عدم مطالبة علي (ع) بحقه في الخلافة رغم شجاعته دليل على أحقية من سبقوه 

سحر آل الشيخ/ : هل عجز علي رضي الله عنه أن يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في خلافة أحد الثلاثة ويعلنها مدوية بأن الخلافة قد اغتصبت منه؟! وأنه هو الأحق بها لأنه الوصي؟! لماذا لم يفعل هذا ويطالب بحقه وهومن أكثر الناس شجاعة وإقدامًا ومعه كثير من الناصرين المحبين؟!

: اللجنة العلمية

الشجاعة لوحدها لا تفي بالغرض في بعض المواقف، فعلي (عليه السلام) هو سيف الإسلام الخالد لا  يدانيه أحد في هذا الجانب, لكن الموقف بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان دقيقاً جداً  وأي خلاف مسلح بين المسلمين غير محسوب النتائج قد يودي بالإسلام كله, لأنه مازال غضاً طرياً والناس قريبي عهد بالجاهلية  واليهود والمنافقون يتربصون بالإسلام شراً وفتنهم ومعاداتهم له لم تنقطع، ومن هنا كان علي (عليه السلام) حذراً جداً من وقوع نزاع مسلح بينه وبين خصومه من الصحابة في موضوع الخلافة، خاصة وأنه لم يتوفر له العدد الكافي من الأنصار الذين يحسم بهم النزاع لصالحه، فركن (عليه السلام) إلى جانب السكينة مفضلاً مصلحة الحفاظ على بيضة الإسلام  على مصلحة الحكم،  وفي هذا الجانب  صرّح (عليه السلام) قائلاً - كما جاء في نهج البلاغة في الخطبة المعروفة بالخطبة الشقشقية - : ((وطفقت ارتأي بين أن أصول بيد جذاء (أي أصول بيد مقطوعة لا ناصر لي ولا معين) أو أصبر على طخية عمياء (أي أصبر على ظلمة يبقى فيها الناس حيارى لا يدرون أين يذهبون) ... فرأيت الصبر على هاتا أحجى (أي الصبر  أصلح وأقرب للعقل) .. )).

وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث صحيح يرويه أحمد بن حنبل في مسنده وغيره, أنه قال لعلي (عليه السلام): (سيكون بعدي اختلاف وأمر فإن استطعت أن تكون السلم فافعل).