ما هوَ أصلُ عرسِ القاسم؟
السّلامُ عليكم ورحمة الله،
إنَّ قضيّةَ زواجِ القاسمِ لم تذكرهُ المصادرُ المُعتبرةُ والمقاتلُ المُعتمدُ عليها، وإن حاولَ بعضُ الأعلامِ إثباتَ هذهِ الحادثة، كالدّربندي في كتابه ( أسرار الشّهادات ).
نعم، وردَت روايةُ في مُنتخبِ الطريحي مِن دونِ سندٍ يُذكَر أنَّ الإمامَ الحُسينَ (عليه السّلام) قد عقدَ في يومِ العاشرِ مِن مُحرّمٍ على إبنتِه منَ القاسمِ، ولم تذكُر الرّوايةُ إسمَ إبنةِ الإمامِ (عليهِ السّلام). ولكنَّ الشّيخَ فخرَ الدّينِ الطريحي (رحمَهُ الله) صاحبَ المُنتخبِ تُوفّيَ في القرنِ الحادي عشرَ الهجري، فهوَ منَ المُتأخّرينَ جدّاً، ولم يذكُر حسبَ الظّاهرِ مِن أيّ كتابٍ أخذَ أو مَن الذي روى هذا الحديث.
هذا معَ العلمِ أنّ الدّربندي في (إكسيرِ الشّهاداتِ) بعدَ أن نقلَ عَن بعضِ الحذّاقِ في فنونِ الأخبارِ والآثارِ قوله: (إنَّ تلكَ الحكايةَ لم أخلِف فيها بأثرٍ مُعتبرٍ) حاولَ تقويةَ الظنِّ بحصولِها وذلكَ بإيرادِ بعضِ المؤيّداتِ التي لا تعدو كونَها مبنيّةً على الذّوقِ والإستحساناتِ، وهذا الأمرُ لا ينفعُ في مقامِ الإستدلالِ كما لا يخفى، ولذلكَ فإنّ عدداً منَ المُحقّقينَ المُتأخّرينَ ردّوا هذهِ الحكايةَ وأوردوا على ذلكَ عدّةَ مُناقشاتٍ حاصِلها: أنَّ الوقتَ لم يكُن مُناسِباً ولا كانَ يتّسعُ لذلكَ، وأنّ سُكينةَ إبنةَ الإمام (عليهِ السّلام) كانَت زوجةً لعبدِ اللهِ بنِ الحسنِ أخِ القاسمِ الذي إستشهدَ قبلَ أخيهِ بقليلٍ، فمتى تزوّجَها القاسمُ، وأمّا فاطمةُ الكُبرى فقد كانَت زوجةَ الحسنِ الذي جُرحَ في كربلاء وشُفيَ بعدَ ذلكَ وقد كانَ جاءَ إلى عمِّه الحُسينِ (عليه السّلام) خاطِباً فاختارَ لهُ إبنتَه فاطمة لأنّها أشبهُ بجدّتِها الزّهراءِ (عليها السّلام)، وأمّا فاطمةُ الصّغرى فقد خلّفَها الحُسينُ (عليه السّلام) في المدينةِ لمرضِها، وأمّا رُقيّةُ فقَد كانَت صغيرةَ السن.
وتجدرُ الإشارةُ إلى أنّنا لم نعرِف أيَّ فاطمةٍ قصدَها الدّربنديُّ بأنّها زوجةُ القاسمِ وعَن أيّ مصدرٍ نقلَ ذلكَ، وقد ذكروا أيضاً أنَّ القاسمَ لم يكُن قد بلغَ الحُلمَ يومَ عاشوراء، معَ خلوِّ المقاتلِ المعروفةِ مِن ذكرِ هذهِ الحكايةِ. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق