لمَ بقيَ الحسينُ عليهِ السلام وحيدًا لنهايةِ المعركةِ ولم يدخُل للحربِ في نفسِ الوقتِ الذي حاربَت فيه بنو هاشمٍ وبقيّةُ الأنصارِ؟  

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :   

أوّلاً: إنّ كربلاءَ وما وقعَ فيها كان بتخطيطٍ وتدبيرٍ إلهي، قامَ بهِ المعصومُ بأمرٍ منَ اللهِ تعالى.  

  

ثانياً: إنّ الإمامَ الحُسين (عليهِ السّلام) قد أخبرَ أصحابَه وأهلَ بيتِه أنّهم ماضونَ نحوَ الشهادة، وهؤلاءِ كانوا مشروعَ فداءٍ لإمامِ زمانِهم، ولذا تقدّموا عليهِ دفاعاً عن إمامِ زمانِهم، وسبطِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآله) وريحانتِه، وفلذةِ كبدِ الزهراءِ (عليها السلام).  

ففي ليلةِ العاشرِ مِن مُحرّمٍ خاطبَ الحسينُ أصحابَه وأذنَ لهُم بالفرار، فتكلّموا بكلامٍ قالوا في جُملتِه: ... لا واللهِ يا ابنَ رسولِ الله لا نفارقُك أبداً، ولكنّا نقيكَ بأنفسِنا حتّى نُقتلَ بينَ يديك، ونردَ موردَك، فقبّحَ اللهُ العيشَ بعدَك.   

وقالوا أيضاً: أنفسُنا لكَ الفداء، نقيكَ بأيدينا ووجوهنا، فإذا نحنُ قُتلنا بينَ يديكَ نكونُ قد وفيّنا لربّنا وقضينا ما علينا. ( اللهوفُ لابنِ طاووس، ص152 – 153)   

فالأصحابُ قد خرجوا للدفاعِ عن إمامِ زمانِهم، ولذا تقدّموا عليه.  

  

ثالثاً: الإمامُ الحُسين (عليهِ السلام) رحمةُ اللهِ الواسعة، وتأخّرُ شهادتِه قليلاً يسنحُ له الفرصةَ لموعظتِهم ونصيحتِهم، لعلّها تكونُ سبباً لهدايةِ بعضِهم، أو لإلقاءِ الحُجّةِ عليهم.  

فهذا الحرُّ الرّياحي قد التحقَ بالحُسينِ (عليهِ السلام) في وسطِ المعركة، بعدَ أن قُتِلَ جماعةٌ كبيرةٌ مِن أصحابِ الحُسين (عليهِ السلام).   

  

رابعاً: بقاءُ الحسينِ (عليهِ السلام) ووجودُه يُعطي شحنةً كبيرةً منَ المعنويّاتِ لأصحابِه، ويكونُ سبباً لثباتِهم وسكونِهم.  

  

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.