سلسلة سؤال وجواب حول المعاد (4)

المعاد الجسماني والروحاني

: اللجنة العلمية

بعد أنْ أثبتنا لابدية وقطعية وقوع المعاد, وأنّ هناك نشأة أخرى غير هذه النشأة يأتي السؤال:

س1: من الذي يرجع, هل هي الروح أم الجسد؟ 

ج: توجد ثلاثة أقوال:

القول الأول: إنّ المعاد روحاني.

القول الثاني: إنّ المعاد جسماني.

القول الثالث: إنّ المعاد روحاني وجسماني معاً.

فالذي ذهب إلى أنّ الذي يرجع هو الروح فقط دون الجسد, فهو قائلٌ بالمعاد الروحاني, ومن ذهب إلى أنّ الذي يرجع هو الجسد فقط دون الروح, فهو قائل بالمعاد الجسماني, ومن ذهب إلى أنّ الذي يرجع هو الروح والجسد معاً, فهو قائل بالمعاد الروحاني والجسماني.

س2: ما الملاك كون المعاد روحاني أو جسماني أو كلاهما؟

ج: يوجد ملاكان :

الملاك الأول: وهو الذي يلوح من كلام صدر المتألهين, في كتابه الأسفار, في بيان الضابط في حقيقة الشخصية الإنسانية:

(1) فإنْ قلنا إنّ حقيقة الإنسان هو الجسد لا غير, وأمّا الروح فهي جسمٌ سارٍ في الجسد سريان النار في الفحم, والماء في الورد, فلابد من الاعتقاد بكون المعاد جسمانياً, وهذا الاعتقاد ذهب إليه بعض المسلمين وأصحاب الحديث.

(2) وإنْ قلنا أنّ حقيقة الإنسان وراء هذا الجسد شيء آخر, وهو عبارة عن الروح المجردة, وبعد وفاة الإنسان لا ترجع الروح إلى البدن, وعند المعاد ترجع الروح فقط دون الجسد الذي تلاشى وانتهى وعُدم, والمعدوم لا يعود مرةً أخرى, فلابد من الإعتقاد بأنّ المعاد روحاني فقط, وهذا الإعتقاد ذهب إليه جمهور الفلاسفة وأتباع المشائين.

(3) وإنْ قلنا إنّ حقيقة الإنسان وراء هذا الجسد شيء آخر, وهو عبارة عن الروح المجردة, ولها تعلق تدبيري بالبدن, فإذا مات الإنسان انتهت وانقطعت العلقة, ثم تبعث الروح مع البدن, فلابد من الاعتقاد بأنّ المعاد جسماني وروحاني, وهذا الإعتقاد ذهب إليه أكابر الحكماء ومشايخ العرفاء وجماعة من المتكلمين وكثير من أصحابنا الإمامية(1). 

الملاك الثاني: وهو يلوح من كلمات الشيخ الرئيس, بأنّ ضابط كون المعاد جسماني أو روحاني, حسب الثواب والعقاب:

(1) فلو قلنا إنّ العقاب والثواب ينحصران بالجسد فقط, فالمعاد حينئذٍ هو جسماني فقط.

(2) وأمّا لو قلنا إنّ العقاب والثواب ينحصران بالروح فقط, لأنّ الجسد تلاشى وانتهى, والروح تلتذ وتتألم فقط ,دون الجسد فالمعاد حينئذٍ هو روحاني فقط(2).

(3) وأمّا لو قلنا بأنّ العقاب والثواب, لا ينحصران بالجسد فقط , بل يشملان الروح كذلك, أي أنّ الروح تلتذ وتتألم, فالمعاد حينئذٍ جسماني وروحاني. 

س3: ما هو الصحيح, هل الاعتقاد بكون المعاد جسماني أو روحاني, أو كلاهما؟

ج: العقيدة الصحيحة هي كون المعاد روحانياً وجسمانياً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أنظر الأسفار,ج9,ص165.

(2) وهذا القسم لم يُذكر في كلمات الشيخ الرئيس, ولكنه واضح من صميم مَن اعتقد بالمعاد الروحاني لذا أضفته إتماماً للبحث.