البراءُ بنُ عازب

في كتاب الخصال - الشيخ الصدوق - الصفحة ٢١٩، مذكور رواية عن ان البراء بن عازب ممن دعا عليهم امير المؤمنين لكتم بيعة الغدير واصيب بالعمى نهاية حياته جراء هذه الدعوة، المصدر: http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1137_الخصال-الشيخ-الصدوق/الصفحة_233 وفي نفس الوقت ذكرت مصادر انه من ضمن رواة حديث الغدير. بالاضافة الى كونه قد تخلف عن بيعة ابي بكر وبايع امير المؤمنين وشارك في الجمل وصفين والنهروان، فكيف ذلك؟

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : تطرّقَ العلّامةُ السيّدُ مُحسن الأمينُ في كتابِه أعيانُ الشيعةِ لجميعِ الأخبارِ المُتعلّقةِ بالبراءِ بنِ عازب، وقد أشارَ إلى موضوعِ التعارضِ بينَ دعوةِ أميرِ المؤمنينَ عليهِ وإصابتهِ بالعمى وبينَ مُشاركتهِ في حربِ الجملِ وصفّينَ والنهروان في صفِّ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام) حيثُ قال: (البراءُ بنُ عازب منَ الذين رجعوا إلى أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام) فشهدَ معَه مشاهدَه كلّها الجملَ وصفّين والنهروان باتّفاقِ الرّواةِ وأهلِ العلم، وذلكَ يدلُّ على حُسنِ حالِه، ولكنّه لم يكُن خالياً مِن شيءٍ بكتمانِه الشهادةَ لعليٍّ (عليهِ السلام) بالولايةِ يومَ الغدير وأنّه دعا عليه، وتركِه نُصرةَ الحُسين (عليهِ السلام). أمّا الدعاءُ عليه فإن صحَّ فهوَ بعدَ شهودِه المشاهدَ إذ لا يشهدها وهوَ أعمى ولم يذكُر أنّه تاب، غايتُه أنّه كانَ يقولُ كيفَ يَرشدُ مَن أصابَه الدعوةُ وهوَ لا يدلُّ على التوبة، لكنَّ ما رواهُ الكشّيُّ عنه يدلُّ على حُسنِ حالِه وقد فهمَ منه أنّه كانَ ذلكَ بعدَ أن أصابَته الدعوةُ، وتبعَه العلّامةُ في الخُلاصة، وخبرُ إصابتِه الدعوةَ لهُ بالعمى مُعارضةٌ بروايةِ الخصالِ والمجالسِ، ولم يكُن معاويةُ ليولّيه وهوَ أعمى، لكنَّ خبرَ الخصالِ مُنافٍ لِما ذكرَه الأكثرُ مِن أنَّ وفاتَه كانَت بالكوفة، وأنّه لم يذهَب إلى معاويةَ ولا إلى اليمن، وأنّه مدنيٌّ أوسيّ لا يماني، وبالجُملةِ فأمرُه مُشتبهٌ وهو إلى السلامةِ أقرب واللهُ أعلم) (أعيانُ الشيعةِ، ج3، ص 552)