دوافعُ ثورةِ زيدٍ الشهيد (رض)  

وممَّن تقبّلَ مذاهبَ الأسلافِ في إباءِ الضيمِ وكراهيةِ الذلِّ واختارَ القتلَ على ذلك وأن يموتَ كريماً أبو الحسينِ زيدٌ بنُ عليٍّ بنِ الحسينِ بن عليٍّ بنِ أبي طالب أمُّه أمُّ ولدٍ وكانَ السبب.   ما صحّةُ أنَّ سببَ خروجِ زيدٍ بنِ الإمامِ زينِ العابدينَ عليهما السّلام على بني مروان هوَ خصومةٌ ماليّةٌ معَ ابنِ عمّه، فقد ذكرَ ابنُ أبي الحديدِ في شرحِ نهجِ البلاغة:  في خروجِه وخلعِه طاعةَ بني مروان أنّهُ كانَ يخاصمُ عبدَ اللهِ بنَ حسنٍ بنِ حسن بنِ عليٍّ بن أبي طالب ع في صدقاتِ عليٍّ ع هذا يخاصمُ عن بني حُسين وهذا عن بني حسن..   

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :   

خرجَ زيدٌ الشهيدُ آمراً بالمعروفِ ناهياً عن المُنكر، للقضاءِ على السلطةِ الأمويّة، وإرجاعِ الأمورِ إلى أصحابِها الشرعيّين، فإنّ الأمويّينَ قد أغرقوا العالمَ الإسلاميَّ بالظلمِ والفسادِ والبدعِ وإذلالِ المُسلمين، والعداءِ للنبيّ (ص) والإسلامِ، وبُغضِ أهلِ البيتِ (ع)، وسبِّ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ بنِ أبي طالب (ع) على منابرِ العالمِ الإسلامي، فخرجَ زيدٌ على الأمويّينَ بشعارِ يا لثاراتِ الحُسين.   

قالَ الشيخُ المُفيد: وكانَ زيدٌ بنُ عليٍّ بنِ الحُسينِ عينَ إخوتِه بعدَ أبي جعفرٍ عليهِ السّلام وأفضلَهم، وكانَ عابداً ورعاً فقيهاً سخيّاً شُجاعاً، وظهرَ بالسيفِ يأمرُ بالمعروفِ وينهى عن المُنكر، ويطالبُ بثاراتِ الحُسين عليهِ السّلام . (الإرشادُ للمُفيد: 2 / 171).  

روى الكُليني بسندٍ صحيحٍ عن الإمامِ الصّادقِ (ع) قالَ: فإنّ زيداً كانَ عالماً، وكانَ صدوقاً ولم يدعُكم إلى نفسِه، إنّما دعاكُم إلى الرّضا مِن آلِ محمّد (عليهم السّلام) ولو ظهرَ لوفى بما دعاكُم إليه، إنّما خرجَ إلى سلطانٍ مُجتمعٍ لينقُضَه. (الكافي: 8 / 264).  

عن البابكي – واسمُه عبدُ اللهِ بنُ مسلمٍ بنِ بابك - قالَ: خرجنا معَ زيدٍ بنِ عليٍّ إلى مكّةَ فلمّا كانَ نصفُ الليلِ واستوَت الثريّا، فقالَ: يا بابكيّ أما ترى هذهِ الثريّا أترى أحداً ينالها؟ قلتُ: لا، قالَ: واللهِ لوددتُ أنَّ يدي مُلصقةٌ بها فأقعُ إلى الأرضِ أو حيثُ أقعُ فأتقطّعُ قطعةً قطعة وأنّ اللهَ أصلحَ بينَ أمّةِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم. (مقاتلُ الطالبيّينَ لأبي الفرجِ الأصفهاني، ص87).  

