معنى أن القرآن حجة بقيم.

بريدة/السعودية/: أثناء مطالعتي في مصادركم رأيت هذه المسألة "بأن القرآن ليس حجة"، وذلك في ما رواه الكليني في كتابه "أصول الكافي"، وهو ما نصه: "... أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم: وأن علياً كان قيم القرآن، وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجة على الناس بعد رسول الله".    وكذلك وجدتها في بعض كتبكم المعتمدة كرجال الكشي، وعلل الشرائع، والمحاسن، ووسائل الشيعة، وغيرها.    فماذا تعنون بهذه العقيدة؟ أتعنون بذلك أن النص القرآني لا يمكن أن يحتج به إلا بالرجوع لقول الإمام؟ وهذا يعني أن الحجة هي قول الإمام لا قول الرحمن، أم أن القرآن لا يؤخذ بنظامه إلا بقوة السلطان وهو القيم على تنفيذه؟ ويظهر من هذا أنكم ترون أن الحجة في قول الإمام، لأنه الأقدر على البيان من القرآن، ولهذا تسمونه بالقرآن الصامت وتسمون الإمام بالقرآن الناطق، مستندين في ذلك على رواية وردت عن علي أنه قال: "هذا كتاب الله الصامت وأنا كتاب الله الناطق"، فكيف يقال مثل هذا في كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى ليكون هداية للناس {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}؟!.

: اللجنة العلمية

    الأخ بريدة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

    لا يخفى على كل مطلع على القرآن الكريم أن يدرك أنه يشتمل على علوم جمة ومعارف كثيرة، ففي القرآن الكريم المحكم والمتشابه، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ، ومن هنا ليس لكل أحد القدرة على بيان القرآن وتفسيره واستنباط الأحكام الشرعية منه قبل الإطلاع على هذه العلوم والمعارف. 

   فمن هو القادر على ذلك؟!

   يقول الشيعة الإمامية: القادر على بيان القرآن والإحاطة به إحاطة تامة هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام). لما ثبت عندهم من أدلة على هذا الأمر .

وهذا المعنى لا يعني غموض القرآن مطلقاً، بل توجد فيه آيات واضحات كأكثر آيات التوحيد والنبوة والمعاد والقصص والمواعظ، ولكن الكلام هو في آيات الأحكام، فهذه هي التي تحتاج إلى علوم ومعارف كثيرة حتى يستطيع الإنسان استنباط الأحكام منها، ومن هنا احتاجت إلى المبين والقيم حتى تتم حجتها لدى الخلق.

   ودمتم سالمين.