هل الخنازيرُ والقردةُ الموجودةُ الآنَ هُم أصحابُ السّبتِ، وإذا لم يكونوا هُم، فمَن هُم المعذّبونَ إلى يومِ القيامةِ، وهلِ العذابُ في البرزخِ؟  

(قولهُ تعالى: وإذ تاذّنَ ربّك ليبعثنّ عليهم إلى يومِ القيامةِ مَن يسومُهم سوءَ العذابِ) [الأعراف: 167]. السّؤالُ هوَ: هل الخنازيرُ والقردةُ الموجودةُ الآنَ هُم أصحابُ السّبتِ، وإذا لم يكونوا هُم، فمَن هُم المعذّبونَ إلى يومِ القيامةِ، وهلِ العذابُ في البرزخِ؟  

: السيد رعد المرسومي

 السّلامُ عليكم ورحمة الله،  

 إنَّ اليهودَ الذينَ مُسخوا قردةً وخنازير لم يبقوا على قيدِ الحياةِ بعدَ مسخِهم إلّا ثلاثةَ أيّامٍ طِبقاً لمشهورِ الرّواياتِ الواردةِ في هذا الصّددِ، ففي كتابِ (مَن لا يحضرُه الفقيه) للشّيخِ الصّدوقِ (ره) (3/213) قالَ: وقد رويَ أنّ المُسوخَ لم يبقَ أكثرَ مِن ثلاثةِ أيّام. وفي كتابِ مجمعِ البيانِ للطبرسيّ (ره) (2/493) وردَت الرّوايةُ عن إبنِ مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله: إنّ االلهَ تعالى لم يمسَخ شيئاً فجعلَ لهُ نسلاً وعقباً، وعليهِ فالقردةُ والخنازيرُ الموجودةُ الآنَ ليسوا هم الممسوخين مِن أصحابِ السّبت.  

وأمّا المُرادُ بالمُعذّبينَ إلى يومِ القيامةِ فالذي عليهِ جمهورُ المُفسّرينَ (منَ الفريقينِ) أنّهم اليهودُ الذينَ بقوا بعدَ نبيّ اللهِ سليمان عليهِ السّلام والذينَ ساروا على نهجِ آبائِهم وأجدادِهم في الطّغيانِ والتكبّرِ والفسادِ في الأرضِ، إذ بعثَ اللَّهُ عليهم بعدَ سليمان عليهِ السّلام بختنصر فخرّبَ ديارَهم وقتلَ مُقاتليهم وسبى نساءَهم وذراريهم وضربَ الجزيةَ على مَن بقيَ منهم ، وكانوا يؤدّونها إلى المجوسِ حتّى بعثَ اللَّهُ مُحمّداً صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم ففعلَ ما فعلَ ثمَّ ضربَ عليهم الجزيةَ فلا تزالُ مضروبةً إلى آخرِ الدّهر. [ينظر: تفسيرُ كنزِ الدّقائقِ للميرزا محمّد المشهديّ (ج5،ص218)، والجوهرُ الثّمينُ في تفسيرِ كتابِ اللهِ المُبين للسيّدِ عبدِ اللهِ شبّر، (ج2/ص413)، وأنوارُ التنزيلِ وأسرارُ التأويلِ، عبدُ اللهِ بنُ محمّدٍ الشيرازي الشافعي البيضاوي، ج3/ص ٤٠)، وغيرُهم . وهذا العذابُ إنّما هوَ في الدّنيا، ولهُم عذابٌ آخرُ في البرزخِ. ودمتُم سالِمين.