وقالَ ابنُ عساكر: قالَ مُحمّدٌ بنُ عمير: إنَّ أبا الحسينِ لمّا رأى الأرضَ قد أطرقَت جوراً، ورأى قلّةَ الأعوانِ وتخاذلَ النّاس، كانَت الشهادةُ أحبُّ الميتاتِ إليه، فخرجَ وهوَ يتمثّلُ بهذينِ البيتين:  

 إنَّ المحكّمَ ما لم يرتقب حسداً * لو يرهبُ السيفُ أو وخزُ القنا هتفا  

 مَن عاذَ بالسيفِ لاقى فرجةً عجباً * موتاً على عجلٍ أو عاشَ فانتصفا (تاريخُ دمشق: 19 / 467).  

ونقلَ عن زيدٍ أنّه قال: وإنّما خرجتُ على بني أميّة الذينَ قاتلوا جدّي الحُسين، وأغاروا على المدينةِ يومَ الحرّة، ثمَّ رموا بيتاً للهِ بحجرِ المِنجنيق. (الفَرقُ بينَ الفِرق لابنِ طاهرٍ البغدادي، ص25).  

  

وكانَ رضوانُ اللهِ عليه قد خطّطَ للنهضةِ والثورةِ مُسبقاً، قبلَ سفرِه إلى الشامِ والتقائهِ بهشام، كما سيأتي بيانُه.  

  

ولكن ممّا أشعلَ فتيلَ الثورةِ عدّةُ أمور:   

منها: ما رآهُ مِن هشامٍ بنِ عبدِ الملكِ الطاغيةِ الفاسقِ الفاجرِ الظالمِ الغشوم، فإنّهُ رأى منهُ في الشامِ ما لا يمكنُ السكوتُ عليه.  

فإنّ زيداً الشهيدَ دخلَ على هشام واعظاً له، آمراً إيّاهُ بتقوى الله، ولكنّ هشام تجبّرَ وتكبّرَ وتغطرسَ، وقامَ بإهانةِ زيدٍ واحتقارِه، وسبّ الإمامِ الباقر (ع) وإهانتِه، وسمعَ سبَّ رسولِ اللهِ (ص) في مجلسِ هشامٍ بالشام!  

روى الخوارزميُّ بسندِه عن جابرٍ الجُعفي قالَ: قالَ محمّدٌ الباقر (عليه السلام): إنّ أخي زيداً بنَ عليٍّ خارجٌ فمقتولٌ على الحقِّ فالويلُ لمَن خذلَه، والويلُ لمَن حاربَه، والويلُ لمَن يقتله.  

قالَ جابرٌ: فلمّا أزمعَ زيدٌ بنُ عليٍّ على الخروجِ قلتُ له: إنّي سمعتُ أخاكَ يقولُ كذا وكذا.   

فقالَ لي: يا جابر ! لا يسعُني أن أسكنَ وقد خُولِفَ كتابُ الله، وتُحوكِمَ إلى الجبتِ والطاغوت، وذلكَ أنّي شهدتُ هشاماً ورجلاً عندَه، يسبُّ رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم)، فقلتُ للسّابِّ: ويلكَ يا كافر ! أما إنّي لو تمكّنتُ منكَ لاختطفتُ روحَك وعجّلتُكَ إلى النّار. فقالَ لي هشام: مَه عَن جليسنا يا زيد ! فواللهِ لو لم أكُن إلاّ أنا ويحيى ابني لخرجتُ عليهِ وجاهدتُه حتّى أفنى. (مقتلُ الحُسينِ للخوارزمي: 2 / 113).  

وقالَ الدينوري: دخلَ زيدٌ بنُ عليّ على هشام فقالَ : ما فعلَ أخوكَ البقرة؟ قالَ زيدٌ : سمّاهُ رسولُ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عليهِ وسلّم باقراً وتُسمّيهِ بقرة ! لقد اختلفتُما. (عيونُ الأخبارِ لابنِ قتيبة: 1 / 312).  

