هَلْ يَصِحُّ أَنْ نُطْلِقَ عَلَى اللهِ أَنَّهُ جَوْهَرٌ؟!!

قُتَيْبَةُ السَّلْمَانُ /: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.. مَا هُوَ الجَوْهَرُ، وَمَا هُوَ المَحذُورُ الَّذِي يَلْزَمُ عِنْدَ قَوْلِنَا: اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) جَوْهَرٌ؟.

: اللجنة العلمية

      الأَخُ قُتَيْبَةُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

      كَلِمَةُ (جَوْهَر) لَهَا عِدَّةُ اصْطِلَاحَاتٍ فِي عُرْفِ العُلَمَاءِ، وَفِي بَعْضِهَا يَصِحُّ هَذَا الإِطْلَاقُ، وَفِي البَعْضِ الآخَرِ لَا يَصِحُّ الإِطْلَاقُ المَذْكُورُ.

      قَالَ ابْنُ مِيثَمٍ البَحرَانيُّ فِي "قَوَاعِدِ المَرَامِ فِي عِلْمِ الكَلَامِ" ص70: (البَحْثُ الثَّالِثُ: فِي كَوْنِهِ تَعَالَى لَيْسَ بِجَوْهَرٍ.

      الجَوْهَرُ يُقَالُ فِي عُرْفِ العُلَمَاءِ بِالإشْتِرَاكِ اللَّفْظِيِّ عَلَى مَعَانٍ:

      أَحَدُهَا: حَقِيقَةُ الشَّيءِ وَذَاتُهُ.

      الثَّانِي: المَوْجُودُ الغَنِيُّ عَنْ المَحَلِّ.

      الثَّالِثُ: الشَّيءُ الَّذِي إِذَا وُجِدَ فِي الأَعْيَانِ كَانَ لَا فِي مَوْضُوعٍ.

       الرَّابِعُ: القَابِلُ لِلصِّفَةِ.

      الخَامِسُ: مَا يَكُونُ مَوْرِدًا لِلصِّفَاتِ المُتَعَاقِبَةِ.

      وَالجَوْهَرُ بِالمَعْنَى الأَوَّلِ وَالثَّانِي صَادِقٌ عَلَى اللهِ تَعَالَى; إِذْ لَهُ حَقِيقَةٌ غَنِيَّةٌ فِي الوُجُودِ عَنْ المَحَلِّ، وَغَيْرُ صَادِقٍ عَلَيْهِ بِالمَعْنَى الثَّالِثِ; إِذْ وُجُودُهُ نَفْسُ حَقِيقَتِهِ لَا غَيْرُهَا، وَلَا بِالمَعْنَى الرَّابِعِ وَالخَامِسِ لِمَا سُنَبَيِّنُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ صِفَةٌ تَزِيدُ عَلَى ذَاتِهِ فَتَقْبَلُهَا ذَاتُهُ وَتَكُونُ مَعْرُوضَةً لَهَا). انْتَهَى. 

      وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.