ما صحة هذا الحديث (الحديث في امور الدنيا اثناء اذان المغرب يحبط عمل سبعين سنه )

هناك حديث قالته احدى المدرسات في احدى المدارس الدينيه وهو ما معناه ان : الحديث في امور الدنيا اثناء اذان المغرب يحبط عمل سبعين سنه ! هل يوجد هكذا حديث يقول به ائمتنا المعصومين مع جزيل الشكر

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكُم ورحمةُ الله 

لقَد وردَت عدّةُ آياتٍ قرآنيّةٍ وأحاديثَ شريفةٍ وآثارٍ في إحباطِ العملِ، فمنَ الآياتِ الكريمة: 

1-قولُه تعالى:{يَسأَلُونَكَ عَنِ الشَّهرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُل قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفرٌ بِهِ وَالمَسجِدِ الحَرَامِ وَإِخرَاجُ أَهلِهِ مِنهُ أَكبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالفِتنَةُ أَكبَرُ مِنَ القَتلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم حَتَّى يَرُدُّوكُم عَن دِينِكُم إِنِ استَطَاعُوا وَمَن يَرتَدِد مِنكُم عَن دِينِهِ فَيَمُت وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَت أَعمَالُهُم فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة : 217]. 

{2- قوله تعالى:{اليَومَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُم وَطَعَامُكُم حِلٌّ لَهُم وَالمُحصَنَاتُ مِنَ المُؤمِنَاتِ وَالمُحصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم إِذَا آتَيتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحصِنِينَ غَيرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخدَانٍ وَمَن يَكفُر بِالإِيمَانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ} [المائدة : 5]. 

{3- قوله تعالى:{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَلَو أَشرَكُوا لَحَبِطَ عَنهُم مَا كَانُوا يَعمَلُونَ} [الأنعام : 88]. 

{4- قوله تعالى:{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَت أَعمَالُهُم هَل يُجزَونَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعمَلُونَ} [الأعراف : 147]. 

{5- قوله تعالى:{أَشِحَّةً عَلَيكُم فَإِذَا جَاءَ الخَوفُ رَأَيتَهُم يَنظُرُونَ إِلَيكَ تَدُورُ أَعيُنُهُم كَالَّذِي يُغشَى عَلَيهِ مِنَ المَوتِ فَإِذَا ذَهَبَ الخَوفُ سَلَقُوكُم بِأَلسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الخَيرِ أُولَئِكَ لَم يُؤمِنُوا فَأَحبَطَ اللَّهُ أَعمَالَهُم وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [الأحزاب : 19]. 

  {6- قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضوَانَهُ فَأَحبَطَ أَعمَالَهُم} [محمّد:28]. 

{7- قولُه تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيئًا وَسَيُحبِطُ أَعمَالَهُم} [محمد : 32]. 

{8- قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرفَعُوا أَصوَاتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجهَرُوا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمَالُكُم وَأَنتُم لَا تَشعُرُونَ} [الحجرات : 2]. 

ومنَ الأحاديثِ الشّريفة: 

1-ما رويَ عَن رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، أنّه قالَ: إنّ العجبَ ليفسدُ عملَ سبعينَ سنةٍ، كما في الجامعِ الصّغيرِ للسّيوطيّ (ج1/ص318).ورواهُ الدّيلميّ. 

2-ما أوردَه الشّيخُ الكُلينيّ في الكافي (ج2/ص384) بإسنادِه إلى زرارةَ قالَ سألتُ أبا عبدِ اللهِ ( عليهِ السّلام ) عَن قولِ اللهِ عزّ وجل : " ومَن يكفُر بالإيمانِ فقَد حبطَ عملُه؟ " قالَ : تركُ العملِ الذي أقرَّ بهِ ، مِن ذلكَ أن يتركَ الصلّاةَ مِن غيرِ سقمٍ ولا شُغل. 

2-ما أوردَهُ الصّدوقُ في الأمالي، (ص548) بإسنادِه إلى رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، أنّه قالَ:...ولقَد أنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ إليَّ ( يا أيّها الرّسولُ بلِّغ ما أنزلَ إليكَ مِن ربّكَ ) يعني في ولايتِك يا عليّ ( وإن لم تفعَل فما بلّغتَ رسالتَه ) ( 1 ) ولو لَم أبلِّغ ما أمرتَ بهِ مِن ولايتِك لحبطَ عملي ، ومَن لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ بغيرِ ولايتِك فقَد حبطَ عمله. 

3-ما أوردَهُ العامليّ في الإنتصارِ، ج ٩/ص ٢٠٢ عن كتابِ نهجِ البلاغةِ: أنَّ عليّاً عليهِ السّلام قالَ : مَن ضربَ يدَه عندَ مصيبةٍ على فخذِه فقَد حبطَ عمله.

ومنَ الآثار: 

1-ما أوردَهُ إبنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ (ج30/ص401) بإسنادِه إلى ربعي بن حراش أنّه قالَ: قذفُ المُحصنةِ يهدمُ عملَ سبعينَ سنةً وشتمُ أبي بكرٍ وعُمر يهدمُ عملَ مائةِ سنة. 

2-ما أوردَه إبنُ عساكرَ أيضاً في تاريخِ دمشقَ (ج8/ص278) بإسنادِه إلى الشّافعيّ أنّه قالَ: ما ناظرتُ أحداً فأردتُ بمناظرتي إيّاهُ غيرَ اللهِ ولا أردتُ الجدالَ وذلكَ أنّه بلغني أنَّ مَن ناظرَ أخاهُ في العلمِ وكانَ ُمناظرتُه إياهُ يريدُ الغلبةَ أحبطَ اللهُ لهُ عملَ سبعينَ سنةً.

والظّاهرُ أنّه ليسَ هناكَ روايةٌ مُسندةٌ عَن رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) في حبطِ عملِ سبعينَ سنةً إلّا روايةً واحدةً رواها السّيوطيّ والدّيلميّ في مسألةِ العُجبِ، وليسَ مثلُ هذهِ الرّوايةِ مذكورةً عَن طرقِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام. وأمّا ما وردَ عَن ربعي بنِ حراش في مسألةِ قذف المُحصنةِ فهو تابعيّ، وعلى هذا فخبرُه يعدُّ مقطوعاً طبقاً لقواعدِ علمِ الحديثِ. وهكذا الحالُ بالنّسبةِ لِما قالَهُ الشّافعيّ. هذا ما لدينا باختصارٍ عَن هذهِ المسألةِ ودمتُم سالِمين.