  

وممّا أشعلَ فتيلَ الثورة: أنّه كانَت لهُ شكاياتٌ كثيرةٌ على والي المدينة، فذهبَ إلى الشامِ للشكايةِ، ولكنَّ هشام لم يسمَع منهُ شيئاً، وكانَ يردُّه ويقولُ

له: اِرجع إلى واليك ! روى الطبريُّ: وشخصَ زيدٌ إلى هشامٍ بنِ عبدِ الملكِ فجعلَ هشامٌ لا يأذنُ له فيرفعُ إليهِ القصصَ فكلّما رفعَ إليه قصّةً كتبَ هشامٌ في أسفلِها ارجِع إلى أميرِك فيقولُ زيدٌ واللهِ لا أرجعُ إلى خالدٍ أبداً وما أسألُ مالاً إنّما أنا رجلٌ مخاصِم. (تاريخُ الطبري: 5 / 486).  

وهذا يكشفُ أنّهُ كانَت لهُ شكاياتٌ ومظالمُ كثيرةٌ على الوالي، أرادَ أن يلفتَ هشاماً إلى تلكَ الجرائم.

وممّا أشعلَ فتيلَ الثورةِ: مُلاحقةُ الأمويّينَ له، واتّهامُه بشتّى الطرقِ والوسائل، فقد اتّهموهُ بأموالِ خالدٍ بنِ عبدِ اللهِ القسري، وطلبوهُ إلى الشام، ومِن ثمَّ أرسلوهُ إلى الكوفةِ لإكمالِ التحقيقِ، وتبيّنَ في النتيجةِ أنّ الأمرَ دسيسةٌ أمويّة، الغرضُ منها إذلالهُ وإهانته وسحبُه إلى المحاكم، وتشويهُ سُمعتِه، ليجدوا مُبرّراً قانونيّاً لقتلِه.   

  

ولكن ذكروا بعضَ الأسبابِ غيرَ ذلك:  

قيلَ: معاملةُ هشامٍ السيّئةُ له: قالَ ابنُ عساكر: زيدٌ بنُ عليٍّ بنِ الحُسينِ بنِ عليٍّ بنِ أبي طالب أبو الحسينِ الهاشمي مِن أهلِ المدينةِ وفدَ على هشامٍ بنِ عبدِ الملكِ فرأى منهُ جفوةً فكانَ ذلكَ سببَ خروجِه وطلبه الخلافةَ وخرجَ بالكوفة. (تاريخُ مدينةِ دمشق: 19 / 451).  

أقولُ: ليسَ هذا هوَ السببُ الحقيقي، فيمكنُ اعتبارُ ما رآهُ زيدٌ في الشامِ مِن أسبابِ إشعالِ فتيلِ الثورة، وليسَت جفوةُ هشامٍ هيَ السّبب، والدليلُ على ذلك: أنّهُ رويَ مُستفيضاً أنّ هشام خاطبَه بأنّكَ تطمحُ إلى الخلافةِ وأمُّك أمة ! (الإرشادُ للمُفيد: 2 / 173، البيانُ والتبيينُ للجاحظ، ص164، السيرةُ الحلبيّة: 2 / 208، عمدةُ الطالبِ لابنِ عنبة، ص255، ).  

وهذا يرشدُنا أنّه تناهى إلى سمعِ هشامٍ أنَّ زيداً طالبٌ للحُكمِ والخلافة، ولذا عنّفَه في الحديثِ وجفاه.  

ويدلُّ عليه أيضاً: ما رواهُ ابنُ عساكرَ بسندِه عَن عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللهِ الزّهري قالَ: دخلَ زيدٌ بنُ عليٍّ مسجدَ رسولِ اللهِ (ص) نصفَ النهارِ في يومٍ حار مِن بابِ السوّق، فرآني سعدٌ بنُ إبراهيم في جماعةٍ منَ القرشيّينَ قد حانَ قيامُهم فأشارَ إليهم فقالَ لهم سعدٌ بنُ إبراهيم هذا زيدٌ يشيرُ إليكم فقوموا له فجاءَهم. فقالَ: أيُّ قومٍ أنتُم أضعفُ مِن أهلِ الحرّة؟! فقالوا: لا. فقالَ: فأنا أشهدُ أن يزيد ليسَ شرّاً مِن هشامٍ بنِ عبدِ الملك فما لكُم؟ فقالَ سعدٌ لأصحابِه: مدّةُ هذا قصيرةٌ. فلم ينشَب أن خرجَ فقُتِل. (تاريخُ مدينةِ دمشق: 19 / 469).  

