السّلامُ عليكُم ورحمة الله،
نقولُ للسّائلِ مِن بابِ الإنصاف: إنَّ البُخاريّ ومسلم صاحِبَي الصّحيحينِ قد ذكرا جُملةً مِن فضائلِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلّام) في كتابيهما الصّحيحين، وإليكَ ما وقفنا عليه في كتابيهما، وقد وضعنا لهذهِ الأحاديثِ عناوينَ مُقتبسةً منَ الأحاديثِ المرويّة عن النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله):
1 ـ خصمُ عليٍّ خصمُ الله:
عن أبي ذرٍّ رضيَ اللهُ عنه قالَ: نزلَت (هذان خصمانِ اختصموا في ربّهم) في ستّةٍ مِن قريش: عليٌّ، وحمزةُ، وعبيدةُ بنُ الحارث، وشيبةُ بنُ ربيعة، وعتبةُ بنُ ربيعة، والوليدُ بنُ عتبة)، وأيضاً..(قيسٌ بنُ عبادٍ عن عليّ: فينا نزلَت هذهِ الآية قال الجرجاني: الآية: (هي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها، طويلة كانت أو قصيرة)(1).
وقال ابن منظور: الآية: (سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن))(2).
إن الآية هي: (طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاع معناها عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخره، وعن الذي قبلها والذي بعدها في غيرها)(3).
المزيد(هذان خصمانِ اختصموا في ربّهم).
(صحيحُ البخاريّ ج 5 بابُ قتلِ أبي جهل و ج 6 تفسيرُ سورةِ الحجّ).
2 ـ حبُّ عليٍّ إيمانٌ وبغضُه نفاق:
عن عديٍّ بنِ ثابت، عن زرّ [يعني ابن حُبيش] قالَ: قالَ عليٌّ: والذي فلقَ الحبّةَ وبرأ النسمةَ إنّهُ لعهُد النبيّ الأميّ إليَّ: أنّه لا يُحبّني إلّا مؤمنٌ، ولا يبغضُني إلّا مُنافق.
(صحيحُ مُسلم ج 1 كتابُ الإيمانِ بابُ أنّ حبَّ الأنصارِ وعليّ منَ الإيمان).
3 ـ صلاةُ عليّ صلاةُ رسولِ الله:
(عن مطرفٍ عن عمرانَ بنِ حصين قالَ: صلّى معَ عليٍّ بالبصرة، فقالَ: ذكّرنا هذا الرجلُ بصلاةٍ نصلّيها مع رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، فذكرَ أنّه كانَ يكبّرُ كلّما رفعَ وكلّما وضع).
(صحيحُ البُخاريّ ج 1 كتابُ الصّلاة بابُ إتمامِ التكبيرِ في الرّكوع، وبابُ إتمامِ التكبيرِ في السجود. وصحيحُ مُسلم ج 2 كتابُ الصّلاةِ بابُ إثباتِ التكبيرِ في كلِّ خفضٍ ورفع).
4 ـ أبو تراب .. لقبٌ خلعَه النبيُّ عليه:
عن أبي حازمٍ أنّ رجلاً جاءَ إلى سهلٍ بنِ سعد فقال: هذا فلانٌ (أميرُ المدينة) يدعو عليّاً عندَ المنبرِ قال: فيقولُ له أبو تراب، فضحكَ، قالَ: واللهِ ما سمّاهُ إلّا النبيُّ وما كانَ لهُ اسمٌ أحبُّ إليهِ منه).
(صحيحُ البُخاريّ ج 1 كتابُ الصلاةِ بابُ نومِ الرجلِ في المسجد، وج 4 بابُ مناقبِ عليٍّ بنِ أبي طالب، وكتابُ الأدبِ بابُ التكنّي بأبي تراب، وج 8 كتابُ الاستئذانِ بابُ القائلةِ في المسجد. وصحيحُ مُسلمٍ ج 7 كتابُ فضائلِ الصحابةِ بابُ فضائلِ عليٍّ بنِ أبي طالب).
5 ـ عليٌّ أقضى الناس:
روى البخاريُّ عن ابنِ عبّاس: أنَّ عُمرَ بنَ الخطّابِ قالَ: (وأقضانا عليٌّ) (صحيحُ البُخاريّ ج 6 كتابُ التفسيرِ تفسيرُ ما ننسَخ مِن آية).
