سلسلة سؤال وجواب حول العدل الإلهي (2)

إثبات العدل الإلهي

: اللجنة العلمية

س1: هل العدل ثابت لله تعالى؟

ج: قطعاً إنّ العدلَ ثابتٌ لله تعالى جزماً وذلك؛ لأنّ في قبال العدل هو الظلم ويستحيل أنْ يكون الباري سبحانه ظالماً؛ وذلك لأنّ أسباب الظلم أمّا الحاجة, أو الإضطرار, أو طلب الرئاسة, أو الجهل, أو التسلط من قبل سلطة عُليا تأمر بتنفيذ بعض القوانين الظالمة وغير ذلك, وقطعاً أنّ جميع هذه الأمور يستحيل أنْ توجد عنده تعالى, بل إثبات العدل لله تعالى لا يحتاج إلى برهان, والفطرة قاضيةٌ أنّ من لديه القدرة على إيجاد الكون وهو متصف بجميع أنواع الكمالات يستحيل أنْ يصدر منه الظلم, ومع ذلك فإنّ من تلوثت فطرته وقصُر فهمه نسبَ إلى الله تعالى, ما لا يليق به مستدلاً بأدلةٍ واهيةٍ, وقد ورد ((إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف والله أقهر من ذلك))  وأما القاهر فوق عباده, والقادر على كلّ شيء ولا يعجزه أي شيء, وكل شيء محتاج إليه , فيستحيل أنْ يصدر منه ظلم, نعم ربما يوجد نقصٌ في الفهم, وعدم التأمل في آيات الله تعالى, والبعد عن نهج أهل البيت (عليهم السلام), قد يقود الإنسان لأنْ ينسب الظلم إلى الله, فمثلاً لا يستطيع أنْ يُفسِّر بعض الظواهر الكونية والحوادث من الزلازل والكوارث والفيضانات وغير ذلك, أو ربما يتصور أنّ بعض المخلوقات إنما وجدت عبثاً  فلا يجد تفسيراً إلا أنْ يقول إنّ  الظلم ممكن أنْ يصدر من الله تعالى, وهذا هو عين الظلم أنْ ننسب إلى الله تعالى الظلم, فهو سبحانه منتهى العدل والحكمة ولا يصدر منه شرّ إطلاقاً, بل لا يصدر منه إلا الخير, وهذا ما لا يحتاج إلى مزيد بيان.

*ذكر الشيخ الطوسي: ((الغرض الكلام في العدل، الكلام في تنزيه الله تعالى عن فعل القبيح والإخلال بالواجب، فإذا حصل العلم بذلك حصل العلم بالعدل)) .

س2: ما هي الأدلة على ثبوت العدل لله تعالى؟

ج: ويدل عليه عقلاً:

أولاً: الظلمُ نقص ...........................................(1)

والنقص منفيٌ عنه.............................................(2)

إذاً الظلم منفيٌ عنه قطعاً...................................(النتيجة). 

ثانياً: أو نقول: 

إنّ الظلمَ قبيح.................................................(1)

والقبيح منفيٌ عنه تعالى........................................(2)

فالظلم منفي عنه، جلّت عظمته سبحانه..................(النتيجة).

ثالثاً: لو كان الله تعالى ظالماً لما نهى عن الظلم، ولكنه نهى عن الظلم ولعن الظالمين في آياتٍ كثيرة، إذن الله سبحانه وتعالى ليس ظالماً، بل هو محض العدل والحكمة.

________________

 1- بحار الأنوار، للمجلسي, ج5, ص53 .

 2- الإقتصاد، للشيخ الطوسي، ص47.

 3- لأنّ سببه أمّا الضعف أو الحاجة أو الإضطرار أو طلب الرئاسة، وكل هذه الأمور يتنزه عنها الباري سبحانه.