وهذا النصُّ – كسابقِه - صريحٌ أنّهُ كانَ يُخطّطُ للنهضةِ ويحرّضُ الناسَ على الخروجِ على هشام، وتطهيرِ الأرضِ مِن ظُلمِ الأمويّينَ وكُفرِهم، قبلَ خروجِه إلى الشام.  

  

وقيلَ: إنَّ السببَ في خروجِه أنَّ أهلَ الكوفةِ كتبوا إليهِ فقدمَ عليهم.  

قالَ الذهبي: وفدَ على متولّي العراقِ يوسفَ بنِ عُمر، فأحسنَ جائزتَه، ثمَّ رُدَّ، فأتاهُ قومٌ منَ الكوفةِ، فقالوا: ارجِع نُبايعُك، فما يوسفُ بشيءٍ، فأصغى إليهم وعسكر، فبرزَ لحربِه عسكرُ يوسف، فقُتلَ في المعركةِ، ثمَّ صُلبَ أربعَ سنين. (سيرُ أعلامِ النبلاء: 5 / 389).  

أقولُ: وهذا ليسَ هوَ السببُ، فلم تكُن الثورةُ وليدةَ السّاعة، وإنّما قد خطّطَ لها مُسبقاً، والسببُ هوَ فسقُ وفجورُ وظلمُ بني أميّة وكفرُهم باللهِ وبالإسلام، ولكنَّ الذهبيَّ وابنَ عساكر ومؤرّخي أبناءِ العامّةِ يصوّرونَ الأمرَ وكأنَّ لا مُبرّرَ شرعيّ ولا قانوني لخروجِ زيدٍ على بني أميّة، فصوّروا الأمرَ أنّه قد غُرّرَ به مِن قِبلِ شيعةِ الكوفة، كما فعلوا بجدِّه الحُسين (ع)، وتغاضوا عن ظُلمِ بني أميّة وكُفرِهم ومروقِهم عَن الدّين ! فالذهبيُّ – تلميذُ ابنُ تيمية – يعلمُ الجميعُ أنّه أمويُّ الهوى.  

  

سؤالٌ: ما هوَ حديثُ الأوقافِ ونزاعُ زيدٍ معَ بني الحسنِ عليها؟  

الجوابُ: يظهرُ مِن بعضِ النصوصِ التاريخيّة أنّهُ حصلَ نزاعٌ بينَ بني الحسنِ وبني الحُسينِ عليهما السّلام على أوقافِ النبيّ وعليٍّ وفاطمةَ صلواتُ اللهِ عليهم، وكانَ لبني أميّة دورٌ كبيرٌ في تضخيمِ هذا النزاع، وكانَ زيدٌ بنُ عليٍّ وكيلاً عن الحُسينيّينَ، وجعفرٍ ومِن بعدَه عبدُ اللهِ بنُ الحسنِ عن الحَسنيّين، فيترافعانِ إلى والي المدينةِ، فترتفعُ الجلسةُ إلى يومٍ آخر، وطالَ النزاعُ والترافعُ بينَهما، ووالي المدينةِ لا يحلّها، ويحبُّ أن يتشاتما ويتنازعا، وفي جلسةٍ قالَ زيدٌ لعبدِ الله: لا تعجَل يا أبا محمّدٍ، أعتَقَ زيدٌ ما يملكُ إن خاصمكَ إلى خالدٍ (والي المدينة) أبداً، وأقبلَ على خالدٍ فقالَ: جمعتَ ذرّيّةَ رسولِ اللهِ (ص) لأمرٍ ما كان يجمعُهم عليهِ أبو بكرٍ ولا عُمر! فقالَ خالدٌ: أما لهذا السفيهِ أحد ! فتكلّمَ رجلٌ قحطاني وتجاسرَ على زيدٍ والعلويّينَ وأهانَهم، وحصلَ لغطٌ في المجلس.  

