كيفَ تكونُ النجومُ أماناً لأهلِ السماء في قولِ الحُجّة (ع): إنّي أمانٌ لأهلِ الأرضِ كما أنّ النجومَ أمانٌ لأهلِ السماء ؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،يمكنُ بيانُ الفائدةِ مِن خلالِ قولِه تعالى في سورةِ الصافّات: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنيَا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ، وَحِفظًا مِن كُلِّ شَيطَانٍ مَارِدٍ، لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى المَلَإِ الأَعلَى وَيُقذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُورًا وَلَهُم عَذَابٌ وَاصِبٌ} [الصافّات: 6-9]، إذ وردَ في تفسيرِ عليٍّ بنِ إبراهيمَ القمّيّ (1/218) أنّه قالَ: وحدّثني أبي ويعقوبُ بنُ يزيد ، عن ابنِ أبي عُمير ، عن بعضِ أصحابِنا ، عن أبي عبدِ اللَّه - عليهِ السّلام - قالَ : قالَ أميرُ المؤمنينَ - عليهِ السّلام - : إنّ لهذهِ النّجومِ الَّتي في السّماءِ مدائنَ مثلَ المدائنِ الَّتي في الأرض ، مربوطةٌ كلُّ مدينةٍ بعمودٍ مِن نور. طولُ ذلكَ العمودِ في السّماءِ مسيرةُ مائتينِ وخمسينَ سنة. فإذن: هذهِ النجومُ تحفظُ هذهِ المدائنَ وأهلها مِن كلِّ شيطانٍ ماردٍ أي خبيثٍ خارجٍ عن الطاعةِ إذا حاولَ أن يتسمّعَ إلى الملأ الأعلى، ليتجسّسَ على أخبارِ السماء، فيُرمى بشهبٍ مِن كُلِّ جانِبٍ مِن جوانبِ السّماءِ مطرودين، إذا قصدوا صعودَه. ويؤيّدُ ذلكَ قولَه تعالى: (ولَقَد زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنيا بِمَصابِيحَ وجَعَلناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ). فالمصابيحُ وهيَ النجومُ لها وظيفتانِ: إحداهُما للزينةِ، والأخرى للحفظِ. ودمتُم سالِمين.