وقد اقتبسَ الخليفةُ عُمر ذكرَ هذهِ الفضيلةِ لعليٍّ عليهِ السّلام، مِن رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) الذي طالما كانَ يُردّدُ هذه الفضيلةَ لعليٍّ (عليهِ السلام) ، فتارةً أنّه كانَ يقول فيه: أقضى الناسِ، ( سننُ ابنِ ماجة ج 1)، وتارةً أخرى (أقضاهُم عليٌّ)، ( كتابُ الاستيعاب ج 1 ص 8).
6 ـ حديثُ الرّاية:
(عن سهلٍ بنِ سعد قالَ: قالَ النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) يومَ خيبر: لأعطينَّ الرايةَ غداً رجلاً يحبُّ اللهَ ورسوله، ويحبُّه اللهُ ورسولُه، فباتَ الناسُ ليلتَهم أيُّهم يُعطى فغدوا كلّهم يرجوه فقالَ: أينَ عليٌّ؟ فقيلَ: يشتكي عينيه فبصقَ في عينيه ودعى لهُ فبرئ، كأن لم يكُن بهِ وجعٌ، فأعطاه. فقالَ: أقاتلُهم حتّى يكونوا مثلنا؟ فقالَ: أنفِذ على رسلِك حتّى تنزلَ بساحتِهم ثمَّ ادعُهم إلى الإسلامِ وأخبِرهم بما يجبُ عليهم، فواللهِ لأن يهدي اللهُ بكَ رجلاً خيرٌ لكَ مِن أن يكونَ لكَ حمرُ النعم).
(صحيحُ البُخاريّ ج 4 كتابُ الجهادِ بابُ ما قيلَ في لواءِ النبي، وبابُ فضلِ مَن أسلمَ على يديه رجلٌ، وكتابُ بدءِ الخلقِ بابٌ لمناقبِ عليٍّ، وبابُ غزوةِ خيبر، وصحيحُ مُسلم ج 7 كتابُ فضائلِ الصحابةِ بابُ فضائلِ عليٍّ، وكتابُ الجهادِ والسيرِ بابُ غزوةِ ذي قرد).
وقد أخرجَ مسلمٌ الحديثَ بهذا النصِّ أيضاً:
(عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآله) قالَ يومَ خيبر: لأعطينَّ هذهِ الرايةَ رجلاً يحبُّ اللهَ ورسولَه، يفتحُ اللهُ على يديه، قالَ عُمر بنُ الخطّاب: ما أحببتُ الإمارةَ إلّا يومئذٍ قال: فتساورتُ لها رجاءَ أن أدعى لها قالَ: فدعا رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) عليّاً بنَ أبي طالب فأعطاهُ إيّاها وقالَ: امشِ ولا تلتفِت حتّى يفتحَ اللهُ عليك، قالَ: فسارَ عليٌّ شيئاً ثمَّ وقفَ ولم يلتفِت، فصرخَ: يا رسولَ اللهِ على ماذا أقاتلُ الناس؟ قالَ: قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إلهَ إلّا الله، وأنَّ محمّداً رسولُ الله، فإذا فعلوا ذلكَ فقد منعوا منكَ دماءَهم وأموالَهم إلّا بحقّها وحسابُهم على الله).(صحيحُ مُسلم ج 7 كتابُ الفضائلِ بابُ فضائلِ عليٍّ بنِ أبي طالب).
7 ـ حديثُ المنزلة:
(عن مصعبَ بنِ سعدٍ عن أبيه: أنَّ رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) خرجَ إلى تبوك واستخلفَ عليّاً. فقالَ: أتخلفني في الصبيانِ
والنساء؟ قالَ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) : (ألا ترضى أن تكونَ منّي بمنزلةِ هارونَ مِن موسى إلّا أنّهُ ليسَ نبيٌّ بعدي).
(صحيحُ البُخاريّ ج 4 كتابُ بدءِ الخلقِ بابُ غزوةِ تبوك، وبابُ مناقبِ عليٍّ بنِ أبي طالب وصحيحُ مُسلم ج 7 كتابُ فضائلِ الصحابةِ بابُ فضائلِ عليٍّ بنِ أبي طالب).
ومِـمّا تقدّمَ، نرجو منَ السائلِ إعادةُ النظرِ في عنوانِ رسالتِه أعلاه، إذ لو كانَ عنوانُ رسالتِه يتعلّقُ بعدمِ روايةِ البُخاري ومُسلم لحديثِ الغديرِ المتواترِ الذي رواهُ الجمُّ الغفيرُ منَ المُسلمين لكانَ عنوانُ الرّسالةِ مناسباً. ودمتُم سالِمين.