الشِّيعةُ لا يَسبُّونَ صَحَابةَ رسُولِ اللهِ (ص).

أبو محمد المعاضيدي/: هل كانَ الَّذينَ يُنسَبونَ للتَّشيِّعِ.. ممَّنْ ذَكرتَ من العُلماءِ (رافضة)، فهُناكَ فَرقٌ بينَ من كانَ مع عليٍّ وهو يَمشِي على منهَاجِ عليٍّ وبينَ الذي يَسبُّ أصْحابَ رسُولِ اللهِ، فالأوَّلُ نُجِلُّه ونَحترِمُه.. وإن كنتَ تَزعُمُ أن الَّذينَ كانُوا مع عليٍّ رافِضةٌ يَسبُّونَ أبا بَكرٍ وعُمرَ وعَائشةَ فأنتَ في ضَلالٍ مُبينٍ.. وأنا أُطالِبُك بالدَّليلِ.. أما جَابرُ بنُ حيَّانَ وابنُ رُشدٍ فقد عُرِفوا أنهُم عُلماءُ مُسلِمينَ، وكَذلكَ أُطالِبُك بدَليلٍ أنهُم رافِضةٌ؟ (تعليقٌ على مَوضُوعِ "ماذَا قدَّمَ الشِّيعةُ لِلعالَمِ"). https://www.alrasd.net/violators/844

: اللجنة العلمية

 الأخُ أبو محمدٍ المحتَرمُ، السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.

 الشِّيعةُ لا يَسبُّونَ صَحَابةَ رسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل يَقُولونَ بِعَدمِ عَدالَةِ الْجميعِ على نحوِ العُمومِ الْجمْعيِّ، لكنَّ الْمُهرِّجينَ والْمُنهزِمينَ فِكريّاً وعَقَدياًّ أمامَ هذِه العَقيدةِ للشِّيعةِ حوَّلُوها إلى فِريةِ السَّبِّ والشَّتمِ ضَعفاً منهُم في مُواجَهةِ أدلَّةِ الشِّيعةِ والردِّ عليْها فيما يَتعلَّقُ بِعدَالةِ الصَّحابةِ، وإن كُنتَ مُنصِفاً فَعليكَ أنْ تَتبرَّأ مِن سيدِكَ مُعاويةَ الذي كانَ يأْمرُ صَحابَةَ رسُولِ اللهِ بِسَبِّ أَميرِ المؤمنينَ عليِّ (عليه السلام) كما ذَكرَ ذلكَ مُسلمٌ في صَحيحِه وشَهِدَ ابنُ تَيميةَ بِصحَّتهِ.

 روَى مُسلمٌ في صَحيحِه - كتابُ فضائلِ الصَّحابةِ - من فَضائِلِ عليِّ بن أبي طالبٍ (ر) - رقم الحديث: ( 4420 ):

 حدَّثنا ‏قُتيبةُ بنُ سعيدٍ، ‏‏ومُحمدُ بنُ عبادٍ، ‏‏وتقاربا في اللَّفظِ ‏‏قالا: حدَّثنا ‏حاتمُ وهو ابنُ إسماعيلَ‏، عن ‏بكيرِ بنِ مسمَارٍ، عن ‏‏عامرِ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، عن ‏‏أبيهِ ‏‏قال: ‏أمَرَ ‏‏مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ ‏‏سَعداً ‏فقَال: ما مَنعَك أنْ تَسبَّ ‏أبا التُّرابِ؟ ‏فقَال: أمَّا ما ذَكرتُ ثلاثاً قاَلهنَّ له رسُولُ اللهِ ‏(ص) ‏فلنْ أسُبَّه، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهُن أحَبُّ إلي مِن ‏حُمرِ النَّعَمِ، ‏سَمٍعتُ رسُولَ اللهِ ‏(ص) ‏‏يَقُول له: ‏خَلِّفْهُ ‏في بعضِ مغَازِيه، فقَال له ‏عليٌّ: ‏‏يا رسُولَ اللهِ ‏خَلَّفتَني ‏‏مع النِّساءِ والصِّبيانِ؟ فقَال له رسُولُ اللهِ ‏(ص): ‏أما ‏‏تَرضَى أن تَكونَ منِّي بِمنْزِلةِ ‏‏هارونَ ‏من ‏‏مُوسى ‏‏إلا أنهُ لا نُبوَّةَ بعدِي، وسَمِعتُه يَقُول يومَ ‏‏خَيبرٍ: ‏لأُعطِينَّ الرَّايةَ رجُلاً يُحبُّ اللهَ ورسُولَه ويُحبُّه اللهُ ورسُولُه، قَال: فَتطَاولْنا لها، فقَال: ادعُوا لي ‏عَلياً. ‏ ‏فأُتِيَ به ‏‏أرمدٌ، ‏فَبَصقَ في عينِه ودفَعَ الرَّاية إليهِ، ففَتَح اللهَ عليهِ. ولما نَزَلتْ هذِه الآيةُ‏: (فقُل تعَالوا نَدعُ أبنَاءَنا وأبنَاءَكم) ‏دعا رسُولُ اللهِ ‏(ص) ‏عَلياً ‏وفاطمةَ ‏‏وحَسناً ‏وحُسيناً، ‏فقَال: اللَّهمَّ هؤلاءِ أهلِي. انتهى.

 وهو الَّذي اعْترفَ به ابنُ تَيميةَ في كِتابِه "منهاجُ السَّنةِ النَبويةِ" ج5 ص 42، حينَ قَال: (وأما حَديثُ سَعدٍ لما أمَرهُ مُعاويةُ بالسَّبِّ فأبى، فقَال: ما منَعكَ أنْ تَسُبَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ؟ فقَال: ثلاثٌ قَالهنَّ رسُولُ اللهِ (ص) فلنْ أسبَّه، لأنْ يَكونَ لي واحِدةٌ منهُن أحَبُّ إلي مِن حُمرِ النَّعَمِ.... الحديث. فهذا حَديثٌ صَحِيحٌ رواهُ مُسلمٌ في صَحيحِه).

 أمَّا ما ذَكرتُموهُ عن العُلمَاءِ الوَاردِ ذِكرُهم في جَوابِنا أنَّهمْ شِيعةٌ أو لا، فقد ذَكرْنا المصَادِرَ عن كلِّ واحِدٍ منهُم في محلِّهِ، فرَاجِعْ وتَدبَّرْ.

 ودُمتُم سَالِمينَ.