ما هوَ قولُكم بوحدةِ الوجودِ والحلولِ والاتّحاد؟

:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أمّا وحدةُ الوجودِ والموجود: فإن أريدَ بها أنَّ المعنى المفهومَ والمتصوّرَ مِن كلمةِ (الوجود)، بقولِنا اللهُ موجودٌ وزيدٌ موجودٌ هوَ معنىً واحدٌ، معَ الاعتقادِ أنّهما مِن حيثُ المِصداقِ مُتعدّدانِ فهوَ ممّا لا إشكالَ فيهِ قطعاً، ويرجعُ في الحقيقةِ للقولِ بكثرةِ الوجودِ والموجود، فمعَ أنَّ مفهومَ الوجودِ المحمولِ على الواجبِ وعلى المُمكنِ بمعنىً واحدٍ، إلّا أنّهُ مِن حيثُ المِصداقِ مُختلِف، فوجودُ الواجبِ في مُنتهى الشدّةِ والقوّة، بخلافِ وجودِ المُمكنِ فهوَ وجودٌ تعلّقيٌّ رابطيٌّ ضعيفٌ، فيختلفانِ في مرتبةِ الوجود.  وإن أُريدَ بوحدةِ الوجود: الوحدةُ الحقيقيّةُ، وأنَّ الموجودَ واحدٌ حقيقةً والتكثّرُ في الموجوداتِ إنّما هوَ بحسبِ التصوّرِ والاعتبارِ فقط، فهوَ الكفرُ بعينِه أجارَنا اللهُ تعالى منه. قالَ السيّدُ الخوئيّ رحمَه الله: (القائلُ بوحدةِ الوجودِ إن أرادَ أنَّ الوجودَ حقيقةٌ واحدةٌ ولا تعدّدَ في حقيقتِه وأنّه كما يُطلَقُ على الواجبِ كذلكَ يُطلَق على المُمكنِ فهُما موجودانِ وحقيقةُ الوجودِ فيهما واحدةٌ والاختلافُ إنّما هوَ بحسبِ المرتبةِ لأنَّ الوجودَ الواجبيَّ في أعلى مراتبِ القوّةِ والتمام، والوجودَ المُمكني في أنزلِ مراتبِ الضّعفِ والنقصانِ وإن كانَ كلاهُما موجوداً حقيقةً وأحدُهما خالقٌ للآخرِ ومُوجدٌ له فهذا في الحقيقةِ قولٌ بكثرةِ الوجودِ والموجودِ معاً نعم حقيقةُ الوجودِ واحدةٌ فهوَ ممّا لا يستلزمُ الكُفرَ والنجاسةَ بوجهٍ بل هوَ مذهبُ أكثرِ الفلاسفةِ بل ممّا أعتقدَه المسلمونَ وأهلُ الكتابِ ومُطابقٌ لظواهرِ الآياتِ والأدعيةِ فترى أنّه - ع - يقولُ أنتَ الخالقُ وأنا المخلوقُ وأنتَ الربُّ وأنا المربوب  ... . وإن أرادَ مِن وحدةِ الوجودِ ما يقابلُ الأوّل وهوَ أن يقولَ بوحدةِ الوجودِ والموجودِ حقيقةً وأنّه ليسَ هناكَ في الحقيقةِ إلّا موجودٌ واحدٌ ولكنَّ له تطوّراتٍ مُتكثّرةً واعتباراتٍ مُختلفة ... .  وكيفَ كانَ فلا إشكالَ في أنَّ الالتزامَ بذلكَ كُفرٌ صريحٌ وزندقةٌ ظاهرةٌ لأنّهُ إنكارٌ للواجبِ والنبيّ - ص - حيثُ لا امتيازَ للخالقِ عن المخلوقِ حينئذٍ إلّا بالاعتبارِ وكذا النبيُّ - ص - وأبو جهلٍ - مثلاً - مُتّحدانِ في الحقيقةِ على هذا الأساسِ وإنّما يختلفانِ بحسبِ الاعتبار).                                                                                                  (كتابُ الطهارةِ السيّدُ الخوئي ج3/ص81)  وأمّا الاتّحادُ: فالمقصودُ مِنه هوَ اتّحادُ الخالقِ تعالى بغيرِه، وهذا المُعتقَدُ كفرٌ صريح . وأمّا الحلولُ: فمعناهُ أنَّ اللهَ تعالى يحلُّ في بعضِ الأبدان، وهذا المُعتقَدُ باطلٌ ومُعتقِدُه كافرٌ باللهِ تعالى وهُما أي الإتّحادُ والحلولُ مِن مُعتقداتِ النّصارى.