مَن هوَ خالد بنُ الوليد؟

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكُم ورحمةُ الله،

الجوابُ: خالدُ بنُ الوليد هوَ أحدُ صحابةِ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) الذينَ أسلموا بعدَ الحُديبيّة، وكونُه منَ الصّحابةِ فهذا لا يقتضي عدالتَهُ كما يذهبُ إلى ذلكَ علماءُ العامّة، بل الصّوابُ أنَّ الصّحابةَ فيهم العدولُ وفيهم غيرُ ذلك وِفقاً لِما يذهبُ إليه أهلُ البيت (ع) وأتباعُهم النجباء، فلذا ترى علماءَ الشيعةِ الإماميّةِ يُجرونَ قواعدَ علمِ الجرحِ والتعديل على الصّحابةِ كما يجرونَها على غيرِهم منَ الرواة، ومِن خلالِ إجراءِ تلكَ القواعدِ يتبيّنُ لكلِّ قارئٍ مُنصفٍ حالُ الصّحابةِ وغيرهم. [ينظر: كتابُ دروسٍ موجزةٍ في عِلمي الدرايةِ والرجال للسبحانيّ، الدرسُ السابع ص33].

فإذا عرفتَ ذلك، فحالُ خالد بنِ الوليد يتبيّنُ لك مِن خلالِ أفعالِه وما صدرَ عنه:

1- أنَّ النبيَّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) قد ثبتَ عنه أنّه غضبَ على خالد بنِ الوليد لمّا بعثَهُ إلى بني جُذيمةَ داعياً لهم إلى الإسلام ولم يبعَثهُ مُقاتلاً. فقتلَ خالدٌ بعضَهم. فقالَ النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) على إثرِ ذلك: (اللّهُمَّ إنّي أبرأ إليكَ مِمّا صنعَ خالد) مرّتين. ( ينظرُ: كتابُ صحيحِ البخاريّ: بابُ بعثِ النبيّ خالداً بنَ الوليد، وبابُ رفعِ الأيدي في الدّعاءِ، مُسنَدُ أحمَد 2 /150، مُشكلُ الأثار 4/ 254، صحيحُ النسائي : بابُ الردِّ على الحاكمِ إذا قضى بغيرِ الحق، فتحُ الباري 8/ 46، تاريخُ الطبري 3 /124، أسدُ الغابة 2 /94، كنزُ العُمّال 6 /420).

2- أنَّ الصحابيَّ الجليلَ عمّار بنَ ياسر قد اشتكى خالداً إلى رسولِ الله (ص)، كونَه سبَّهُ وعاداه، فقالَ صلّى اللهُ عليهِ وآله: مَن يُعادي عمّاراً يعاديهِ الله ومَن يُبغِضُ عمّاراً يُبغضُهُ الله ومَن سبَّ عمّاراً سبَّ الله. (ينظر: المُستدرَكُ على الصّحيحين 3/ 389، مُشكِلُ الآثار 4/ 255، مسندُ الطيالسي 5 / 185، كنزُ العُمّال 7 / 73، مُسنَدُ أحمد 4 / 89، كنزُ العُمّال 1 / 242 ). ومعجمُ رجالِ الحديثِ للسيّدِ الخُوئيّ ج8/ص41، الترجمة رقم (4228).

3- أنَّ خالداً قتلَ الصحابيَّ الكبيرَ مالك بنَ نويرة، وهوَ مسلمٌ ودخلَ بزوجتِه، في حادثةٍ تأريخيّةٍ يندى لها جبينُ الإنسانيّة. (ينظر: تاريخُ الطبري 2 / 502، الإصابةُ 1 / القسمُ الأوّل / 414، الطبقاتُ الكُبرى 7 / ق 2 / 120).

4- أنَّ خالداً كانَ معروفاً بعدائِه لأميرِ المؤمنين عليٍّ (عليهِ السلام). (ينظر: المُستدركُ على الصّحيحين 2 / 129، وصحّحَه هوَ والذهبي)

وممّا تقدّمَ تعلمُ أنَّ وصفَ خالد بنَ الوليد بأنّهُ سيفُ اللهِ لا يصحُّ انطباقُه على شخصٍ يمتلكُ مثلَ هذه الصّفات، وفيهِ مثلُ هذه العاداتِ الجاهليّةِ المُترسّبةِ فيه والتي لم يستطِع التخلّصَ منها. ودُمتُم سالِمين.

"