإمام (عليه السلام).

رابعاً: إنّ من يتوسل برسول الله (صلى الله عليه واله)، أو بالإمام (عليه السلام)، لهو يعلم علم اليقين بأنّ من توسّل بهم ما هم إلاّ عباد مكرمون، وليسوا بأرباب أبداً حتى يلزم منه الشرك.

خامساً: إنّ تاريخ المسلمين حافل بتوسّلات صدرت من كبار الصحابة، مثل ما حصل في أيام عمر بن الخطاب أيام الجفاف حيث توسّل بالعباس بن عبد المطلب لاستمطار السماء.

والخلاصة: 

1- إنّ حاكمّية الله تبارك وتعالى ثابتة والتوسّل لا يعني إلغاءها.

2- مشروعيّة التوسّل بالنبي وأهل بيته الكرام ثابت بنص الشريعة المقدسة وبإجماع المسلمين.

3- المتوسل انما يتوسل بهم بما هم عباد لله تعالى وليس بما هم أرباب.

4- التاريخ حافل بتوسّلات عديدة فعلها كل المسلمين. 

________________________

 (1) المائدة / ايه 35