لماذا لُقِّبَ الإمامُ العسكريّ بهذا اللقب؟ وهل لهُ ألقابٌ أخرى؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،لقّبَ الإمامُ العسكريّ (عليهِ السلام) بهذا اللقبِ لسُكناهُ في محلّةٍ في سامرّاءَ تسمّى العسكرَ (انظُر عللَ الشرائعِ (ج1 ص241). ولا يعدُّ هذا اللقبُ ذمّاً له. وقيلَ أنَّ كلَّ سامرّاء تسمّى بالعسكريّةِ لأنَّ المُعتصمَ انتقلَ إليها بعسكرِه. 1. العسكريّ : كما في اللوحِ الذي أهداهُ اللهُ تعالى إلى رسولِه الأكرمِ ( ص). وذكرَ ابنُ خلِّكان أنّه هوَ ووالدُه عليٌّ الهادي عليهما السّلام عُرِفا بهذا اللقبِ نسبةً إلى العسكر ، وهيَ المحلّةُ المعروفةُ في ( سُرّ مَن رأى ) إذ أشخصَهما المتوكّلُ إليها ، فأقامَ الإمامُ الهادي (ع) فيها عشرينَ سنةً وتسعةَ أشهر ، فنُسبَ هوَ وولدُه الحسنُ (ع) إليها. 2. الرفيقُ : كما في صحيفةِ اللوحِ المُقدّسِ الذي كانَ محفوظاً عندَ فاطمةَ الزهراء عليها السّلام ، وقد نَقَل ذلكَ جابر بنُ عبدِ الله الأنصاريّ بعدَ أن قرأه. 3. الزكيّ : هكذا وردَ على لسانِ النبيّ الأعظمِ (ص) حينَ عدّدَ أوصياءَه : ثمّ الزكيّ الحسنُ بنُ عليّ ، ثمّ.. » ـ رواهُ الصدوقُ بسندِه. 4. الفاضلُ : كما في وصيّةِ رسولِ اللهِ (ص) وقد أملاها على أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلام ، وفيها : يا عليّ ، إنّه سيكونُ بعدي إثنا عشرَ إماماً... فإذا حضرَتك الوفاةُ فسلِّمها إلى ابني الحسن... فإذا حضرَته الوفاةُ ( أي الإمامُ الهادي عليهِ السلام ) فليُسلِّمها إلى ابنِه الحسنِ الفاضل... 5. الأمينُ : وهذا اللقبُ الشريفُ وردَ أيضاً على لسانِ النبيّ الهادي عليهِ وعلى آلِه أفضلُ الصلاةِ والسّلام ، حينَ عدّدَ أوصياءَه لجندلَ اليهوديّ وقد سألَه عن أسمائِهم ليتمسّكَ بهم ، فقالَ له : يا جندل ، أوصيائي مِن بعدي بعددِ نُقباءِ بني إسرائيل... إلى أن قال : فإذا انقضَت مُدّةُ عليّ ( أي الهادي عليهِ السّلام ) قامَ بالأمرِ بعدَهُ الحسنُ ابنُه يُدعى بالأمين... وهناكَ ألقابٌ كثيرةٌ أخرى ، منها : الميمونُ ، والنقيُّ ، والطاهرُ ، والناطقُ عن الله ، والمؤمنُ بالله ، والمرشدُ إلى الله ، والأمينُ على سرِّ الله ، ووليُّ الله ، وسراجُ أهلِ الجنّة ، والصادقُ ، والصامتُ ، وخزانةُ الوصيّينَ ، والرفيق.. واشتهرَ أيضاً بألقابٍ شريفةٍ أخرى ، كانَ كلُّ واحدٍ منها يمثّلُ صفةً بارزةً مِن صفاتِه الحميدة. ومِن ألقابِه المشهورةِ في الكُتب : الهادي ، والمُهتدي ، والمُضيء ، والشافي ، والمَرضيّ ، والخالِص ، والخاصّ ، والتقيّ ، والشفيعُ ، والوفيّ ، والسخيّ ، والمستودَع. وقالَ الطبرسيّ : كانَ هوَ وأبوه ( الهادي ) وجدُّه ( الجواد ) عليهم السّلام ، يُعرَفُ كلٌّ منهم في زمانِه بـ « ابنِ الرضا ». أمّا ألقابُه في الكتبِ الرجاليّة فهيَ : الفقيهُ ، الرجلُ ، الأخيرُ ، العالِم. ودمتُم سالمين.