ماهي الامور التي يبحثها علم العقيدة؟ وايهما اسبق علم الكلام ام علم اصول الفقه؟ ولماذا؟

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله

علمُ العقيدة أو المعارفِ الإلهية وهو ذلك العلمُ الذي يبحثُ فيه عن الأمور التي ينبغي للإنسان أن يعرفها ويعلمها ومن ثمّ يؤمن بها ويعقدُ قلبه عليها .

فهي الأمور التي ترتبط بجانب المعرفة والاعتقاد ، لا ما يرتبط بمقام العمل والفعل .

وأهمّها خمسة أصول : 

1- مباحثُ وجود الله ووحدته وصفاته الثبوتية ( كالعلم والقدرة والحكمة والكلام وغيرها ) والسلبية ( كنفيّ الجسم والرؤية والحيز والجهة والإتحاد وغيره )

2- مباحثُ العدل الإلهي ، وإختيارية الإنسان ، والتحسينُ والتقبيح العقليين ، وأنّ الله يفعل لغرض .

3- مباحثُ النبوة ، وضرورة بعثة الأنبياء  وكيفية ثبوت نبوة مدّعي النبوة ، ومعاجز الأنبياء ، وعصمتهم ، ونبوّة خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله) ، والقرآن الكريم بكونه معجزاً .

4- مباحثُ الإمامة : وضرورة النصّ على الإمام ، وعصمته ، وإمامة الأئمة الإثني عشر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

5- مباحثُ المعاد ، وعالم الموت والبرزخ ، وأشراط الساعة ، والقيامة ، والميزان والحساب والكوثر والشفاعة والصراط ، والجنة والنار .

 

- وعلمُ الكلام على مستوى الوجود الخارجي ، وما قبلَ مرحلة التدوين ، أسبق من علم أصول الفقه ، لأنّ أوّل مَن ألّفَ في أصول الفقه هو هشام بن الحكم ، صاحب الإمام الصادق والكاظم عليهما السلام ، أو محمد بن إدريس الشافعي إمام المذهب الشافعي ، وعلم الكلام قديم ، هدفه الدفاع عن الأديان .

وعلمُ الكلام الإسلامي هدفهُ الدفاع عن الإسلام ، وكلّ مَن كتب فيه فبالمنظار الذي يرى الإسلام حقاً من خلاله ، ولذا تناقضت الآراء واختلفت في كتب الكلام وسببهُ يعود إلى إختلاف المذاهب والمناهج .

ويمكنني أن أقولَ بضرسٍ قاطع - ولعله لم يسبقنا إليه أحد - أنّ مؤسس علم الكلام في الإسلام هي سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ، حيث إنها أوّل شخصية دافعت عن الإسلام والنبوة من خلال الدفاع عن الأصل الرابع من أصول الدين ، وهو إمامة أمير المؤمنين (ع) ، بل منصب الإمامة الإلهية ، وصرّحت بشكل واضح في خطبها أنّ الإمامة امتدادٌ للنبوّة ، وحذّرت من تداعيات زحزحتها عن أصحابها الشرعيين . 

وحاججتِ الغاصب الأول في حقوقها وحقوق قربى النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وطعنت في شرعية السقيفة ومؤسّسيها بشكل واضح وجلي .

ومَن يطالع خطبها وبياناتها ومحاججاتها ، يرى تأسيساً واضحاً ورسماً لمعالم منهج يقدّم لنا الإسلام بصورته الحقيقية الواقعية ، في مقابل الخط الذي أراد اختطاف الإسلام من خلال السقيفةِ والشورى .

خطبتها في المسجد المسماة بالخطبة الفدكية والأخرى بنساء المهاجرين والأنصار كفاية لرؤية هذا المنهج بوضوح .