موقف علمائنا وأئمتنا (ع) من الصوفية.

مُحبُّ أهلِ البيتِ: السَّلامُ عليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبركاتُهُ .. مَنْ هوَ عبدُ القادرِ الكَيلانيّ المَدفونُ في بغدادَ ؟ و ماهوَ مَوقفُ علمائِنا الأعلام مِنْ مَنهجهِ و أفكارهِ ؟

: اللجنة العلمية

الأخُ المُحترمُ، السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

الشَّيخُ عَبدُ القادرِ الجيلانيّ ( 470 هـ ـ 561 هـ ) فَقيهٌ حَنبليٌّ ، مِنْ كِبارِ مَشايخِ الصُّوفِيَّةِ ، وصاحِبُ الطَّريقَةِ القادرِيَّةِ ، ولَهُ مُؤلَفاتٌ عَديدةٌ في التَّصوِّفِ .

لَمْ يُجَوِّزْ عُلَماؤنا الإنتِسابَ إلى الطُّرُقِ الصّوفيَّةِ ، لأنَّ طَريقَتَهُم في السُّلوكِ والمُجاهَدَةِ مُغايِرَةٌ لطَريقةِ أهلِ البَيتِ علَيهِمُ السَّلامُ ، وعَقائِدُهُمُ الفاسِدَةُ مُباينَةٌ لِعَقيدةِ أهلِ البَيتِ عليهِمُ السَّلامُ .

وألَّفوا كُتُباً كَثيرةً لإبطالِ عَقائِدِهِم ومَذاهِبِهِم ، وتَعَرَّضوا لَها في جَميعِ كُتُبِ العَقيدَةِ في أبحاثِ التَّوحيدِ مَباحِثِ الحُلولِ والإتِّحادِ وغَيرِها .

قالَ الحُرُّ العامِلِيُّ : ( الثّامِنُ : إجماعُ الشّيعَةِ الإمامِيَّةِ وإطباقُ جَميعِ الطّائِفَةِ الإثنَي عَشَريَّةِ على بُطلانِ التَّصَوُّفِ والرَّدِّ على الصُّوفِيَةِ ، مِنْ زَمَنِ النَّبيّ (ص) والأئِمَّةِ (ع) إلى قَريبِ هذا الزَّمانِ ، وما زالوا يُنكِرونَ عَلَيهِم تَبَعاً لأئمَّتِهِم في ذلكَ ..) الإثنا عَشَريَّة ص44 .

وقالَ العَلّامَةُ المَجلسيُّ : (إنَّ الصّوفيَّةَ الَّذينَ كانوا في أعصارِ الأئمَّةِ عَلَيهِمُ السَّلامُ كانوا مُعارِضينَ لَهُم صادّينَ عَنهُم وعَنْ دينِ اللهِ عليهِم لَعنَةُ الله .) مرآةُ العُقولِ ج4 ص288 . 

ذِكْرُ بَعضِ الرّواياتِ في ذَمِّ الصّوفِيَّةِ :

وَرَدَ في مَجاميعِنا الحَديثِيَّةِ الكَثيرُ مِنَ الرِّواياتِ في ذَمِّ الصّوفيَّةِ والرَّدِّ علَيهِم :

1- رَوى الشَّيخُ الطُّوسِيُّ بإسنادِهِ عَنْ أبي ذَرٍّ عَنِ النَّبيّ (ص) أنَّهُ قالَ : يا أبا ذَر ، يَكونُ في آخرِ الزَّمانِ قَومٌ يَلبسونَ الصّوفَ في صَيفِهِم وشِتائِهِم ، يَرَونَ أنَّ لَهُمُ الفَضْلُ بذلكَ على غَيرهِ ، أولئِكَ يَلعَنُهُم مَلائِكَةُ السَّماواتِ والأرضِ . الأماليُّ للطّوسي ص539 .

2- ورُوِيَ عنِ الرِّضا عليهِ السَّلامُ ، أنَّهُ قالَ : مَنْ ذُكِرَ عندَهُ الصّوفيَّةُ ولمْ يُنكرْهم بِلسانهِ وقَلبهِ ، فليسَ مِنّا ، ومَنْ أنكَرَهُم ، فَكَأنَّما جاهَدَ الكُفّارَ بَينَ يَدَي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وآلهِ . مُستدرَكُ الوَسائِلِ ج12 ص323 .

3- ورُوِيَ عنِ الإمامِ الرّضا عليهِ السَّلامُ أنَّهُ قالَ : قالَ رَجُلٌ مِنْ أصحابِنا للصّادقِ جَعفرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَليهِما السَّلامُ : قَدْ ظَهَرَ في هذا الزَّمانِ قَومٌ يُقالُ لَهُم : الصّوفيَّةُ ، فما تقولُ فيهِم ؟ قالَ : إنَّهُم أعداؤنا ، فَمَنْ مالَ فيهِم فهُوَ مِنْهُم ، ويُحشَرُ مَعَهُم ، وسَيكونُ أقوامٌ يَدَّعونَ حُبَّنا ، ويَميلونَ إليهِم ، ويَتَشَبَّهونَ بِهِم ، ويُلَقِّبونَ أنفُسَهُم ، ويُأوِّلونَ أقوالَهُم ، ألا فَمَنْ مالَ إليهِمْ فليسَ مِنّا ، وأنا مِنهُم بُراءٌ، ومَنْ أنكَرَهُم وَرَدّعلَيهِم ، كانَ كَمَنْ جاهدَ الكافِرَ بَينَ يَدَي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ .) المَصدَرُ السّابِقُ .

وهُناكَ رِواياتٌ كَثيرةٌ في ذَمِّهِم ، وذَمِّ شَخصِيّاتٍ كَثيرةٍ مِنهُم كالحَسَنِ البَصريّ وعبادِ بنِ كثيرٍ البَصريّ والحُسينِ بنِ مَنصورٍ الحَلّاج وغَيرِهِم . راجِعْ كِتابَ الإثنا عَشَريَّةِ لِلحُرِّ العامِليّ ، وكِتابَ عَينِ الحَياةِ للمَجلسيّ ، وتاريخَ الفَلسَفةِ والتَّصَوّفِ للنّمازيّ الشاهروديّ ، وغَيرِها . والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