سُؤَالٌ عَنْ رُوَاةِ الأَحَادِيثِ عَنِ الإِمَامِ البَاقِرِ (ع).

كَرِيمٌ:      السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.       كَانَتْ طِيلَةُ حَيَاةِ الإِمَامِ البَاقِرِ بِالمَدِينَةِ، وَكَانَتْ أَرْضُهَا مَثْوًى لَهُ فَلَمْ تَكُنْ لَهُ سَفَرِيَّاتٌ لِلكُوفَةِ، وَلَكِنْ نَجِدُ أَنَّ أَغْلَبَ الرُّوَاةِ الَّذِينَ رَوَوْا عَنْهُ (عَ) مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟! بَلْ إِنَّ عَدَدَ رِوَايَاتِهِمْ المُهَوِّلَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي عَنِ الإِمَامِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ رَوَى سَبْعِينَ أَلْفَ حَدِيثاً، وَلاَبُدَّ أَنْ يَتَنَاسَبَ عَدَدُ الرِّوَايَاتِ مَعَ الفَتْرَةِ الزَّمَنِيَّةِ الَّتِي يَقْضِيهَا الرَّاوِي مَعَ شَيْخِهِ؟       أَشْهَرُ الرُّوَاةِ الكُوفِيِّينَ: ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ، أَبُو حَمْزَةَ الثِّمَالِيُّ الأَزْدِيُّ الكُوفِيُّ، جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الحَارِثِ الجَعْفِيُّ، زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، ثُوَيرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، سَعِيدُ بْنُ عِلَاقَةَ الكُوفِيُّ، بَرِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ الكُوفِيُّ، سديفُ بْنُ مَيْمُونٍ المَكِّيُّ، كَثِيرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النّوَاءُ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ التَّيْمِيُّ الكُوفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رِيَاحٍ، أَبُو جَعْفَرٍ الأَوْقَصِيُّ الطَّحَّانُ.

: اللجنة العلمية

     الأَخُ كَرِيمُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     كَانَتِ الْكُوفَةُ وَلَا تَزَالُ هِيَ مَثْوَى شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، وَكَانَ أَهْلُهَا وَعُلَمَاؤُهَا يَحْرِصُونَ عَلَى مُوَاصَلَةِ أَئِمَّتِهِمْ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) فِي المَدِينَةِ وَيَحُثُّونَ الخُطَى إِلَيْهِمْ فِي مَوَاسِمِ الحَجِّ، وَكَانَتْ هَذِهِ هِيَ الطَّرِيقَةُ الَّتِي تَلَقَّى بِهَا الرُّوَاةُ الْكُوفِيُّونَ العُلُومَ وَالأَحَادِيثَ عَنِ الإِمَامِ البَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي المَدِينَةِ.

     قَالَ السَّيِّدُ الأَمِينُ فِي كِتَابِهِ (الشِّيعَةُ فِي مَسَارِهِمُ التَّارِيخِيِّ): (وَكَانَتْ مَدْرَسَتُهُ - أَيْ الإِمَامُ البَاقِرُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) - بِالمَدِينَةِ فِي دَارِهِ وَفِي المَسْجِدِ، يَأْتِيهِ فُقَهَاءُ الحِجَازِ وَعُلَمَاؤُهُ فَيَأْخُذُونَ عَنْهُ وَيُدَوِّنُونَ مَا أَخَذُوهُ، وَيَأْتِيهِ النَّاسُ مِنْ جَمِيعِ الآفَاقِ مِنَ العِرَاقِ وَمِنْ قُمٍّ وَغَيْرِهِمَا فِي مَوْسِمِ الحَجِّ، فَيُقِيمُونَ مُدَّةً فِي المَدِينَةِ وَيَأْخُذُونَ عَنْهُ وَيَسْأَلُونَهُ عَمَّا أُشْكِلَ عَلَيْهِمْ، وَإِذَا عَادُوا إِلَى بِلَادِهِمْ حَدَّثُوا عَنْهُ بِمَا سَمِعُوهُ مِنْهُ وَدَوَّنُوهُ، وَكَانُوا فِي بَحْرِ السَّنَةِ يَحْفَظُونَ مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا وَرَدُوا المَدِينَةَ سَأَلُوهُ عَمَّا حَفِظُوهُ مِنَ المَسَائِلِ، وَمَنْ لَمْ يَحُجَّ أَوْصَى مَنْ يَحُجُّ أَنْ يَسْأَلَ لَهُ عَمَّا أُشْكِلَ عَلَيْهِ). انْتَهَى [الشِّيعَةُ فِي مَسَارِهِمُ التَّارِيخِيِّ: 332].

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.