ثمَّ شخصَ زيدٌ إلى هشامٍ بنِ عبدِ الملكِ إلى الشام.  

أقولُ: وظاهرُ هذهِ الروايةِ أنّ زيداً ذهبَ إلى الشامِ لأجلِ حلِّ مشكلةِ الأوقاف، ولكن هذا غيرُ صحيحٍ، وذلكَ لأمور:  

أوّلاً: أنه كانَت له شكاياتٌ كثيرةٌ على والي المدينة، لا مسألةَ الأوقاف، روى الطبريُّ: وشخصَ زيدٌ إلى هشامٍ بنِ عبدِ الملك فجعلَ هشامٌ لا يأذنُ له فيرفعُ إليه القصصَ فكلّما رفعَ إليه قصّةً كتبَ هشامٌ في أسفلِها ارجِع إلى أميرِك فيقولُ زيدٌ: واللهِ لا أرجعُ إلى خالدٍ أبداً وما أسألُ مالاً إنّما أنا رجلٌ مُخاصم. (تاريخُ الطبري: 5 / 486).  

وهذا يدلُّ أنّه كانَت له شكاياتٌ ومظالمُ كثيرةٌ على الوالي، أرادَ أن يلفتَ هشاماً إلى تلكَ الجرائم.  

  

ثانياً: إنّ زيداً قالَ لوالي المدينة: جمعتَ ذرّيّةَ رسولِ اللهِ (ص) لأمرٍ ما كانَ يجمعُهم عليهِ أبو بكرٍ ولا عُمر.   

فكيفَ يرفعُ الشكايةَ مرّةً أخرى إلى بني أميّة، وقد تنبّهَ أنّ لبني أميّةَ يدٌ في تضخيمِها وعدمِ حلّها.  

  

فالخلاصةُ: أنّ شكايتَه عندَ هشامٍ كانَت على والي المدينة، ولم تكُن على بني الحسنِ أبناءِ عمومتِه في قضيّةِ الأوقاف، فوالي المدينةِ لم يشأ حلّ تلكَ القضيّة، معَ أنّ حلّها أمرٌ سهل، وذلكَ بالرّجوعِ إلى صيغةِ الوقف.

وممّا يدلُّ على أنّ شكايتَه كانَت على والي المدينةِ لا على أبناءِ عمومتِه هوَ ما رواهُ الطبري قالَ: وشخصَ زيدٌ إلى هشامٍ بنِ عبدِ الملكِ فجعلَ هشامٌ لا يأذنُ له فيرفعُ إليهِ القصصَ فكلّما رفعَ إليه قصّةً كتبَ هشامٌ في أسفلِها ارجِع إلى أميرِك فيقولُ زيدٌ واللهِ لا أرجعُ إلى خالدٍ أبداً وما أسألُ مالاً إنّما أنا رجلٌ مُخاصم. (تاريخُ الطبري: 5 / 486).  

وقولهُ: "واللهِ لا أرجعُ إلى خالدٍ أبداً وما أسألُ مالاً" نصَّ على أنّه لم يأتِ لأجلِ المالِ ومُشكلةِ الصّدقات.  

وقولهُ: "إنّما أنا رجلٌ مُخاصم" عندَما طلبَ منهُ هشامٌ الرّجوعَ إلى خالدٍ، يدلُّ أنّ شكايتَه كانَت على خالدٍ والي المدينة، بمعنى: أنَّ الذي تُحيلني إليه خصمي، وهو طرفٌ في المشاكلِ، جئتُك للشكايةِ عليه، فكيفَ تُحيلني عليه؟!  

  

المصادرُ مُضافاً إلى ما مرّ:  

أعيانُ الشيعةِ للسيّدِ مُحسن الأمين جـ 7   

زيدٌ الشهيدٌ لباقر شريف القرشي   

المِللُ والنحلُ للشيخِ السّبحاني، جـ 7   

  

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.