هل عبد الله ابن الحسن المثنى الملقب ب(المحض) ثقة لدى أهل البيت عليهم السلام وما هي سيرته؟

:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: للتعرّفِ على حالِ الرجلِ مِن حيثُ الوثاقةُ وعدمها لا بدَّ مِن مُراجعةِ أقوالِ أعلامِ الطائفة. فقد ذكرَه السيّدُ الخوئي قدّسَ اللهُ نفسَه في رجالِه قائلاً: (عبدُ اللهِ بنُ الحسنِ بنِ الحسن : ابنُ عليٍّ بنِ أبي طالب : أبو محمّدٍ ، شيخُ الطالبيّينَ رضيَ اللهُ عنه ، مِن أصحابِ الباقرِ ( عليهِ السلام )... إلى أن يقولَ: (ثمَّ إنَّ الرواياتِ قد كثرَت في ذمِّ عبدِ الله هذا. ثمَّ يقولُ رحمَه الله : وروى محمّدٌ بنُ يعقوب ، عن الحُسينِ بنِ محمّد ، عن المُعلّى بنِ مُحمّد ، عن مُحمّدٍ بنِ عليّ ، قالَ : أخبرني سماعةُ بنُ مهران ، قالَ : أخبرَني الكلبيُّ النسّابةُ ، قالَ: دخلتُ المدينةَ ولستُ أعرفُ شيئاً مِن هذا الأمرِ، فأتيتُ المسجدَ فإذا جماعةٌ مِن قريش ، فقلتُ أخبروني عن عالِمِ أهلِ هذا البيت ، فقالوا : عبدُ اللهِ بنُ الحسن ، فأتيتُ منزلهُ فاستأذنتُ فخرجَ إليَّ رجلٌ ظننتُ أنّه غلامٌ له، فقلتُ له: إستأذِن لي على مولاكَ فدخلَ ثمَّ خرجَ، فقالَ لي ادخُل، فدخلتُ فإذا أنا بالشيخِ معُتكفٌ شديدُ الاجتهاد . . ( إلى أن قال ) : قلتُ : أخبرني عن رجلٍ قالَ لامرأتِه أنتِ طالقٌ عددَ نجومِ السماء، فقالَ: تبينُ برأسِ الجوزاءِ والباقي وزرٌ عليه وعقوبةٌ، فقلتُ في نفسي واحدةٌ، فقلتُ: ما يقولُ الشيخُ في المسحِ على الخُفّين؟ فقالَ: قد مسحَ قومٌ صالحونَ، ونحنُ أهلُ البيتِ لا نمسح، فقلتُ في نفسي اثنتان، فقلتُ ما تقولُ في أكلِ الجري أحلالٌ هوَ أم حرام ؟ فقالَ : حلالٌ إلّا أنّا أهلُ البيتِ نعافُه ، فقلتُ في نفسي ثلاثٌ ، فقلتُ : ما تقولُ في شربِ النبيذ ؟ فقالَ : حلالٌ إلّا أنّا أهلُ البيتِ لا نشربُه ، فخرجتُ مِن عندِه وأنا أقول : هذهِ العصابةُ تكذبُ على أهلِ هذا البيت. وفي التعليقِ على هذه الروايةِ قالَ السيّدُ الخُوئي رحمَه الله (أقولُ : هذه الروايةُ تدلُّ على أنَّ عبدَ اللهِ بنَ الحسنِ كاَن قد نصبَ نفسَه للإمامةِ وكانَ يُفتي بغيرِ ما أنزلَ الله )                                                                                         معجمُ رجالِ الحديث (ج11/ص128) وفي ختامِ البحثِ يصلُ إلى هذهِ النتيجةِ، قالَ: (والمُتحصّلُ ممّا ذكرناه: أنَّ عبدَ اللهِ بنَ الحسنِ مجروحٌ مذموم، ولا أقلَّ مِن أنّه لم يثبت وثاقتهُ أو حُسنه، واللهُ العالم).                                                                                           معجمُ رجالِ الحديث (ج11/ص131) قالَ العلّامةُ المامقانيّ في رجالِه: (كلّما أمعنتُ النظرَ في أخبارِ المدحِ والقدحِ لم اهتدِ إلى وجهِ الجمع) وعلّقَ عليهِ المُحقّقُ التستريُّ في قاموسِه قائلاً: ( بل أخبارُ القدحِ مُستفيضةٌ، وأخبارُ المدحِ شاذّةٌ ومِن طرقِ الزيديّة)                                                               (قاموسُ الرجالِ للمُحقّقِ التستسريّ رحمَه الله/ ج 6/316)